محترفات ودور ثقافية تلحق مقاهٍ لخدمة المثقفين

الرابط المختصر

بين
ركن وآخر من أركان تلك الأماكن التي نسجت فوق جدرانها صيغ ثقافية متنوعة، تفتح الجاليرهات
والدور الثقافية أبوابها لتكون ملتقى و(مقهى) في ذات الوقت،لكي تجمع
الحسّ الفني والأجواء والجلسات الثقافية مع عبق القهوة والشاي والمشاريب العشبية،
فهل من سبب لهذه التحولات؟


قيمة هذه
الأمكنة المعروفة بكونها صالات عرض أو محترفات أو مؤسسات ثقافيه وفنيه تبقى
موجودة، فيما تضيف إليها تلك الجلسات ألواناً من الفن ولقاءاتٍ يتبادل فيها المثقفون
وهواة الفن والأدب حواراتهم المعتادة برفقة مشروبهم الساخن المفضل.


من أجل
زيادة الإقبال!

صاحب محترف
الرمال الفنان عبد العزيز أبو غزالة والذي وفّر في محترفه أمكنة ومشاريب كالشاي
والقهوة، وَجَد أن المقهى داخل المحترف سيزيد بالتأكيد من إقبال الشباب عليه، قائلاً
"لاشك أننا بحاجه لأماكن للتعبير عن دوافعنا الثقافية، ووجود هذه المقاهي
يزيد من الإقبال على المعارض والمحترفات، ووجودها ضروري لعمل اللّقاءات الحرة".


وأكد أبو
غزالة أن الدافع وراء وجود المحترف ليس أن يكون مقهى وإنما لضم الفعاليات الثقافية
المختلفة "منذ بداية تأسيس المحترف سنة 1999 وجزء من نشاطاته كانت للتنميه
الثقافية، وهو ليس مجرد مقهى بل محترف للفنون يضم مجموعة فعاليات منها الموسيقى
والأدب والتمثيل ومجموعة نشاطات دورية وفصلية أخرى".


دور مكمّل
وليس أساسي..

في حين تقول الكاتبة
هيا صالح مسؤولة النشاطات الثقافية في دارة الفنون حول وجود الكقهى فيها إن المقهى
يلبي طلبات الزائرين الذين جاءوا من أجل التلاقح البصري، ووجود المقهى ليس بمعنى
المقهى البحت، إنما وجوده خدمة بسيطة لزائري الدارة".


وبرأيها فإن ما
يغري الشباب المثقف ليس وجود المقهى بالدارة، بل موقعها المتوسط القريب من جميع
الشرائح الاجتماعية، لكي يتمكنوا من زيارتها والتواصل مع الأنشطة والفعاليات التي
تقدمها". وأشارت صالح الى أنه منذ انشاء الدارة وهي تعمل على تنشيط الذائقة
الفنية مع الناس وهي لا تخاطب جمهور النخبة وإنما جميع شرائح المجتمع وهي تقوم
بتنظيم معارض فنيه لكبار الفنانين العرب والأجانب وتدعم مواهب الشباب.


بسبب
الأحوال الاقتصادية

ويرى الأديب
الأردني جمال ناجي أن وجود هذه المقاهي في الدور الثقافية جزء من الحالة
الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الثقافة ويشير "وجودها هو جزء من الخدمات
الملحقة أو المرفقة بها إذا كانت هذه المقاهي كإستراحة ومتنفس، وهذه الظاهرة لا بأس
بها بل يتوجب وجود مرافق للمعارض الفنية والثقافية".


ويتابع "بدون
شك إنها تمثل فضاءات للقاء والحوار بين المثقفين ورواد المعارض من المهتمين
بالفنون وبالأدب من الزائرين لمشاهدة المعروضات وهي فرصة لمناقشة الآراء حول مآتم
مشاهدتة في تلك المعارض".


فيما أكد ناجي
أن الجاليريهات والدور بحاجة لمثل تلك المقاهي لما يضمن لها البقاء أي أنها بحاجة
لدخل حتى تستمر، ولكن بشكل لا يعطّل أعمالها لكي تتمكن من أداء دورها وإكمال شوطها
لأن لديها الكثير من المتطلبات ونحن نتمنى أن تستمر بتلك الصورة".


ولا يعني وجود هذه المقاهي داخل الدور الثقافية في
الأردن أن هذا ضدّ ما وجدت من أجله، بل إن ذلك يزيد كما تحدّث أصحابها وكثير من
المثقفين من الإقبال عليها سواء من قبل المهتمين أم من غيرهم.

أضف تعليقك