مخيم حطين...نكبة داخل النكبة

مخيم حطين...نكبة داخل النكبة
الرابط المختصر

على بعد 10 كم شمال العاصمة يقع مخيم حطين أو كما يطلق عليه " شنلر" انشئ المخيم عام 1968 م على مساحة 917 دونماً

يعيش فيه أكثر من 85 ألف نسمة اغلبهم لا يحملون الرقم وطني مما زاد من صعوبة الحياة عليهم.

مداخل المخيم لاربعة لا تختلف عن بعضها كثيرا كونها تشترك في تردي شوارعها وضيقها وانتشار الحفر المكشوفة، الا ان المدخل الرئيسي للمخيم يقع على شارع رئيسي يربط العاصمة عمان بمدينة الزرقاء التي يتبع لها المخيم اداريا.
 
شقننا طريقنا للسوق الشعبي من الجهة الجنوبية للمخيم حيث انشئت مؤخرا طرق اسلفتية واسعة قادتنا للاحياء والازقة المتداخلة التي انتهت بنا لسوق شعبي للخضار يشهد ركودا في المبيعات بسبب ارتفاع اسعار الخضروات كما قال لنا الباعة في السوق.
 
احدى السيدات قصدت السوق لشراء ما تيسر من خضراوات، لكنها صدمت باسعار البندورة التي وصلت لـ80 قرشا على الرغم من تدني جودتها في السوق، هذا الأمر دفعها لتغيير مخططاتها لطبق اليوم ولاعادة ادارة برنامجها الغذائي حسب اسعار الخضراوات هبوطا وصعودا، تقول" مع استمرار ارتفاع الاسعار اصبحت المعيشة صعبه جدا في المخيم لدرجة اننا بتنا لا نطبخ اكلات معينة لمدة اشهر، ونكرر طبخات معينة ثلاث مرات في الاسبوع بسبب رخص اسعارها".
 
تتسأل وهي تضع بضع حبات من البندورة في كيس بلاستيكي " لا يوجد عمل لشباب المخيم مالغلاء موجود كيف تكون العيشة برأيك!!! في السابق الوضع كان اقضل لم تكن الاسعار بهذا المستوى الان الوضع اسوأ بكثير، انظر الى زوجي انه مريض ولا يقوى على العمل".
 
عند سؤالها عن النكبة " اي نكبة تقصد؟؟ النكبة الحقيقية ما نعيشه اليوم من ظروف اقتصادية سيئة هذه هي نكبتنا الحقيقية".
 
 
البطالة مستشرية بشكل كبير في المخيم وخصوصا بين فئة الشباب، وهذا يدفعهم حسب زكريا 22 عاما لارتكاب جرائم السرقة وافتعال المشاكل مما جعل وجود كوخ امني مطلب اساسي على باب المخيم تحقق بعد زيارة الملك عبد الله الثاني للمخيم مؤخرا، ويعمل معظم الشباب في المخيم اعمال حرة – يقول زكريا- كالعمل في الانشاءات والمصانع كونهم لا يحملون رقما وطنيا الامر الذي حرمهم من العمل في وظائف الدولة وجعلهم عرضة لاحتيال المصانع المنتشرة في محيط المخيم " تقوم بعض المصانع بتشغيل ابناء المخيم شهرين ثم يقوم المصنع بطردهم من دون حقوق كونه لا يحملون الجنسية الاردنية".
 
اما محمد يعمل في تجارة الخرداوت يصف وضع الشباب في المخيم بالصفر، يقول ان  "معظمهم في السجن، بسبب قلة العمل والحاجه للنقود والسبب هو الغلاء والبطالة، يصف وضعه بالمخيم بالجيد مقارنه مع غير من الشباب فهو متزوج ولديه 6 اطفال يسكن في بيت مستاجر يعمل في جمع الخردوات، يقول ان الحال مستورة " لكن هناك اشخاص في المخيم لا يجدون لقمة الخبز خصوصا مع رفع الاسعار وتحديدا البندورة التي كان يعتمد عليها معظم سكان المخيم في طعامهم اللان تم الاستغناء عنها".
 
