مازن الهواري حكاية لاجئ سوري حالم بمشروع يوفر فرص عمل للشباب السوري والأردني (بودكاست)

الرابط المختصر

radio albalad · مازن الهواري حكاية لاجئ سوري حالم بمشروع يوفر فرص عمل للشباب السوري والأردني

مازن الهواري ابن الأربعين ربيعاً شاب سوري، من حي التضامن جنوب العاصمة دمشق، بدأ حياته العملية منذ نعومة أظفاره، إذ كان في الرابعة عشر من عمره حين سافر إلى لبنان وعمل بمهنتي الدهان وتحضير الطعام.

 

ثم انتقل إلى تركيا وعمل فيها، وأصبحت مهنة الدهان مهنته الأساسية ومصدر رزقه، ولم تنتهِ قصة الترحال والتنقل لمازن، بل كانت له وطأت  قدم أخرى في دولة قطر للعمل ضمن مشروع لشركة إعمار سورية.

 

ولكن تسير الرياح بما لا تشتهي السُفن، ففي مطلع العام 2011، اندلعت الثورة السورية، فاضطر مجبراً إلى مغادرة قطر إلى سوريا، التي عاش فيها معاناةً في ظرفٍ استثنائي تعيشه بلاده.

 

حال مازن كحال غالب السوريين، إذ كان شاهداً على ويلات الحرب والخراب الذي لا زال معشّشاً في ذاكرته. 

ووصف لنا مشهداً يصف ما عايشه في سوريا، وهو في طريقه لعمله، إذ إنه لم ينسَ أصوات الرصاص و رائحة الموت التي تجوب المكان، رشقات البنادق تنخر ذاكرته، منازل تتساقط وجُثثٌ هامدة تنتشر في الشوارع.

 

تعرضه للخطف والتعذيب من قبل جماعات مسلحة، كان سبباً أساسياً لخروجه من سوريا، بعد أن ذاق مرارة الأسر وحُرم من دخول بلدته التي لم يتبقَ لهُ فيها أي شيء، حتى جُدران بيته الذي كان يأويه كانت قد تهدمت.

 

ما تعرض له مازن ساق به إلى مصر ليُقم بها بشكل مؤقت، ليذهب بعدها إلى الحدود الليبية، علّه يجد مخرجاً، آملاً بإيجاد فرصة للعبور، وفي نهاية المطاف تمكن من الدخول إلى الأردن في الثاني والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر العام 2012، عبر باخرة أردنية كانت متجهة إلى ميناء العقبة.

 

في هذه اللحظة، ذكرني مازن بتنقله بين الكثير من الدول بالرحالة ابن بطوطة ولكنه كان باحثاً عن مصدر رزق وأمان وسلام.

وبحسب مازن فإن مجيئه إلى الأردن يعود إلى أنها "بلد طيبة، تجمعنا مع هذا البلد نفس العادات والتقاليد"، إضافة إلى وجود خالته في محافظة الزرقاء الأردنية.

 

وبعد يومين من إقامته عند خالته، انتقل مازن إلى محافظة الكرك جنوب العاصمة الأردنية عمان، حيث يقيم أصدقاؤه، واصفاً حال الناس هناك بـ"التَعِبة"، إذ إن"الحرب وقت تكون عند جارك كأنها عندك"، لكن جيرانه وما قدموه من ودّ واحترام واحتضان خفف عنه معاناة اللجوء، حتى أنهم ساعدوه على إيجاد شريكة حياته،  وكأنه ابنٌ لهم، و لديه الآن طفلين عبد الرحيم وشام.

 

كذلك ساعده على ممارسة مهنته دون خوف هناك، "التسهيلات التي قدمتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بمنحها لنا تصاريح عمل"، بحسب ما قال مازن، كما سانده ذلك في تطوير وتوسيع مجال عمله حتى أصبح يدرّب شباناً أردنيين للانخراط في سوق العمل. 

 

وكون طبيعة مهنته تحتاج إلى كوادر شبابية من جهة، ولقلة أعداد السوريين المقيمين في محافظة الكرك من جهة أخرى، عمل مازن على تشغيل العديد من الشبان الأردنيين، وهو ما ساهم باندماج السوريين والأردنيين في نطاق العمل، إذ "ما في فرق ولا تمييز في العمل ، كلنا إيد وحدة". 

 

ومنذ عامين، قدم مازن مشروع " تعليم المهن" لأحد المنظمات، يهدف إلى تدريب الشباب السوريين والأردنيين على مهن ( كهربائي، حدادة، دهان …. الخ ) لكنه قوبل بالرفض من المنظمة ،  "بسبب وجود مشاريع أهم"، بحسب ما قال مسؤول المنظمة لمازن. 

 

وبرغم الظروف الصعبة، يضع مازن آماله وأحلامه في طفله عبد الرحيم، إذ بدأ يرسم ويمهد لهُ طريق دراسته ليصبح في المستقبل "طياراً مدنياً، بيقدر يخدم بلادو" . 

 

وتمنى مازن أن يبقى الأردن بخير و ينعم بالأمان، وحُلمه الأكبر، "أن يعم السلام الدول العربية ونعيش عيشة صح".

هذا العمل من إعداد: 

أسامة القضاة

ياسمين العمري

ألاء النصار ، مجدولين الزعبي