مدرسة النبي صموئيل.. ليس مهمًا في أي فصل دراسي تكون!

 مدرسة النبي صموئيل.. ليس مهمًا في أي فصل دراسي تكون!
الرابط المختصر

غرفة واحدة بجدرانها المتهالكة في قرية النبي صموئيل، استطاعت أن تحظى باسم مدرسة! عشرة فقط عدد طلابها. والمفارقة هُنا أن لا أهمية لاختلاف أعمار الطلاب وتفاوتهم في الصفوف، ذلك الأمر خارج عن نطاق سيطرتهم، طالما أن الاحتلال يريد ذلك ليرسم حدًا قاتلًا لطموحات الكثير منهم.

قرية النبي صموئيل الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات شمال غرب القدس، وتخضع للسيطرة الإسرائيلية( مناطق ج)، تضم قرابة (300) نسمة، محرومين من الحصول على تصاريح ورخص للبناء منذ العام (1971)، كما قال عضو المجلس البلدي السابق في القرية محمد بركات في حديثه لـ"هُنا القدس".

يرفض الاحتلال السماح بإقامة مدرسة صغيرة هناك تلبي احتياجات طلاب القرية، الذين يجدون أنفسهم مضطرين للاندماج في غرفة صفية واحدة تضم الطلبة من الصف الأول وحتى الرابع الأساسي.

نوال بركات، مدرّسة مادة الرياضيات في مدرسة قرية الجيب القريبة من النبي صموئيل على بعد كيلو مترين فقط، رأت في حديثها لـ"هُنا القدس"، أن هناك تسرّبًا وعزوفًا كبيرًا عن التعليم في القرية، حيث يمنع الاحتلال إضافة غرف صفية، أو حتى إقامة غرف متنقلة.

وبحسب بركات، فإن الطلبة الذين يُحالفهم الحظ باستمرار مسيرتهم التعليمية، ينتقلون للدراسة في مدارس الجيب الابتدائية، ثم يلتحقون بمدرسة بيت إكسا في مرحلتهم الثانوية، وهنا مشكلة أخرى تنتظرهم، تتمثل بوجود حافلة واحدة فقط لنقل الطلبة، فإذا ما تأخر أحدهم عن اللحاق بها لظرف ما، فإن عليه أن يعود أدراجه للبيت بلا تعليم في ذلك اليوم.

مأساة التعليم في النبي صموئيل ليست الوحيدة. فالقرية التي ترمُقها أنظار مستوطني "رموت" و"جفعات زئيف" صباح مساء، بات سُكانها لا يقدرون على البناء والتوسعة في حال ضاق البيت القائم على سكانه الذين زاد عددهم، لذلك يكثر عدد الساكنين في البيت الواحد، وبالطبع إذا ما حصل بناء جديد فجرافات الاحتلال جاهزة لمباشرة الهدم في أي لحظة، كما حصل مؤخرًا مع عائلة بركات التي هدم الاحتلال مخزنيْها وبركسًا لتربية الماشية.

احتجاجات "محمية الطبيعة الاسرائيلية" هي الأخرى لا تتوقف عند كل محاولة من سكان القرية لزراعة أراضيهم بأشجار الزيتون، وإحاطتها بسياج لحمايتها، فقرار إزالة السياج يكون مُشهرًا بحقهم، بحجة أنهم يؤثرون على الحيوانات في المنطقة. لكن الأهالي يقولون "إن الأمر يتعدى مجرد الحفاظ على الحيوانات، السيطرة على أراضي القرية هو الهدف، لكن لن نتوقف عن التشبث بالأرض".

"الدخول والخروج من وإلى القرية، جانب آخر للمعاناة. فليس هناك لها سوى حافلة واحدة فقط يسمح الاحتلال بمرورها عبر حاجز الجيب وفي أوقات محددة. وفي حال فاتتك الحافلة فإن عليك الانتظار ثلاث ساعات أخرى على الأقل حتى يحين الموعد التالي للحافلة"، تقول بركات.

وتضيف، إذا ما كان لديك ضيوف من خارج البلدة ويعتزمون زيارتك، فيجب عليك التنسيق مع الارتباط للحصول على موافقتهم لإدخال الضيوف، وفي أحيان كثيرة لا يُسمح لهم الدخول.

القرية ورغم أن ليس ثمة حواجز تفصل سكانها عن مدينة القدس، إلا أن الاحتلال يعتقل كل من يحاول الوصول إليها.

"النبي صموئيل المنسية"، عنوان أهالي القرية الدائم في مخاطبتهم للعالم، بعد أن نجح الاحتلال في عزلهم عن المحيط كما يقولون ، فالدعم المعنوي والشعور أن أحدًا لا يزال يقف إلى جانبهم، هذا ما يطلبونه!

 المصدر: شبكة هنا القدس للاعلام المجتمعي