مخيمات الشتات في الأردن تمسك بحق العودة وانتظار القادم المجهول
صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن قرابة 50 قرارا تنص على حق العودة للاجئين الفلسطينيين كان من أبرزها قرار 194 عام 1948 الذي نص على " تقرر وجوب السماح بالعودة في اقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة لديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم..." ومضى على هذا القرار 56 عاما ومازال سكان المخيمات في الشتات ينتظرون الوقت القريب الذي نص علية القرار ليومنا هذا.
ويقيم في الأردن وحسب إحصائيات وكالة الغوث الدولية 1,639,718 لاجئ فلسطيني حتى تاريخ 31 كانون الأول 2001 وهي آخر لائحة إحصائية رسمية صادرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير منهم 287,951 لاجئ يقيمون داخل عشر مخيمات تعترف بها المنظمة الدولية.
ويتمسك فلسطينو الشتات في الأردن بحق العودة وجذورهم الفلسطينية سامر طفل عمره 10 سنوات من مخيم الشهيد عزمي المفتي للاجئين قال " فلسطين بلدي واليهود طردونا منها لكن سأعود أليها ولن ننساها " أما والده إبراهيم الزيتاوي قال " إني ُاعلم أطفالي منذ الصغر أن لهم بلد اسمه فلسطين احتلها اليهود وسوف نرجع لها يوما ما".
راشد القصراوي من مخيم اربد قال " إن حنين العودة لفلسطين شعور يرافقني كل وقت وأتمنى العودة ولن أتنازل عن هذا الحق مادام حيا".
أما جيل الشباب في المخيم عبر عنه إياد بريقي 25 عاما وقال " نحن شباب المخيم لا نتنازل عن حق العودة بغض النظر عن مهية القيادة الفلسطينية وسواء كان عرفات حيا أو ميتا فحق العودة ملك للشعب الفلسطيني وليس ملكا لأفراد" , أما صديقه وسيم البيطار 22 عاما قال " على الرغم من إننا موجودين بين أهلنا في الأردن الذين ننتمي لهم لكن لا ننسى جذورنا الفلسطينية وسنعود يوما ما وحق العودة حق ثابت لا تفاوض فيه "
سلطان الصقور رجل عجوز أعرب عن تشاؤمه من العودة في ضوء استهتار إسرائيل بكل القرارات الدولية لكنه لم ييأس ولن يتنازل عن هذا الحق فهو دائما يتذكر أيام شبابه في فلسطين المحتلة.
ويعاني سكان المخيمات في الأردن من سوء الأوضاع الاقتصادي وتدني خدمات البنية التحتية فيها, وتتسم المخيمات العشرة في الأردن بضيق الشوارع والممرات والأزقة وانخفاض نسبة المعبد منها وانتشار الحفر والقنوات التي تتجمع فيها المياه العادمة وكثرة الشقوق والبالوعات المكشوفة التي تشكل مصدرا دائما للتلوث وتجمعا للفئران والجرذان والضفادع وغير ذلك من قوارض وحشرات مؤذية.
وما زالت حوالي 15% من مساكن المخيمات مسقوفة بالصفيح ( الزينكو)، وبعضها "براكّيات" مشيدة بالكامل من الصفيح والكرتون المقوى وما شابه .
وهناك قسمين من فلسطيني الشتات فمنهم ما يطلق عليهم اسم لاجئون عام 1948 وأبناؤهم بفئتين: المسجلون لدى وكالة الغوث الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا), وهناك النازحون الذين نزحوا نتيجة حرب 1967.
وتغطي الأونروا اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مناطق عملياتها الخمس وهي الضفة الغربية وقطاع غزة و لبنان والأردن وسوريا والبالغ عددهم 3.8 مليون لأجيء حسب أرقام عام 2001.
ويعتبر الفلسطينيون حق العودة مقدسا لايمكن التفاوض عليه لذلك جعلوا يوم الثاني عشر من تشرين الثاني يوما للتذكير بحق العودة واعلام العالم بعدالة القضية الفلسطينية.
إستمع الآن