مختصون: التوجيهي مقياس غير حقيقي خلال السنوات الماضية
بعد صدور نتائج الثانوية العامة في المملكة بدأت وحدة تنسيق القبول الموحد باستقبال طلبات الالتحاق بالجامعات الرسمية لمدة عشرة أيام انتهت مساء أمس السبت. وقال مدير وحدة تنسيق القبول الموحد، الناطق الإعلامي باسم وزارة التعليم العالي مهند الخطيب في تصريح لـ عمان نت إن الانخفاض في معدلات "التوجيهي" سينعكس على انخفاض عام في معدلات القبول التنافسية فهي انعكاس لنتائج الثانوية، ومن المتوقع انخفاض من علامة إلى أربع علامات في بعض المعدلات التنافسية، ويختلف ذلك من تخصص إلى آخر بسبب طبيعة التخصص ودرجة إقبال الطلبة عليه ووضعه في طلبات الالتحاق الخاص بالطلبة، فعلى سبيل المثال آخر معدل تم قبوله في تخصص الطب بجامعة مؤتة العام الماضي كان 98.2 ومن المتوقع أن ينخفض هذا العام لـ 95 وأعشار.
مشيرا إلى أن عدد طلبات الإلتحاق بعد انتهاء فترة التقديم، بلغت 76 ألف و839 طلب، فيما سيتم منح 2550 طالبا مهلة حتى الخميس لتسديد رسوم طلب الالتحاق بالجامعات.
ومن المتوقع أن تعلن نتائج القبول مطلع الشهر القادم، تشرين أول /أكتوبر.
و أظهرت نتائج الثانوية العامة هذا العام انخفاضا ملحوظا بمعدلات الناجحين بمقارنتها مع نتائج العام الماضي، مع ارتفاع نسبة النجاح العامة والتي بلغت 60.8، وهي من أعلى نسب النجاح في السنوات الأربع الماضية. بحسب وزير التربية والتعليم محمد أبو قديس.
و بمقارنة بين نتائج التوجيهي لهذا العام والعام الماضي وبحسب أرقام وزارة التربية المعلنة في نتائج الـ 2021 لم يحصل أي طالب على معدل 100 بينما في العام الماضي حصل 78 طالب وطالبة (71 في الفرع العلمي، 7 في الفرع الأدبي) الذين حصلوا على معدل 100، وبلغ عدد الطلبة الذين حصلوا على معدل 90 فأكثر للعام الماضي 15 ألف و648 طالب وطالبة من أصل 33350 طالب وطالبة يحق لهم التقدم للقبول الموحد، وبنسبة بلغت 46.4% ، مقارنة
بـ 7706 طالب وطالبة لمعدل 90 فما فوق لهذا العام وبنسبة حوالي 14% .
وحول هذه الأرقام يعلق المنسق العام للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" الدكتور فاخر دعاس، أن نسبة النجاح لهذا العام لم تعكس الواقع الحقيقي لمستوى الطلبة بالنظر لعدة مؤشرات ودلائل فمثلا نسبة النجاح في العلمي أقل بعشر درجات من العام الماضي فقد بلغت العام الماضي حوالي 74% وهذا العام 65.5 وهناك عدد من المباحث تم رفع علامات الطلبة من قبل الوزارة، لتفاجئ الوزارة بنسبة النجاح في هذه المباحث مما اضطرها لرفع علامات الطلبة فيها، وكذلك فإن نسبة الطلبة الحاصلين على معدل 90 فما فوق بلغت لهذا العام 14% فيما كانت العام الماضي 46%.
ويؤكد دعاس بوجود خلل واضح بما يتعلق بمرحلة التوجيهي، تتضح من خلال عدة نقاط منها الارتفاع غير المسبوق في عدد المتقدمين للامتحان فقد كان قبل ست سنوات عام 2015 حوالي 85 ألف و96، وهذا العام وصلت لأكثر من 185 ألف طالب وطالبة، بنسبة زيادة بلغت 116% خلال ست سنوات فقط ويعتقد دعاس أن أحد أهم أسباب هذه القفزة هي شعور الطلبة بسهولة اجتياز امتحان الثانوية منذ عهد الدكتور الرزاز. وعلى وزارة التربية التوقف عند هذه القفزة وتحليلها، وإعادة النظر بسياسة الوزارة بما يتعلق "بالتوجيهي".
وبهذا الصدد فقد قرر مجلس التربية والتعليم، بداية الشهر الحالي تشكيل لجنة لتطوير امتحان الشهادة الثانوية العامة (التوجيهي)، برئاسة الدكتور عزمي محافظة وعضوية نخبة من الخبراء وذوي الاختصاص في الشأن التربوي والتعليمي.
وجاء تكليف اللجنة لإجراء عملية تطوير حقيقية وجوهرية لامتحان التوجيهي مبنية على دراسة علمية، وبشكل يرتقي إلى الطموح في تجويد هذا الامتحان الوطني بهيبته وسمعته التي يشهد لها الجميع. بحسب وزير التربية والتعليم محمد أبو قديس.
