مشاركون في ندوة: البحر الميت منطقة نفطية
"وادي عربة" لم تعط الأردن سوى 20 مليون متر مكعب من حصته في بحيرة طبريا
يمكن انتاج فيتامين "أ" من البحر الميت وسعر الكيلو مليون دينار
أجمع خبراء وباحثون متخصصون أردنيون على أن البحر الميت هو منطقة حيوية بالنسبة للأردن كونه منطقة تاريخية الا أنه يمثل كنزا ثمينا يمكنه اخراج الأردن من أزمته الاقتصادية فيما لو أحسن استغلال ثرواته.
جاء ذلك في ندوة نظمها مركز الدراسات المستقبلية أمس السبت في جامعة فيلادلفيا بعنوان "الآفاق المستقبلية للبحر الميت".
وقال رئيس جامعة فيلادلفيا أ.د. مروان كمال في كلمة الافتتاح أن البحر الميت يشكل للأردن أهمية خاصة واصفا اياه بالكنز الثمين وأنه واحدة من عجائب الدنيا وأن مصيره مهدد بأن يلقى مصير بحيرة آرال نفسه في روسيا اذا لم يهب أحد لنجدته في اشارة منه الى أن اسرائيل حولت مياه نهر الأردن ومنعتها عن البحر الميت.
واضاف ان قيمة البحر الميت ليست جغرافية فقط بل ثقافية وعلاجية وصناعية في آن معا منوها الى أن البحر الميت ينتظر العديد من المشاريع المائية وفي مقدمتها قناة البحرين التي تشكل له حبل النجاة.
وفي ورقته البحثية تحدث الدكتور عبد القادر عابد من الجامعة الأردنية عن نشأة المنطقة التي تشمل شرق المتوسط والأردن منذ 65 مليون عام والتي كانت ضمن اطار محيط التيش الذي كان يغمر المنطقة حتى فنزويلا كما ان الجزيرة والشام والعراق كانت جزءا من أفريقيا لكنها تحركت شمالا وغاصت في الصفيحة الأورو-آسيوية لتغلق هذا المحيط تدريجيا منوها الى ان محيط التيش انحسر من غرب العراق والشام كما أن مياه الأمطار في الأردن كانت تصب في البحر المتوسط مباشرة بدلا من البحر الميت حيث كان المتوسط جزءا من محيط التيش.
كما تحدث الخبير عابد عن صدع البحر الميت التحويلي ما تسبب في انفصالات المناطق بعضها عن بعض وتكوين الصفائح العربية واالافريقية موضحا أن المستقبل البعيد سيشهد انفصال صفيحة افريقية جديدة وكذلك بحر جديد بسبب نشاط البراكين والزلازل كما اوضح ان خليج حيفا أغلق قبل مليوني عام بسبب ارتفاع جبال فلسطين وتشكيل غور الأردن.
وقال ايضا ان اسرائيل أقفلت بحيرة طبريا وضخت 800 مليون متر مكعب سنويا وهو معدل مجموع مياه نهر الأردن نفسه مؤكدا أن معاهدة "وادي عربة " لم تعط الأردن سوى 20 مليون متر مكعب من حصته في مياه بحيرة طبريا كما اكد ان تمثال امرأة لوط في منطقة البحر الميت ما هي الا خرافة يهودية.
وفي ورقة مشتركة بعنوان "الخطر الزلزالي لصدع البحر الميت وأثره على المناطق الحضرية في الأردن" أعدها كل من د.رشيد جرادات ود.مهيب عواودة من جامعة اليرموك. قال جرادات: ان الزلازل ما تزال مستمرة في هذه المنطقة وفي العالم ككل بسبب تزايد عدد السكان والنشاط العمراني وتطور الحضارة منوها الى ان غالبية سكان الاردن يقطنون المدن الرئيسية في اشارة منه الى احصاء عام 2004 الذي اظهر ان ثلاثة ملايين نسمة يشكلون 53% من السكان يقطنون عمان والزرقاء واربد وغالبيتهم في عمان .
وقال: ان اهم الزلازل في الأردن الذي وقع عام 749 شمال الأردن بدرجة 10 على مقياس ريختر واحدث دمارا في جرش وام قيس وبيسان والعديد من المناطق المجاورة كما ان عمان لم تسلم من آثاره اضافة الى مدن سورية ولبنانية جرى ابتلاعها .
كما اوضح ان هناك 16 مصدرا زلزاليا رئيسيا تغطي المنطقة الواقعة ما بين السويس وقبرص وجنوب وادي عربة وخليج العقبة ووادي الأردن والبحر الميت مشددا على ان الخطورة الزلزالية من البحر الميت ما تزال قائمة لكنه قال انه يمكن التعايش معها من خلال التخطيط السليم ومراقبة حركة الصدع الزلزالي واعداد السيناريوهات المختلفة لمساعدة صانع القرار في موضوع التنمية.
واكمل شريكه في البحث د.مهيب عواودة حول آثار الزلازل المتوقعة في العاصمة عمان بقوله ان هذه المنطقة تشهد زلزالا مدمرا ما بين 80-100 عام منوها الى ان مركز الزلزال المتوقع سيكون بعيدا عن عمان حوالي 30-38 كيلو مترا ومصدره البحر الميت أو وادي عربة أو وادي الأردن وتوقعا أن تكون قوته 7.5 درجة على مقياس ريختر لكنه ركز في الورقة البحثية على البحر الميت متسائلا: هل مبانينا مهيأة ومقاومة للزلازل? في اشارة منه الى ان المباني ستتعرض للدمار مشددا على اهمية بقاء المراكز الصحية ومراكز الدفاع المدني بعد الزلزال اضافة الى شبكات المياه والطرق والصرف الصحي كما بين أن المناطق المكتظة بالسكان ستكون الأشد تضررا من الزلزال وبالذات منطقة وسط البلد.
