محامص البن تحاصر جبل النصر بأمراض الحساسية

محامص البن تحاصر جبل النصر بأمراض الحساسية
الرابط المختصر

يعاني سكان منطقة وادي الرمم/ جبل النصر منذ عامين من التلوث البيئي الشديد الذي تسببه محلات مطاحن ومحامص البن والتي أدت إلى انتشار أمراض الربو والحساسية.

والأهالي هناك ما زالوا يشكون من صعوبة استنشاق الهواء النقي نتيجة انبعاث الدخان الكثيف بصورة مستمرة خلال اليوم، متقدمين بها لأمانة عمان ومتصرف المنطقة ووزارة البيئة، لكن إلى الآن لم يتم حل المشكلة ومن الواضح أن الوضع في تفاقم مستمر.

معاناة أهالي المنطقة...
ومن خلال تجوالنا في المنطقة التقينا بواحدة من السكان شكت لعمان نت عن الأضرار التي أحدثتها انبعاث الدخان، وقالت:" بالنسبة للمنطقة نعاني من الغبار المنبعث من مداخن محلات تحميص القهوة التي أحدثت تأثيرا سلبيا على المجاري التنفسية لدينا محدثة أزمة تنفسية، فعند ذهابي للطبيب وجه لي سؤال عند إجراء الفحص "هل أنت مدخنة"، فأخبرته أنني لا أدخن لكنني اقطن بجانب محامص، فقال لي إن هذا يعتبر سبباً كافياً ليكون المجرى التنفسي غير سليم".
وتضيف" بالإضافة إلى أننا نعاني من قلة النظافة في أثاث المنزل، والأرضيات في حالة سواد مستمر بالإضافة لقشر البن المتطاير على شرفات المنازل اثر الانبعاثات بدءً من الساعة السابعة صباحا ولغاية العاشرة ليلا، أما بالنسبة للأطفال معظمهم يعانون من أزمات صدرية مستمرة حيث يتم نقلهم إلى الطوارئ من اجل تزويدهم بالأوكسجين النقي".
 
المواطن يحيى أبو صفية اشار الى ازدياد تلوث الهواء خصوصا في المناطق السكنية وذلك بسبب ما تصدره مطاحن ومحامص القهوة، وقال:" تعاني المنطقة خصوصا في ساعات المساء من انبعاث روائح مزعجة من المطاحن ومحامص البن". 
 
احد سكان المنطقة وجد ان الحل الوحيد لكي يتخلص من هذه الانبعاثات  الضارة بالصحة الرحيل الى منطقة اخرى، وقال:" الدخان الأسود المنطلق من مطاحن السكافي جدا مؤذية خصوصا للذين يعانون من الربو، لهذا فإنني أباشر بالبحث عن منزل آخر في منطقة أخرى خوفا على صحة أبنائي".


إنذارات وزارة البيئة للمطاحن...

الناطق الإعلامي في وزارة البيئة عيسى الشبول أكد على تلقي الوزارة  شكاوي سكان المنطقة وقال: "لقد تلقت وزارة البيئة العديد من شكاوي المواطنين المحيطين بهذه المطاحن، وتحركت فرق الوزارة مباشرة لمعاينة المنطقة، وكشفت عن المطاحن، وطلبت من اصحاب المطاحن تركيب فلاتر على المداخن، وتم إمهالهم لمدة شهر لتصويب جميع المخالفات التي سلمت لهم، وفي ضوء ذلك إذا لم يتم الالتزام بالاشتراطات البيئية الواردة بتقرير اللجنة الفنية يصار إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحق اصحاب هذه المطاحن وذلك بموجب قانون حماية البيئة".
 
ويتواجد في منطقة وادي الرمم حوالي 13 محمصا، لكن تبين ان مطحنة واحدة فقط هي المتقيدة بالتعليمات، وقامت بتركيب فلتر بناء على الشكاوي المقدمة من سكان المنطقة التي وصلت لوزارة البيئة.
 
