*بي بي سي: أنباء عن مغادرة مبارك للبلاد*

أعلن الرئيس المصري حسني مبارك، تفويض نائب الرئيس عمر سليمان باختصاصات رئيس الجمهورية، وفقا لمقتضى الدستور، سعيا لانتقال السلطة بشكل سلمي حتى موعد الانتخابات الرئاسية في أيلول/سبتمبر القادم.

وأكد الرئيس المصري خلال كلمة بثها التلفزيون المصري في وقت متأخر من مساء الخميس على السعي لتلبية مطالب الشعب، التي بدأها بتشكيل لجنة تقوم بالتعديلات الدستورية التي يطالب بها المتظاهرون، والتي أنجزت تعديل عدد من المواد الخاصة بشروط الترشح لرئاسة الجمهورية وإدارة القضاء للانتخابات، وتعديل يسمح بالبدء بإلغاء قانون الطوارئ تدريجيا، مشددا على عدم الرضوخ لأي إملاءات خارجية.

كما تعهد مبارك بالتحقيق بسقوط شهداء الأحداث الأخيرة وأن دماءهم لن تذهب هدرا، مشيرا إلى تشكيل لجنة للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المسؤولين عن ذلك.. 

فيما دعا نائب الرئيس المصري عمر سليمان المتظاهرين للعودة إلى ديارهم وأعمالهم، وإلى عدم الاستماع إلى الإذاعات والفضائيات والدول المغرضة، التي تدعو للفوضى، مكتفين بالاستماع لصوت ضمائرهم، بحسب سليمان.

وأضاف في خطاب تلا كلمة الرئيس المصري، بأنه ملتزم بإجراء كل ما يلزم للانتقال السلمي للسلطة ضمن خطة طريق زمنية ووفقا لأحكام الدستور، والتأكيد على إجراء الحوار الوطني مع الجميع، والمحافظة على "ثورة الشباب"، ومكتسباتها وتحقيق مطالب الشعب من خلال الحوار المتحضر.

فيما قابلت جماهير المتظاهرين خطابي الرئيس ونائبه بالرفض حتى قبل انتهائهما، متبرين أنهما لا يلبيان مطالبهم التي تأتي تنحية الرئيس على رأسها.

وكان عدد من المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة وباتصال هاتفي مع راديو البلد مساء الخميس، أكدوا أنهم يترقبون أنباء تنحي الرئيس المصري خلال الساعات المقبلة.

الشاب محمد العربي، أوضح بأنه يترقب خبر تنحي حسني مبارك إما عن طريق وسائل الإعلام وشاشات العرض الصغيرة التي نصبت في جوانب ميدان التحرير أو من خلال تجمع المتظاهرين حول أي رجل عسكري يسألونه عن آخر الأخبار حول تنحي الرئيس.

ولا يريد الشاب زكريا سعد، الابتعاد عن ميدان التحرير إلى حين تنحي حسني مبارك، ويؤكد أن ثورتهم انتصرت وحققت إنجازات سيذكرها المصريون في التاريخ.....

وأكدوا المتحدثون لراديو البلد أن هناك ما يزيد عن مليون ونصف المليون مصري متجمعين قرب ميدان التحرير وجوانب من شوارعه للمطالبة بتنحي مبارك رسميا، في اليوم السابع عشر لتظاهرهم للمطالبة بتنحي الرئيس.

وذكر التلفزيون المصري بأن الرئيس حسني مبارك سيلقي خطابا في الساعات المقبلة من قصره في القاهرة، فيما قالت شبكة ان.بي.سي. التلفزيونية الأمريكية أن الرئيس المصري سيتنحى مساء اليوم الخميس، كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول مصري ترجيحه لتنحي الرئيس.

فيما ذكرت إذاعة البي بي سي بنبأ عاجل أن الرئيس المصري قد غادر البلاد فعلا وأن الكلمة التي من المقرر أن تبث على التلفزيون الرسمي قد تم تسجيلها سابقا، وسط تضارب الأنباء حول توجهه إلى دولة الإمارات العربية، أو إلى ألمانيا التي كان من المتوقع أن يتلقى فيها العلاج.

وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نقلت اليوم الخميس بيانا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة قرر فيه الانعقاد بشكل دائم لمتابعة الأوضاع في مصر، برئاسة حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع.

وجاء في "البيان رقم واحد" للمجلس الأعلى للقوات المسلحة: "انطلاقا من مسئولية القوات المسلحة والتزاما بحماية الشعب ورعاية مصالحه وأمنه وحرصا على سلامة الوطن والمواطنين ومكتسبات شعب مصر العظيم وممتلكاته وتأكيدا وتأييدا لمطالب الشعب المشروعة..انعقد يوم الخميس الموافق العاشر من فبراير 2011 المجلس الاعلى للقوات المسلحة لبحث تطورات الموقف حتى تاريخه. وقرر المجلس الاستمرار فى الانعقاد بشكل متواصل لبحث ما يمكن اتخاذه من اجراءات وتدابير للحفاظ على الوطن ومكتسبات وطموحات شعب مصر العظيم."