مداخلات النواب حول موازنة 2026: مزاج ساخر وغضب شعبي وطلبات بزيادة الرواتب

الرابط المختصر

مع اقتراب ختام جولة مناقشات النواب لمشروع قانون الموازنة العامة لعام 2026، شهدت الجلسات التي انطلقت يوم الاثنين، مداخلات ركزت على الضغوط الاقتصادية التي يعانيها المواطنون، والمطالبة بضرورة رفع رواتب الموظفين وتحسين القدرة الشرائية.

النائب حسين العموش انتقد السياسات الحكومية السابقة وذكر بسخرية أن الأردنيين اضطروا لاستبدال "المنسف باللحم" بـ"المنسف بالدجاج"، فيما وصف النائب أحمد القطاونة مطالبة الحكومة المواطنين بالصبر في ظل موجات الغلاء المتلاحقة بأنها غير مقبولة. ولفت النائب محمد الظهراوي إلى بعض الإجراءات الرمزية مثل إصلاح الشوارع قبل الدعوة لصلاة الاستسقاء، كأمثلة على فجوة بين شعارات الحكومة والواقع المعيشي.

بدوره، أشارت النائب نسيم العبادي إلى تفاقم الفقر في المحافظات، مؤكدة أن ضعف شبكات الحماية الاجتماعية يجعل المواطنين يتطلعون إلى الدعم الخارجي.

وفي تعليق خبير علم الاجتماع، مدير مركز الثريا للدراسات، الدكتور محمد الجرابيع، أوضح أن جلسات المناقشة شهدت إجماعاً شبه كامل بين النواب على صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يتحملها المواطن الأردني، رغم اختلاف توجهاتهم السياسية. لكنه أشار إلى أن هذه المداخلات غالباً ما تحمل طابعاً ساخراً، يعكس المزاج العام للمجتمع الأردني وارتفاع حالة السخرية السياسية في ظل الإحباط من أداء المؤسسات.

وأكد الجرابيع أن رفع الرواتب قد يخفف بعض الضغوط، لكنه لن يحل مشكلة الفقر الحقيقية، نظراً لتزايد الأسعار وتراكم المديونية العامة على مدار عقود، مشدداً على أن السبب الرئيسي للأزمة يكمن في الإدارة واتخاذ القرارات الاقتصادية والسياسية أكثر من محدودية الموارد.

وأضاف أن المزاج الساخر للنواب يعكس المزاج العام للشعب الأردني، ويُظهر مدى فقدان الثقة بالمؤسسات الرسمية، معتبراً أن هذا المزاج يعتبر مؤشراً على الغضب الشعبي المتزايد ويجب أخذه بعين الاعتبار من قبل صناع القرار.