وجد 46% من المشاركين في استفتاء عمان نت الإلكتروني حول الأعياد في المجتمع الأردني أن الأعياد مناسبة لزيادة الاستهلاكفي حين رأى 46% آخرون في الأعياد مناسبة للإجازة والراحة من العمل، واعتبرها 8% فرصة للتسامح والتقارب بين الناس.

الباحث الاجتماعي حسين الخزاعي وجد أن هذه النتيجة تعكس واقع المجتمع الذي بدأت الأعياد فيه تفقد بريقها وتأخذ منحى الراحة والاستجمام والسفر والترويح عن النفس.
 
ويرجع الخزاعي هذا الأمر إلى مجموعة من العوامل تتمثل في "  وجود بدائل تعويضية عن تبادل الزيارات والاتصال الشخصي، نظراً إلى  استخدام وسائل التكنولوجيا كخدمة الرسائل القصيرة، إضافة إلى كثرة انشغال الناس بالقضايا الاقتصادية، وظهور النزعة الحضرية والنزعة للانفصال عن الأهل في السكن مما أدى إلى التوجه تحو الأسرة النووية "
 
ويرى  الخزاعي أن ضعف استغلال الأعياد للتواصل بين الناس هو ظاهرة سلبية تؤدي بالإنسان إلى مزيد من العزلة والاغتراب " الظاهرة سلبية حتى وإن كانت نتيجة للتطور لأنها تؤدي إلى مزيد من العزلة لا نريد أن نتصل من خلال الهاتف هذا سيوصلنا إلى مزيد من الغربة وعدم التعاون حتى على مستوى العائلة الواحدة،
نخشى مستقبلاً أن تزداد هذه الظاهرة وتصبح التكنولوجيا أخاً افتراضياً أو أختا افتراضية لكل منا."
 
 المحلل الاقتصادي عصام قضماني يرى أن زيادة الإنفاق في الأعياد عائد إلى عوامل عدة " في الأعياد تكثر المناسبات والاحتفالات كما يسبق الأعياد  تزود الأسرة بالعديد من المواد مثل شراء الملابس أو الحلويات، كما أن الناس عندما يتوفر لديها عطلة طويلة تتزاور فيما بينها وتسافر إلى الأماكن السياحية، وكل هذا يزيد في الإنفاق."
 
ويرى قضماني أن الاقتصاد الأردني بحاجة إلى مزيد من أيام العمل بدلاً من كثرة الإجازات التي يعتقد أن كثرتها تضر بالاقتصاد  خاصة أن أغلب السلع التي يتم استهلاكها في الإجازات تنتمي لقطاعات لا تحقق قيمة مضافة للاقتصاد وتزيد في عجز الميزان التجاري نظراً لأن أغلبها مستورد.
 
ولا يؤيد قضماني ميل المجتمع إلى الاستهلاك لأنه يذهب إلى مصلحة الطلب الذي يرفع التضخم ويزيد من الهدر
 
وكان سؤال الاستفتاء الذي استمر لمدة أسبوعين وشارك به 130 شخصاً هو  " الأعياد في مجتمعنا أصبحت مناسبة ل":
 
وجاءت الإجابات على النحو التالي:
 
الإجازة والراحة من العمل            46%.
زيادة الاستهلاك                         46%
التسامح والتقارب بين الناس           8%.