مجمع الشونة الشمالية مهجور منذ عشر سنوات

الرابط المختصر

يفتقر مجمع سفريات الشونة الشمالية في لواء الأغوار الشمالية بمحافظة اربد إلى الخدمات العامة الأمر الذي دفع بالمواطنين هناك و سائقي الحافلات العاملة على خط اربد – الشونة إلى هجره منذ أكثر من عشر سنوات.

وتشكل المقاعد و المظلات التي تقي حرّ الصيف و أمطار الشتاء ، فضلاً عن المرافق الصحية أبرز الخدمات التي يفتقرها المجمع ، بحسب ما أكده المواطنون.
ويقول يوسف الظهيرات من سكان الشونة الشمالية "المجمع بحاجة لاهتمام البلدية لإعادة الحياة فيه " ، مشيراً إلى أنه مهجور منذ عام 1995 دون أن تتخذ حياله البلدية أي قرار يتعلق بتوفير الخدمات فيه ،  أو تحويله لمشروع آخر " .
 
وأكد على أنّ " المجمع غير مؤهل للاستفادة منه " ، لافتاً إلى  " حاجته الماسة لصيانة مرافقه الصحية التي تنشر الروائح الكريهة مسببة الاذاى للمنازل المجاورة له ".
وطالب الظهيرات البلدية بتوفير النظافة للمجمع الذي وصفه ب " المكرهة الصحية "، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية إعادة الحياة فيه من خلال رفده بالنواقص الضرورية من الخدمات.
وأوضحت آيات بشتاوي "أن المواطنين يضطرون لانتظار الحافلات و غيرها من وسائل النقل العامة في الشارع الرئيسي بالقرب من دوّار الشونة الشمالية "  ، مؤكدة على أن "  معظم المواطنين يعتمدون انتظار الحافلات هناك نظراً لافتقار المجمع للمقاعد و المظلات " ،  سيما وأنهم  " يلجأون إلى مظلات المحلات التجارية الواقعة على ذلك الشارع لدى انتظارهم الحافلات "  .
و بينت أنّ المواطنين اعتادوا انتظار الحافلات بالقرب من الدوّار نظراً لعدم دخولها للمجمع، الأمر الذي جعل منه " مكاناً مهجوراً ".
وأكدت هيا مساعدة على " عدم فائدة انتظار الحافلات في المجمع " ،  حيث  أنّ الحافلات "  تعتمد على تحميل الركاب من الشارع الرئيسي مما دفع بالجميع إلى الانتظار في الطرقات على الرغم من أن ذلك يُحدث أزمات سير خانقة " ، على حد تعبيرها.
وأشارت غزالة الطيراوي إلى بُعد المجمع عن وسط البلدة ، مؤكدة على "  ضرورة نقله لموقع آخر قريب لإنهاء مشكلة الأزمات التي تتسبّب بها الحافلات ".
وأوضحت أن اعتماد المواطنين الشارع الرئيسي لانتظار الحافلات يؤدي إلى إحداث فوضى ، سيما و أنّ معظمهم لا يقف وفق نظام الدور " الطابور " مما يثير استياء الفتيات و كبار السن .
 
ويطالب فايز أبو شريفة البلدية بتوفير الأكشاك التجارية و الاستراحات  لخلق حركة تجارية فيه ، و جذب المواطنين إليه بعد القيام بتأهيله عبر توفير المقاعد ،  و المظلات ،  و عمل الصيانة اللازمة للمرافق الصحية هناك .
وأوضح أنه اضطر إلى هجر كشكه التجاري في المجمع لعدم تواجد المواطنين فيه و السائقين ، مشيراً إلى أنه " لا يزال يدفع أجرته الشهرية للبلدية فضلاً عن فواتير الكهرباء و المياه " ، كما لفت إلى أن المواطنين قدّموا الشكاوي المتكررة للبلدية لإيجاد حلّ جذري للمجمع  لكن دون جدوى.
 
و دعا أبو شريفة إلى إعادة تنظيم حركة الحافلات عبر تحرير المخالفات بحقها لوقوفها المخالف في الشارع الرئيسي الذي يتسبّب بأزمات السير.
 إلى ذلك أكد سائقوا الحافلات العاملة على خط اربد – الشونة الشمالية على أن منافسة "  حافلات الكيا " لهم دفعهم إلى  تحميل الركاب من الطرق الرئيسية فقط دون اضطرارهم  لدخول المجمع .
 
