مدينة الرصيفة الحائرة بين عمان والزرقاء
Normal
0
false
false
false
MicrosoftInternetExplorer4
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
كلما دخلت الرصيفة شعرت بالكآبة ،
ليس بسبب الفوضى العامة التي تراها في كامل المشهد ، بل لأنك تشعر أن هذه المدينة
تائهة بين عمان والزرقاء ، مدينة بلا هوية ، عشوائية ، ومظلومة،
Normal
0
false
false
false
MicrosoftInternetExplorer4
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
هل
ما يحصل في الرصيفة خاص بها ، أم هو عام في بقية المدن ؟ هكذا يسأل أحد الأصدقاء ،
ثم يمضي في تعداد مشكلات المدينة كأنه يجيب على أسباب كآبتي المزمنة ، كلما وجدت
نفسي متورطا بالرصيفة :
1)الضجيج الهائل والإزعاج المتواصل من شروق الشمس الى غروبها الناتج عن مكبرات
الصوت من عشرات الشاحنات الصغيرة"بندورة ، بطاطا ، جميع أنواع المنظفات
المنزلية ، اللي عنده أثاث وحديد قديم للبيع ، طوووووط .... بيييييب ، سيارات
توزيع غاز ، وبالاضافة الى الازعاج الهائل المتواصل ، السولار المحترق ينبعث من
عوادمها فتلوث كل شارع وكل دخلة.
والحل بسيط أسوة ببعض الدول ، وهو تخصيص ساحات للبيع والشراء لجميع ما ذكر يعتاد
البائع والشاري عليها ، وأما الغاز فيمكن طلبه عن طريق الهاتف ، وفي هذا منع
للازعاج ، ولتلويث البيئة وتوفير كلفة المحروقات على أصحاب الشاحنات التي تتحرك
طول النهار.
2) هذه المفرقعات الملعونة التي أسموها الألعاب النارية ، حيث تبدأ الانفجارات من
غروب الشمس وحتى الفجر ، تقض مضاجع الناس ، المرضى والأطفال والطلاب الدارسين ،
والعمال المتعبين طوال النهار يريدون أن يناموا ويرتاحوا بعد يوم كامل من الجهد
والتعب . وفي مدينة مثل الرصيفة يسكنها مئات الآلاف ، لا تخلو ليلة من العديد من
المناسبات التي تمارس فيها هذه المصيبة ، وبشكل متواصل ، أعراس ، نجاح ، افتتاح
محلات يعلن عنها بالمفرقعات ، وبالاضافة الى الازعاج الهائل ، فهي تؤدي الى حوادث
وإصابات ، كما أنها مكلفة ومن يستعملها كأنه يحرق ماله بدون فائدة ، وقد أقسم
أحدهم قبل مدة أنه أنفق على ليلة عرس من هذه المفرقعات ألف دينار .... والحل ليس
بمنع استعمالها بعد العاشرة ليلاً كما هو معلن ، بل بمنع استيرادها واستعمالها
أصلاً ، توفيراً للازعاج والحوادث والملايين من الدنانير المهدورة.
3) حفلات وسهرات الاعراس التي تقام في الشوارع العامة ، حيث يتم إغلاق الشوارع
أمام حركة السير ، ويستعملون مكبرات الصوت الهائلة التي تسمع المدينة كاملة من
المغرب وحتى بعد منتصف الليل ، ويستقدمون الفرق الشعبية للغناء والطرب ولا يراعون
الصلوات في المساجد ولا مآتم العزاء المجاورة لهم ولا من يريد النوم أو الدراسة ،
مباركة أفراح الناس ولكن لا تفرض أفراحك على مئات الآلاف طوال الليل. والحل منع
اقامة هذه الأفراح في الشوارع العامة ، ومنع استعمال مكبرات الصوت ، ومن يريد أن
يفرح فليفعلها في منزله أو في صالات الأفراح.
4) هذه نقطة حساسة ، وحتى لا أتهم بأني ضد الدين فأنا متدين منذ صغري ولكن الدين
يقول "لا يشوش قارئكم على مصليكم" ، ففي كل حي عدة مساجد تفتح سماعاتها
قبل الأذان بربع ساعة وأحياناً بنصف ساعة ويكون الناس في أمورهم الخاصة فيفرض
عليهم ما يذاع من الاذاعة ، قرآن أو درس ديني أو ابتهالات وأحياناً صدقني فواصل
موسيقية ، لماذا ؟؟؟ وفي يوم الجمعة أنت مضطر في مسجدك أن تستمع الى خمسة دروس
دينية في آن واحد وخمس خطب جمعة في آن واحد ، لماذا؟ والحل بسي: هو قصر فتح
السماعات الخارجية للمساجد فقط عند الأذان والاقامة وفتح السماعات الداخلية داخل
المساجد للمصلين وليس لأهل الحارة .
5) شوارع الرصيفة وأرصفتها بلا مبالغة ، مكب نفايات وما ينتج عنها من أقذار وحشرات
وتلويث للبيئة والجرذان والروائح الكريهة. والسبب هو طبيعة التعامل مع هذه النفايات
، فالمواطن يرمي كيس النفايات أمام منزله على الرصيف فتأتي القطط وتنثرها ، ثم
تذروها الرياح في جميع الاتجاهات ، ولو أرسلت البلدية جيشاً من عمال النظافة لما
استطاعوا أن يجمعوها .
والحل بسيط : الزام كل صاحب منزل ، بشراء برميل نفايات بلاستيكي متوسط له غطاء
محكم ، يضع فيه كيس النفايات ، فيسهل الجمع من عمال النظافة ، ويوفر النظافة
والجمال للشوارع ويحد من تلويث البيئة .
فهل من مستمع ....؟ والله لا أعرف أيها الصديق ، ولكن ألا تعتقد أن كثيرا مما قلت
ينطبق على كثير من مدننا؟











































