مختصون يبحثون "التحولات السلفية" بعد الربيع العربي

مختصون يبحثون "التحولات السلفية" بعد الربيع العربي
الرابط المختصر

قال الباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان إن ثورات الربيع العربي وضعت السلفيين تحت الأضواء ورفعت من حجم الخصومة السياسية له بالوطن العربي.

جاء ذلك خلال المؤتمر الاقليمي الذي عقدته مؤسسة فريدريتش ايبرت ومركز الدراسات السياسية بعنوان "التحولات السلفية: الدلالات الابعاد والتداعيات" يوم الاثنين في فندق اللاند مارك.

وأضاف أبو رمان بأن السلفية الجهادية انتعشت مع أجواء الشحن المذهبي والطائفي بعد أن كانت قد ضعفت بشكل ملحوظ الى درجة وصلت فيها للمشارفة على لانتهاء.

من جانبه قال العضو المؤسس في جمعية الكتاب والسنة أسامة شحادة إن التيار السلفي لا يعطي الشأن السياسي الأردني الأولوية لأسباب موضوعية وذاتية كون العملية السياسية لاتزال هلامية ولا تأثير حقيقي لها بالاصلاح.

وأشار شحادة إلى أن ترشح عدد من السلفيين لانتخابات مجلس النواب السابع عشر اعتبر كسراً للمشاركة السياسية الذي قوبل بمرات سابقة بالهجوم من قبل أغلب التيارات السلفية، موضحاً أن التيار سيكون له دور جديد مستقبلاً وعلى أصعدة عديدة متأثراً بالسلفيين خارج الاردن.

وبيّن شحادة ان ظهور قيادات شبابية جديدة في التيار سيقدم رؤى واجتهادات ومبادرات تساعد على اختصار الوقت بتطوره.

ودعا شحادة القوى العلمانية والمدنية للتصالح مع الاسلام وتبني مواقف داعمة للحرية والكرامة بدلاً من الارتماء بأحضان الدكتاتوريين، مطالباً بالانفتاح على السلفيين بدون اشتراطات مسبقة او فرض اجندات عليهم في حال وجد الايمان بالتعددية.

الباحث المصري أحمد زغلول أشار الى تحولات بنيوية طرأت على التيار السلفي بمصر تماشياً مع الثورة، كظهور أحزاب ذات مرجعية سلفية مثل حزب النور وحزب الفضيلة وحزب الاصالة والدعوة لوجوب المشاركة بالانتخابات.

كما أوضح زغلول أن تحولات فكرية ايضاً بالتيار أصبحت ملموسة بعد الثورة كموقفها الرافض للديمقراطية سابقاً وعدم الاعتراف بالدساتير الموضوعة، في حين صوّت التيار السلفي على دستور مصر وانخرط بالعمل الديمقراطي.

وأكد زغلول ان ممارسات التيار السلفي وتحولاه أسقطت عنه القداسة والطهارة التي لازمته لأعوام حيث وجد الجميع أنفسهم امام بشر بمعنى الكلمة يتصارعون ويختلفون حول امور دنيوية مثلهم مثل باقي الكيانات الحزبية.

وعلى الصعيد السوري قال الباحث المختص بالحركات الاسلامية في سورية عبد الرحمن الحاج أن الكتائب السلفية المسلحة التي ظهرت مع بداية تحول الثورة الى العسكرية تنحدر من الريف والبادية التي عانت من تهميش النظام وإهملاً في التنمية فضلاً عن نزوعها الفطري للمفاهيم البسيطة القادرة على إعطاء تفسير حاسم وواضح للأمور وهو ما يوفره التيار السلفي.

وربط الحاج مستقبل السلفية نفسها بمدى الاستقرار وترسيخ الدولة في سورية واستعادة الحياة المدنية.

الباحث في الفكر السياسي الاسلامي أحمد ابازيد يوضح أن جبهة النصرة تعاني تراجعاً في القوة والشعبية على الساحة السورية، مقابل تصاعد للقوة لجيش دولة العراق بقيادة البغدادي.

كما بيّن أبازيد ان عدداً من القوى السلفية بدأ بوضع مناهج دراسية وتدريسها ببعض المناطق بسورية، كما تصدر منشورات دعوية بشكل دوري لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المواطنين وهو أمر لم يكن موجوداً بالسابق.