وبين كذلك ان 16% من المباني ستتأثر بالزلزال وستكون الخسائر المادية بنسبة 21 5 من الدخل القومي أي ما يساوي 4.5 مليار دولار بسبب زلزال سيكون مصدره البحر الميت داعيا الى مراعاة بناء المراكز الصحية كاشفا في ذات السياق عن الانتهاء من دراسة زلزالية عن العقبة وسيتم تسليمها اليوم الأحد كما ان هناك دراستين منفصلتين عن الزرقاء واربد.
اما د.صادق عميش الذي وصف البحر الميت بالبحر الميت الحي فقال في ورقته بعنوان" توليد المواد الطبيعية من الأحياء الدقيقة في البحر الميت" أنه يحتوي على 180 نوعا من الاحياء الدقيقة من طحالب وبكتيريا تعيش فيه وانه بحر يتنفس ويمكن انتاج الفيتامين " أ" منه وسعر الكيلو مليون دينار حيث يمكن الحصول على كيلو غرام واحد يوميا من هذا الفيتامين ما سيحقق دخلا سنويا يقدر ب¯ 300 مليون دينار .
كما بين انه يمكن توليد الكهرباء من الطينة السوداء الموجودة في البحر الميت اضافة الى امكانية انتاج الديزل الحيوي من الكائنات الحية فيه وابتكار علاج للزهايمر والسرطان من هذه الكائنات مستعرضا مراحل الاستفادة من الطحالب الدقيقة الموجودة فيه من خلال العزل والاكثار والاستخلاص عن طريق استخدام بعض الزيوت منوها الى انه يتم وضع أقطاب الكربون في الطين فتقوم البكتيريا بتوليد التيار الكهربائي .
وقال د يوسف أبو رقعة في ورقته بعنوان " التغييرات البيئية في البحر الميت" أن اي نشاط في منطقة البحر الميت يجب ان يكون محسوبا ولا يترك للصدف داعيا الى الربط بين الجانبين البيئي والاقتصادي عازيا عدم الاهتمام البيئي الرسمي بها الى عدم فهم واقع المنطقة البيئي.
وحذر د. أبو رقعة من المخلفات الصلبة التي تلقى في المنطقة والتي تأخذ وقتا طويلا في للتحلّل مطالبا كذلك بعملية التكامل في الاستخدامات المختلفة لتلك المنطقة والتركيز على الجانب المجتمعي من خلال تقنيات مختلفة لتحقيق الاستدامة الادارية.
واوضح ان مكبات النفايات تعيق الاستثمار في منطقة البحر الميت محملا الحكومة والمواطن على حد سواء مسؤولية التدهور البيئي في المنطقة منوها أن دراسته كشفت ان فصلي الشتاء والربيع يشهدان الزخم الكبير في موضوع النفايات بسبب زيادة أعداد الزوار للمنطقة في هذين الفصلين من السنة كما طالب بمراقبة الأودية التي تصب في البحر الميت لانها تحمل معها الأخشاب واغصان الاشجارمطالبا بتخصيص المنطقة ببعض التشريعات والقوانين اضافة الى استمرارية الدراسات عنها كونها أصبحت منطقة استثمارية.
وفي ورقة بعناون " البترول والبحر الميت " قال د. عبد الرحيم حمدان" من جامعة الامارات أن منطقة البحر الميت تعد بانها منطقة البترول الصعب مشيرا الى أن كافة الخصائص النفطية ومنها المصائد والصخور موجودة في منطقة البحر الميت منوها الى ان 7 آبار من اصل 16 بئرا تم حفرها في المنطقة دلت على وجود آثار نفطية كما أن هناك ادلة اخرى شرق البحر الميت تدل على وجود صخور نفطية .
ولفت د. حمدان الى انه ولغاية الآن لم يتم حفر آبار تحت مياه البحر الميت وان التركيز يتم على منطقة اللسان واصفا الأردن عموما بانه ما يزال تحت الاكتشافات النفطية في اشارة منه الى وجود 135 بئرا استكشافيا كما ان معظم آبار منطقة البحر الميت لم يتم تقويمها وفقا للمقاييس الدولية كما ان عمق الآبار كان أقل من 2000 متر مع ان هناك احتمالات بالعثور على النفط على عمق نحو 3000 متر كما بين ان كافة الشركات المستقدمة تصنف من الدرجة الثالثة او الرابعة بمعنى ان الشركات السبع الكبرى في العالم لم تضع بصمتها في الأردن لكنه نوه الى ان شركة شيفرون حفرت بئرا واحدة وغادرت.
واوصى في ورقته بتحليل كافة المعلومات المتوافرة قبل التفكير باستمرار الحفر في منطقة البحر الميت ودقة تحديد اماكن الحفر المستقبلي واعتماد تقويم جيولوجي دقيق للبيانات المتوافرة عن المنطقة.
وفي ورقته بعنوان "مستقبل تطوير البحر الميت" تحدث رئيس مجلس هيئة مفوضي المناطق الحرة الدكتور بلال البشير عن البحر الميت كمنطقة تنموية مساحتها 40 ألف دونم منذ العام 1997 حيث بدأ التخطيط للبحر الميت من خلال انجاز الدراسات والبحوث.