من جهته قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس الأعيان الدكتور وجيه عويس أن الخلل كان في السنتين السابقتين بارتفاع العلامات بشكل كامل وليس فقط حصول عدد معين على معدل 100/100 بسبب امتحان التوجيهي الذي اعتمد على الحفظ وابتعد عن التحليل والتفكير، وهذا سينعكس سلبا على الجامعات بزيادة أعداد الطلبة الملتحقين بها خصوصا التخصصات الإنسانية لأن التخصصات الطبية مثل الطب والصيدلة محددة بعدد مقاعد معين، وسيولد ضغطا على الجامعات وقدراتها الاستيعابية مما يؤثر على فرص التعلم الجيد في الجامعات التي تتضائل بكثرة عدد الطلاب في تخصص ومواد معينة، خصوصا في المجالات الطبية التي تتطلب تدريب عمليا، وهذا لا يصب في مصلحة التعليم في الأردن وسيزيد من نسب البطالة مستقبلا.
مشيرا إلى أن "التوجيهي" لم يعد مقياسا حقيقيا لقدرات الطلبة لذلك قدمنا بعض المقترحات قبل خمس سنوات التي من شأنها رفع مستوى التعليم، مثل أن يكون هناك سنة تحضيرية للتخصصات الطبية وبعدها يكون استكمال الطالب بناء على القدرة والرغبة معا، لكن وزارة التعليم العالي تتهرب من تطبيق الكثير من المقترحات الفعالة، كما اقترحنا في الـ 2016 بضرورة التوجه للمسار المهني والتخصصات المهنية في الجامعات كل سنة 4% لتنقص هذه النسبة من الإقبال على المسار الأكاديمي.
وشدّد عويس على أن إصلاح "التوجيهي" يبدأ من العمل على تحديث المنهاج كاملا بدءًا من الصفوف الأولى باعتماد التفكير والتحليل، لأن مرحلة " التوجيهي" مرحلة أخيرة، وليس فقط الاعتماد على الحفظ وعلى ما هو موجود في الكتاب المدرسي.
. وتتفق مع الدكتور عويس والدكتور دعاس، الصحفية المختصة بقطاع التعليم شروق طومار بوجود خلل واضح في نتائج الثانوية العامة أظهرته أرقام الوزارة ويكمن الخلل بحسب طومار في نتائج السنوات السابقة، مؤكدة عودة النتائج لمنحناها الطبيعي هذا العام، ولكن آلية تصويب هذا الخلل لا ينبغي أن تكون عن طريق إرهاب الطلبة وتعجيزهم بالامتحانات بل أن تكون وفق آلية ممنهجة ومدروسة في تطوير امتحان التوجيهي الذي من المفترض أن يكون مقياسا حقيقيا لقدرات الطلبة المختلفة. مشيرة إلى أن الخلل والتباين في النتائج يكرس من فكرة الرعب والرهاب لدى طلبة التوجيهي كما حدث في السنوات السابقة ويحد من العدالة بين الطلاب، و سيؤدي إلى وجود عدد كبير من الطلبة الذين يتنافسون على مقاعد الجامعة من التخصصات الأكاديمية للفرعين الأدبي والعلمي في ظل محدودية التخصصات المطلوبة في سوق العمل في جامعاتنا وضعف الإقبال على التخصصات المهنية التي يجب أن يتم توجيه الطلبة إليها بتوفير تخصصات جامعية مميزة مهنية ويكون لطلبة المسار المهني أولوية في القبول.
وفي استطلاع أجراه عمان نت مع عدد من طلبة التوجيهي من مختلف المحافظات أبدى الطلبة ارتياحهم لعودة نتائج الثانوية العامة لمنحناها الطبيعي مع تحفظهم على مستوى الامتحانات.
أنفال الخزاعلة من المفرق فرع الأدبي تقول أن النتائج لهذا العام بالنسبة لمستوى الامتحانات هي نتائج ممتازة لأن الامتحانات كانت صعبة ودقيقة وكان الاختلاف واضح بالنتائج وسينعكس ذلك على معدلات القبول بانخفاضها وهذا أمر جيد للطلبة. وتتفق مع الخزاعلة طالب الفرع العلمي أحمد من جرش بقوله مع أن نسبة النجاح أعلى هذا العام إلا أن نسبة المعدلات العالية أقل بكثير وهذا الشيء سيعمل على على ضغط على القدرة الاستيعابية للتخصصات في الجامعات وخصوصا الأكاديمية.
وتعلق نور أبو هديب من الفرع الأدبي من العاصمة أن النتائج متوقعة نظرا لمستوى الامتحانات وحصلت على معدل متدني غير متوقع ولم يكن هناك مراعاة لظروفنا الاستثنائي مثل ما تم السنوات الماضية.
وترى وئام زيتون من الفرع العلمي من محافظة البلقاء أن الانخفاض الذي حصل هذا العام لمصلحة الطلبة حيث من المتوقع أن تنخفض معدلات القبول الجامعي من 3-5 علامات لبعض التخصصات وبالتالي تكون فرصة للطلبة أن يدرسوا التخصصات التي يرغبون بها .