محللون: تهديدات الاحتلال بالهجوم على رفح بدايات التهجير من غزة

الرابط المختصر

في اليوم الـ135 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تتجه الحرب نحو مرحلة عسكرية وسياسية معقدة، حيث يبرز سيناريو التهجير بشكل ملحوظ، في ظل تصميم الاحتلال على المضي قدما بتنفيذ مخططه في مدينة رفح، الأمر الذي يصفه خبراء سياسين بالكارثة الإنسانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدي نيته بتنفيذ هجوم بري في رفح، وأن الجيش سينفذ عمليته حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين، معتبرا " أن كل من يريد منعه من تنفيذ العملية في رفح يقول لنا بالأساس اخسروا الحرب، "لن أستسلم لذلك".

ويجتمع نحو 1.4 مليون فلسطيني في رفح بظروف معيشية صعبة، في حين يظهر عجز المفاوضات عن التقدم نحو وقف إطلاق النار، وفق ما أعلن الوسيط القطري.

ومن جانبه، يوضح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، خلال أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، في سياق الجهود التي يبذلها الأردن لحشد موقف دولي فاعل بوقف الحرب المستعرة على غزة وما تنتجه من معاناة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، مشددا على موقف المملكة الرافض لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها.

 

سيناريو التهجير 

الخبير العسكري العميد الركن أيمن الروسان، يوضح أن التطورات العسكرية الحالية قد أدت إلى تعقيدات وهشاشة متزايدة وصلت إليها الحرب، في الوقت نفسه يشير إلى وجود تتطور ديناميكي ميداني متسارع مقترح بتحركات سياسية ولكن يتراوح مكانه.

ويوضح الروسان أن قرار تنفيذ عملية عسكرية في رفح يأتي نتيجة الضغوطات على الحكومة اليمينية المتطرفة، ويوجد خطوات تمهيدية للتصعيد في المنطقة، رغم وجود تأخير بسبب تمسك المقاومة بأهدافها، المتمثلة بإيقاف الحرب بشكل تام والإفراج عن الأسرى وانسحاب القوات من القطاع، ومع ذلك يسعى الاحتلال بفرض شروطه بهدف تهجير الفلسطينين وإفراغ القطاع وإبقاء أقلية منهم في القطاع.

ويشير إلى أن الحديث عن المفاوضات وهدنة يهدف إلى كسب المزيد من الوقت لاستمرار الاحتلال في مخططاته، حيث يريد تبادل الأسرى دون مقابل وعدم وقف الحرب، نظرا لاعتبارها خسارة،  ويعتزم الاحتلال تأخير المفاوضات للسيطرة على رفح، وفرض واقع عسكري جديد على المقاومة، ومن ثم سيكون هناك استنكار دولي وتدخل من الولايات المتحدة . 

ومن السيناريوهات المتوقعة، دخول القوات الإسرائيلية الى جنوب رفح وحدوث مجازر فيها، ولكن بعيدا عن محور فيلادلفيا لتجنب التورط مع مصر، ومن المتوقع تقسيم منطقة رفح إلى عدة قطاعات  وتهجير السكان إلى مناطق مستوطنات قديمة للاحتلال، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وجزء من الفلسطينيين سيحاولون الخروج باتجاه مصر، مع بقاء الاحتلال متمسكا بفكرة فصل غزة عن القطاع، بمعنى فصل الشمال عن الجنوب.

على الرغم من رفض مصر لفكرة  تهجير الفلسطينيين، فإنها تؤكد التعامل بشكل إنساني مع المدنيين، حسب تصريحات  وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي قال "  إذا اقتضت الضرورة ذلك فسنتعامل بالإنسانية اللازمة".

وذكرت رويترز يوم الجمعة، أن مصر تمهد منطقة على حدودها مع غزة يمكن أن تؤوي الفلسطينيين في حال أدى هجوم عسكري إسرائيلي على رفح إلى نزوح جماعي عبر الحدود. ووصفت مصادر ذلك بأنه تحرك طارئ.

كارثة كبيرة قادمة

أستاذ العلوم السياسية الدكتور بدر ماضي يوضح أن إعلان مصر يشير إلى وجود منطقة لوجستية على الحدود مع فلسطين، يدلل على استمرار خطط إسرائيل في تنفيذ سياسات التهجير  والضغط على الفلسطينيين في مدينة رفح، واصفا ذلك بـ الكارثة الكبيرة .

ويشير ماضي إلى أن هذا يظهر قبولا لفكرة التهجير حتى وإن كانت أمتارا، مما يعني أن الفكرة لم تعد محرمة على مستوى الساحة السياسية الدولية والمحلية . 

ويرى أن هذه الخطوة ليست إيجابية، بل تعكس فشلا عربيا ودوليا في وقت هذه الحرب المأساوية ضد الشعب الفلسطيني، متسائلا عن مدى فعالية الحلول التي يبحث عنها المجتمع الدولي، مع  مواصلة  إسرائيل عمل ما تريده دون اكتراث للضغوطات الدولية.

منذ بداية الحرب على القطاع، يقول ماضي،  أن اسرائيل تعمل ما تشاء على مدى 5 أشهر، مضيفا  أنها وضعت كل الدول في زاوية، وأجبرتها على البحث عن حلول سريعة، وهو ما قد يؤدي إلى بداية عمليات التهجير والطرد في غزة.

وبدأ الجيش الإسرائيلي عملياته في خان يونس، ورفح  مؤخرا ، ومداهمة مستشفى ناصر، ما أدى إلى استشهاد ستة مرضى بينهم طفل بحسب حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

ويصف الأطباء الوضع بأنه غير محتمل في المستشفى، وهو واحد من 11 مستشفى لا يزال في الخدمة من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة قبل الحرب، وهو "بالكاد يعمل" وفق منظمة الصحة العالمية التي قالت؛ إن "المزيد من الأضرار بالمستشفى تعني فقدان المزيد من الأرواح".