مركز صحي أبو سيدو .."مركز الخطر "

مركز صحي أبو سيدو .."مركز الخطر "
الرابط المختصر

منذ ما يزيد عن عشرين عاما ومعاناة أهالي منطقتي  أبو سيدو وحي الأميرة سلمى في لواء الأغوار الشمالية مستمرة ، بسبب موقع مركز صحي أبو سيدو الفرعي   المستأجر غرب قناة الملك عبدالله ،  حيث يربط المركز الصحي بالأحياء السكنية  جسر  متآكل من الصدى  فوق مياه القناة ، ويتسبب هذا الجسر  بحالة من الر عب لمراجعي المركز الصحي  .

 

 وأكد معظم سكان الجهة الغربية من بلدة الأميرة سلمى التي تبعد عن المركز حوالي 3 كيلو مترا، أنهم يضطروا  لمشي مسافات طويلة وطرق ترابية ليتمكنوا من الوصول للمركز  .

وذكرت العديد من سيدات المنطقتين أنه في  اغلب  الأحيان وبعد قطع تلك المسافات الطويلة وبعد انتظار يدوم  أكثر  من ثلاث ساعات للطبيب  يتفاجئون   بعدم حضوره  ، مما يضطروهم  للذهاب لمركز صحي كريمة الذي يبعد عنهم ما يزيد عن  3 كيلو مترا ، مما يرتب عليهم مصاريف مالية زائدة كما قالت المواطنة حمدة  الكفارنة  ،" في اغلب أيام  الأسبوع  نذهب إلى مركز  صحي كريمة  ، ويطلب منا  المركز دفع كشفية 40 قرشا رغم أننا  حاصلون  على تامين صحي ، ولكنه يطلب الكشفية كوننا من منطقة أبو سيدو ."   

وتضيف "  ندفع أجرة مواصلات تصل إلى دينارين ذهابا وإيابا لمركز صحي كريمة ، وظروف الأهالي المادية لا تسمح لهم بدفع دينارين كل يوم بعد يوم ، كوننا نراجع المركز بشكل مستمر ."

ولم تقف المعاناة عند دفع الكشفية في مركز صحي كريمة على حد قول الكفارنة  ، أنما عدم توفر العديد من  أنواع الأدوية في  مركز صحي أبو سيدو يضاعف  مشكلة المركز  ، مما يضطرهم للذهاب إلى مركز صحي كريمة  ،وتضيف ،" العديد من الأدوية غير متوفرة في المركز الصحي  ، مما يترتب علينا شراء الدواء من الصيدليات الخاصة في المناطق المجاورة ."

 وأشارت  السيدة سوزان أبو العيد   إحدى سكان حي الأميرة سلمى إلى حاجة المركز للمراقبة الدورية  من قبل المسؤولين في وزارة الصحة  على أداء عمل  الكادر الوظيفي في المركز ، من حيث دوام الطبيب الذي لا يتجاوز ساعة واحدة   ، وكذلك تأخر المحاسب  ،" الطبيب يأتي على الساعة الحادية عشر  ظهرا ويغادر على ساعة الثانية عشر  ، ونحن كمواطنين بحاجة إلى وجود كادر وظيفي متواجد من الساعة الثامنة والنصف صباحا  كباقي المراكز الصحية في المناطق المجاورة."
وتحدثت المواطنة أم خالد عن سوء الخدمات المقدمة من المركز الصحي الفرعي في المنطقة وأضافت بان  ،" الطبيب  الموجود في المركز لا يقوم بفحص المرضى كما هو مطلوب ، أنما يسال الأمهات عدة أسئلة وبناءا عليه يكتب الوصفة الطبية ، وفي إحدى المرات  وصف الطبيب  الدواء لأحد الأطفال وهو جالس في سيارته دون فحص ."

ومن المشاكل السلبية لموقع  المركز الصحي الذي وصفه سكان المنطقة  بمركز الخطر  وجوده في منطقة زراعية تكثر فيها الكلاب الضالة والحشرات الضارة كونه لا يبعد عن القناة  سوى أمتار قليلة كما وضح المواطن ماجد محمد ،" قبل عدة أيام  ذهبت احد نساء الحي إلى المركز الصحي للمراجعة فوجدت على طريقها أفعى  ذات الحجم الكبير (حنيش اسود) ،لولا وجود حارس المزرعة وقتله لكان هاجمها هي وأطفالها ."

أما عن الصعوبة والمعاناة الحقيقة التي يواجهها المواطنون نظرا لعدم توفر طريق تؤدي للمركز  في فصل الشتاء فتقول أم مثقال ،" من  الصعب ان نذهب طول فصل الشتاء إلى المركز في منطقة أبو سيدو ، كون الطرق الترابية التي نسلكها في أيام الصيف تصبح في الشتاء عبارة عن وادي وتجري فيه  المياه ."

وقال أبو أيمن مختار منطقة أبو سيدو  بأن السكان طرقوا أبواب المسؤولين  في وزارة الصحة ، لتغير موقع المركز ، ولكن حجج وزارة الصحة على الأبواب " حجة الوزارة عدم وجود بيوت مملوكة لاستئجارها  لوزارة الصحة ، مع العلم  بان جميع أراضي منطقة أبو سيدو  أراضي دولة ، بإمكان الوزارة استغلال أي قطعة ارض من الجهة الشرقية للقناة وعلى الشارع العام   ."
 
الدكتور احمد مصلح طبيب مركز صحي أبو سيدو أكد على ضرورة نقل المركز من موقعه ، كون عدد المراجعين يصل يوميا إلى  أكثر من40 مراجع ويقول ،"يجب ان يكون المركز الصحي طابق أراضي وليس طابق ثاني ،لتخفيف المشقة على    المراجعين وخاصة الكبار في السن وأصحاب الأمراض المزمنة." 
 
وبرر مدير مديرية صحة محافظة اربد الدكتور احمد الشقران تأخر الطبيب في مركز صحي أبو سيدو بأنه "يغطي في مركز صحي كريمة نظرا لغياب الأطباء في كريمة لفترة مؤقتة". 

وعن موقع المركز فأكد   الشقران ،" بان مديرية الصحة على أتم الاستعداد بنقل مركز صحي أبو سيدو الواقع غرب قناة الملك عبدالله في حال توفر مكان  بديل".
وفي رده على عدم توفير العديد من الأدوية  في المركز الصحي قال الشقران،"أن كافة الأدوية ألأساسية كأدوية الضغط بأنواعه، والسكري والمضادات الحيوية متوفرة ." 

هذا ويخدم مركز صحي أبو سيدو ما يقارب أربعة مناطق سكنية يصل عدد السكان إلى 4 آلاف مواطن ، وشدد العديد من السكان على ضرورة استجابة المسؤولين في وزارة الصحة بتنفيذ  مطالبهم  بنقل المركز الصحي من موقعه ، وكذلك توفير جميع المستلزمات الطبية المطلوبة .