وأوضح عبد الكريم الهزايمة ، أحد السائقين ،  أنّ "  المجمع يبعد عن وسط بلدة الشونة الشمالية مما أضعف حركة المواطنين إليه بالإضافة إلى افتقاره للخدمات اللازمة لهم " .
 
 ونفى الهزايمة  أن  " تتسبّب حركة الحافلات و اصطفافها في الطرق الرئيسية للبلدة بالأزمات المرورية هناك  " ، مبيناً أنّ " طبيعة  البلدة لا تشهد حركة سير شديدة تجعلها تعاني من أزمة سير " ، على حد تعبيره .
 
وأكد محمد خضراوي – سائق -  على أنّ المجمع لا يخدم السائقين من حيث توفر الركاب فيه ، لافتاً إلى أنهم أي( السائقين ) وفي حال استخدامهم للمجمع فإنهم يفقدون الركاب نتيجة منافسة حافلات ( الكيا ) لهم ، إذ تنتشر تلك الحافلات في مختلف طرق البلدة لاستقطاب الركاب مما دفعهم إلى تحميل المواطنين من هناك .
وبيّن أن معظم السائقين اجبروا على تحميل الركاب بالقرب من دوّار البلدة لتحصيل قوتهم اليومي ، سيما و أنهم يعملون على تلك الحافلات على نظام الأجرة  ، ويدفعون  مالا يقل عن ألف دينار سنوياً للحصول على ترخيص في الوقت الذي لا تدفع  فيه حافلات الكيا أي مبلغ .
 
وطالب الخضراوي بتنظيم و ضبط حركة السير في البلدة من خلال إيجاد حلّ لمخالفة حافلات الكيا التي تستغل المواطن في تحصيل الأجرة منه ،  و التي عادة لا تقل عن دينار واحد .
 
واقترح فوزي الهنداوي – سائق -  نقل المجمع لوسط البلدة خصوصاً وأنّ "  للبلدية ساحة فارغة تقع بالقرب من دوّار الشونة تصلح لأن تكون مجمعاً للتسهيل على الركاب و على السائقين "  ، موضحاًُ أنّ  " البلدية تستطيع نقل المجمع لتلك الساحة التي تستخدمها في الوقت الراهن مكباً للنفايات " .
إلى ذلك تعتزم بلدية معاذ بن جبل و التي تتبع لها منطقة الشونة الشمالية ايجاد موقع آخر بديل للمجمع بوسط البلد بحسب ما أكده رئيسها علي الدلايكة ، الذي أوضح أن دراسة ستُجري قريباً للبحث عن موقع بديل يتسع للحافلات  ، و يخدم المواطنين ،  إذ  لفت إلى أنّ البلدية تبحث عن موقع يغنيها عن الاستملاك نظراً لميزانيتها ،  و المخصصات المتوفرة حالياً  التي تحول دون ذلك .
 
و أوضح الدلايكة أنّ البلدية ستعمل في الوقت الراهن على تشغيل المجمع الحالي بشكل مؤقت لحين ايجاد الموقع البديل له ، حيث تسعى  البلدية إلى زيادة  التعاون مع هيئة تنظيم النقل العام و قسم السير في غرب اربد للاشتراك في إعادة تفعيل المجمع الذي يحوي و بحسب الدلايكة على " الخدمات المتواضعة " .
 
وحول منافسة المركبات الخصوصية و حافلات " الكيا " غير الشريفة للسائقين أكد جميل مجاهد مدير عام هيئة تنظيم قطاع النقل العام و خلال لقائه رؤساء بلديات الأغوار الشمالية و الجهات الأخرى المعنية على أن الهيئة جادة في ايجاد صيغة  مشتركة واضحة بينها و بين مديرية الأمن العام لزيادة الرقابة على أولئك المخالفين .
 
و اعتبر مجاهدة تلك المنافسة " مشكلة الحقيقية "  سيما وأنها تُلحق الضرر المادي بسائقي حافلات النقل العام ، فضلاً عن استغلالهم للمواطنين عبر طلب الأجرة الباهظة منهم ، كما ولفت  إلى أهمية إعادة تنظيم حركة السير هناك و التي تعاني من فوضى لتقديم الخدمة الأفضل للمواطنين .