مسلسل "رسالة الإمام" يثير الجدل

الرابط المختصر

أثار مسلسل "رسالة الإمام" الذي يعرض خلال شهر رمضان المبارك، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا في مصر.

ويتناول العمل السنوات الأخيرة من حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، وهو أحد رواد علم التفسير ومؤسس علم أصول الفقه الذي يُعد مذهبه في الفقه الإسلامي من الأوسع انتشارًا.

ويتحدث المسلسل، وهو من تأليف محمد هشام عبية وإخراج الليث حجو، عن إسهامات الإمام الشافعي الجليلة، ويتعرض للمواقف الجدلية التي عاشها واستقراره في القاهرة معقل نشره لمذهبه.

 

"معلومات خاطئة وغير صحيحة"

ووجهت موجة من الانتقادات الحادة لمسلسل "رسالة الإمام" بعد عرض حلقاته الأولى لتضمنه "معلومات خاطئة وغير صحيحة عن حياة الإمام الشافعي"، على حد قول المنتقدين. 

وفي حين ركّز العديد من هؤلاء على أخطاء تاريخية قالوا إنها كارثية، انتقد آخرون مزج شخصيات العمل في حديثها بين اللهجتين الفصحى والعامية، ورأوا أنّ ذلك لا يتناسب مع مسلسل تدور أحداثه في العصر العباسي.

وتداول عدد آخر من المغردين صورة للممثل خالد النبوي الذي يجسد شخصية الإمام الشافعي في المسلسل وهو يرتدي نظارات طبية، علمًا أنه لم يكن قد تم اختراعها بعد في ذلك الزمن.

من جهته، اتهم الشاعر السوري حذيفة العرجي صناع المسلسل "بسرقة أشعاره ونسبها للإمام الشافعي"، واصفًا ذلك بـ"الجهل".

وبعد كثرة الجدل الدائر على منصات التواصل الاجتماعي، التنويه بأن "هذا العمل رؤية درامية مستوحاة من أحداث تاريخية.. بعض حكايات وشخصيات العمل من وحي خيال المؤلف للضرورة الدرامية". 

ويركز المسلسل التاريخي الذي يتناول سيرة الإمام الشافعي أحد أشهر علماء الفقه والتفسير، على آخر سنوات حياة الإمام في ظل المتغيرات التي شهدتها مصر منذ أكثر من ألف عام، ومدى تأثيره في الحضارة المصرية، حيث أكد محمد هشام عبية، المشرف العام على كتابة العمل، أن "المسلسل يتناول آخر 6 سنوات من حياة الإمام الشافعي، والتي قضاها في مصر، وتأثره بالحضارة المصرية".

 

والإمام الشافعي هو أبوعبدالله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع، ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة. تقول مصادر تاريخية إنه عاش "يتيما وفقيرا انتقلت به أمه إلى مكة وهو صغير لا يجاوز السنتين، كانت حياتهما صعبة، لكن أمه حفظت وصية أبيه وحثته على العلم، حفظ القرآن، ثم أخذ يتعلم اللغة والأدب والشعر حتى برع في ذلك كله، وانتقل بعد دراسته بمكة إلى المدينة وتتلمذ على يد الإمام مالك بن أنس الذي أعجب بفطنته فقربه إليه".

 

وعرف الشافعي بأنه فصيح اللسان بليغا، انتقل إلى العراق حيث اطلع على علم أبي حنيفة، ثم انتقل إلى مصر حيث أصبح إماما له مذهبه المستقل ومنهجه الخاص به، إلى حين وفاته سنة 204 هجري.