 
كبار السن في المخيم اكثر تمسكا بحق العودة من اهتمامهم بالوضع المعيشي، لكن هذا الامر لم يمنع الحاج   محمد الخطيب 63 سنة من قضا الرملة من الحديث عن الظروف التي يعيشها الان" مخيم حطين يضم خليط من لاجئين ونازحين فلسطينين من قرى فلسطينية عديدة واغلبهم لا يحمل الرقم الوطني، لذا الحياه المعيشية في المخيم قاسية كما هو حالنا نحن ابناء غزة المحرومون من الوظائف والحقوق المدنية التي يتمتع بها المواطن الاردني".
 
 
وينتقد السبعيني عبد الرحمن ابو حشيش الخدمات المقدمة لهم من الجهات المختصة " الخدمات في المخيم ليست جيدة وهنا اتحدث عن التعليم والنظافة والصحة اذا ما قارناها بالمناطق الاخرى استطيع القول ان ثلثي سكان المخيم في عيشة ضنكا والسبب البطالة التي يعاني منها شريحة واسعه من ابناء المخيم واغلب السكان في المخيم يعيشون في جوع جديد، في السابق امر الملك عبد الله الثاني بتحسين اوضاع منازل المخيم من خلال بناء وحدات سكنية للفقراء لكن الحاصل ان الواسطة والمحسوبية من قبل الجهات المشرفة على حرمان كثير من الفقراء من هذه المكرمة الملكية وهذا ينطبق على المساعدات المادية المقدمة للاجئين".
 
 
رئيس لجنة تحسين المخيم حسن الحسن القبلاوي تعهد لراديو البلد بالقيام بجولة ميدانية والاطلاع على كشوف واسماء الاشخاص الذي استفادوا من هذه الوحدات السكنية واكد ان  لجنة من دائرة الشؤون الفلسطينية ومن لجنة تحسين المخيم تقوم بدراسة وضع الحالات واعطاء اولويات للناس ذو الحاجة، ويمكنكم الاطلاع على الكشوف، كما ان لجنة تحسين المخيم ليس لها الحق بالكشف على الحالات التي يتم البناء لها هذا الدور تقوم به دائرة شؤون الفلسطينية".
 
 
 
 
وعن المشاريع الخدماتية في المخيم يبين اوعز الملك عبد الله الثاني بناء المساكن والتخلص من مباني الزينكو تم تنفيذ 60 وحده سكنية وسيتم تنفيذ حوالي 150، كما عندنا سبعة مشاريع صرف صحي داخل المخيم وسوق شعبي وموقف للباصات، اما بالنسبة للنفايات هذا الامر من اختصاص وكالة الغوث". 
 
 
 
ويبقى تدني الوضع المعيشي و تراجع في الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث الدولية، واتشار الفقر والبطالة امور تقض مضاجع سكان المخيم، يصف الحاج ابو حشيش الشعب الفلسطيني بعد النكبة ويقول" بعد تهجير دام 60 عاما تأقلمت الوضع المعيشي الذي طرأ على حياتي كلاجىء على الرغم من اننا شعب " مظلوم مظلوم مظلوم" وانا القي باللوم على الدول الغربية التي تامرت علينا،  لا يوجد واحد من شعب فلسطين في الخارج مرتاح حتى لو كان يملك ملايين الدنانير".
 
 
ويبلغ نسبة ابناء غزة مما لا يحملون ارقام وطنية في المخيم 20 الف تقريبا من اصل  80 الف نسمة  يضم المخيم10مدارس للذكور والاناث للمرحلة الاساسية من الصف الاول وحتى الصف العاشر تشرف عليها وكالة الغوث الدولية ، كما يضم مدرستين ثانويتين احداهما للذكور والاخرى للاناث تشرف عليهما وزارة التربية والتعليم وعيادتين صحيتين ومركزاً للتموين ومكتباً للبريد وعدداً من الروضات والمراكز النسائية وأندية الشباب والمراكز الثقافية والاجتماعية والجمعيات الخيرية.