أكد المحلل السياسي الدكتور أنيس الخصاونة أن تحذيرات جلالة الملك عبدالله الثاني بشأن تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط "واقعية وفي مكانها"، موضحًا أن ما يُعرف بـ"وثيقة السلام" الأخيرة التي طرحت في قمة شرم الشيخ جاءت "عامة ومطاطة ولم تتناول القضايا الجوهرية".
وقال الخصاونة، خلال مقابلة مع راديو البلد"، إن الوثيقة "تفتقر إلى الوضوح ولا تتضمن أي إشارة صريحة إلى إقامة دولة فلسطينية"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتحدث في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي عن "حل الدولتين" أو "الحقوق الفلسطينية"، بل ركّز فقط على وقف إطلاق النار واستعادة الرهائن.
وأضاف أن النسخة الأولى من الوثيقة كانت تتضمن إشارة ضمنية إلى حل الدولتين، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد اطلاعه عليها، ألغى هذه الإشارة تمامًا، ما يعكس "رغبة إسرائيلية واضحة في دفن هذا الحل نهائيًا".
ورأى الخصاونة أن الوثيقة ليست سوى "حملة علاقات عامة" تهدف إلى تعزيز صورة ترامب السياسية داخليًا، معتبرًا أن القمة "كانت أقرب إلى حدث احتفالي إعلامي أكثر منها مبادرة سياسية حقيقية"، خاصة في ظل استمرار الاستيطان والتوسع الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وأوضح أن الوثيقة تجاهلت أسئلة أساسية تتعلق بمستقبل قطاع غزة، ودور السلطة الفلسطينية، وطبيعة الإدارة الدولية المقترحة، مؤكدًا أن هذه الملفات تمثل "قنابل موقوتة" قد تفجّر الوضع مجددًا في أي لحظة.
وختم الخصاونة بالقول إن "تحذيرات الملك تعبّر عن قراءة دقيقة للمشهد"، مضيفًا أن ما يجري "لا يؤسس لسلام دائم، بل يؤجل الصراع إلى جولة جديدة أكثر تعقيدًا"، خاصة في ظل غياب الإرادة السياسية الحقيقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
🔗 لمشاهدة المقابلة كاملة على يوتيوب: تحذيرات الملك واقعية و"وثيقة السلام" جاءت عامة ولم تتناول التفاصيل الشائكة











