التزام المطاحن بتركيب الفلاتر...
وخلال تجوالنا لمحلات المطاحن، تبين أن جميع المطاحن لا تقوم بالتحميص في نفس المحل، وإنما في المصانع التابعة لها، باستثناء مطحنتين الأولى تقوم بتحميص البن مرة واحدة كل شهر من الساعة الثامنة صباحا ولغاية الثامنة مساء، اما الثانية تحمص البن يوميا وعلى مدار ساعات اليوم.
 
و أصدرت وزارة البيئة من خلال زيارتها إلى المطاحن قرار تركيب فلاتر للمداخن لكي يتم تنقية الهواء من الدخان المنبعث، لكن من خلال تجوالنا تبين أن المطحنة الأولى لم تلتزم بتركيب فلتر، ولدى سؤالنا عن سبب ذلك، أجابنا صاحب المحل" انه لا يوجد لديهم أي علم به وان البيئة لم تنذرهم او تصدر بحقهم أي مخالفة، وعلق باندهاش "إنذار على ماذا ، ولم يعطونا أي انذار".
 
ويقوم ذات المحل بعملية تحميص البن ومن ثم حرق القشر تاركين الدخان ينبعث في الهواء باتجاه الأحياء السكنية، وعند السؤال عن آلية تنظيف المحرقة، قال: "عادي أنظفها عندما انتهي من التحميص بواسطة المكنسة ". ويؤكد" ان المحمص لا يلوث البيئة، ودخان السيارات هي الملوث الوحيد".
 
عبد الكريم السكافي، صاحب مطحنة السكافي التي يشكو منها جميع سكان المنطقة وعلى مدار سنتين، قال:" لقد قمت بتركيب فلتر كامل يقوم بتنقية الهواء من الانبعاثات ويحافظ على البيئة من التلوث، ويعمل الجهاز على الماء بحيث يدخل الدخان إلى الماء ويخرج على شكل بخار، مع العلم انني الوحيد في المملكة الذي قمت بتركيب الفلتر وتبلغ قيمته 15000 دينار".
بين السكافي ان وزارة البيئة تقوم بالكشف على المطحنة بشكل دائم، وقال: "البيئة" كشفت على المطحنة عدة مرات أي بما يعادل 50 مرة، ولم يجدوا أي شئ مخالف للقوانين البيئية".      
 
ورغم التزامها بقرارات وزارة البيئة، لكن يبدو أن الفلتر الذي تم تركيبه هو فقط لحرق قشر البن وليس لتنقية الهواء من الانبعاثات الضارة.
 وبخصوص تنظيف الفلتر قال احد العاملين في المطحنة" انه يتم تنظيفه أربع مرات في اليوم عن طريق جهاز "نافذ الهواء" يتم ضخ الهواء في بداية المدخنة"
 وعندما طلبنا رؤية الجهاز تبين انه موضوع في مكتب المدير مع العلم ان الجهاز حجمه كبير، فهل من المعقول ان يتم وضع الجهاز في مكتب المدير و يتم نقله بهذه السهولة عند تنظيف المدخنة - بما يعادل أربع مرات يوميا-.
 
ومن جهته، بين الشبول عواقب عدم الالتزام بالاشتراطات البيئية، وقال: "وهناك إجراءات قانونية تصل إلى حد الإغلاق المنشأة وذلك للضغط على صاحب المحمص من اجل تصويب أوضاع المحل".     
 
ومن الجدير ذكره أن أجهزة التنقية تضم مجموعة من الخصائص، بما فيها تقنية لتنظيف الهواء تتكوّن من خمس مراحل ونظام متعدّد الطبقات لفلترة الهواء من 16 مرحلة. وتساعد هذه الأجهزة على التخلص من الغبار والدخان، الروائح القوية المزعجة.
 
كما تساعد أجهزة تنقية الهواء على التخلّص من المركّبات العضوية المتطايرة، وبقايا ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) التي قد تسبّب أو تساهم في تطور الأمراض التنفسيّة المزمنة مثل الربو وغيره من أمراض الحساسية الأخرى.

أضف تعليقك