ماذا تعرف عن يوم الحزن الشركسي!

الرابط المختصر

يصادف اليوم 21/مايو ذكرى  يوم الحزن الشركسي، وهو اليوم الذي انتهت فيه حرب استمرت أكثر من 101 عام بين روسيا القيصرية والشركس، وأسفرت عن مقتل وتهجير ملايين الشركس، في واحدة من أكثر الحروب الدموية عبر التاريخ.

 

واتبعت روسيا سياسة التغيير الديموغرافي، خلال القرن العشرين، حيث قامت بتهجير 1.5 مليون شركسي من مدن “سوتشي” و”توابسي” و”سخومي” الساحلية، إلى مناطق فارنا وصامسون وسينوب وطرابزون.

 

يعيش الشركس الآن في ما يقرب من 40 دولة مختلفة، بما في ذلك تركيا وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين والولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية.

 

يعيش ما يقرب من 6 ملايين شركسي في تركيا، ويمثل هذا العدد ما يقرب من 80% من المجتمع الشركسي ككل.

بينما يعيش حوالي 10% فقط من الشركس في المنطقة التي كانت تُعرف سابقاً "تشيركيسيا" في روسيا، لكنّ هذه المنطقة حالياً مُقسمة إلى 4 جمهوريات هي: "جمهورية أديغيا، جمهورية قباردينو بلقاريا، جمهورية قراتشاي شركيسيا وأجزاء من جمهورية كراسنودار كراي".

 

وفي الحادي والعشرين من شهر مايو كل عام، يحي الشركس ذكرى يوم الحداد أو الحزن فبين عامي 1763 و1864 شهد شمال القوقاز حربا استمرت 101 عام بين الروس وشعوب المنطقة، وصنفت تلك الحرب باعتبارها من أكثر الحروب دموية على مر التاريخ..

 

حيث انتهت تلك الحرب في 21 مايو عام 1864، بانتصار روسيا على شعوب القوقاز في وادي “كبادا” قرب مدينة “سوتشي” الشهيرة، المطلة على البحر الأسود.

 

كتاب يروي قصصا

وقد ألف عضو المجلس العشائري الشركس في الأردن محمد أزوقة كتاباً يروي قصصاً عن تاريخ ومآسي الشركس أثناء حروب روسيا القيصرية على القوقاز من الفترة من (1763-1846) وهجرتهم إلى تركيا وصولاً إلى دول الشام ومنها الأردن أواخر القرن الثامن عشر.

 

وقال أزوقة إن مؤلفه يضم أيضاً قصصاً عن المعارك التي شهدتها أرضه “القوقاز”، والصعوبات التي واجهتهم في رحلة الهجرة أواخر القرن الثامن عشر، من بينها قصة “الأسير” وتتناول كيفية تعامل الشركس مع الأسرى الروس ومعاملتهم بشكل حسن وتشغيلهم مع أهالي القرى في الزراعة وحتى تزويجهم من بناتهم في حال أشهروا إسلامهم، وهو أمر كان نتاجه عدم هروب الأسرى الروس، جراء المعاملة الحسنة التي تلقوها.

 

ويمضي بالقول: إن هناك قصة أخرى بعنوان “المدفعية” وتتناول كيف حرص الشركس في القفقاس/القوقاز بمغامرات على تدمير المدفعيات الروسية، والتي كانت أكثر آلة قتل يستخدمها الروس بين الجبال لقتل الشراكسة.
وأوضح أن مصادر قصصه كانت مبنية على ما سمعه من أجداده ومن كبار السن الشراكسة الذين كانوا يحرصون على الحفاظ على الموروث الشركسي.

 

وذكر ألكسندر أوهتوف رئيس هيئة الحكم الذاتي الثقافي الاتحادي الوطني للشركس الروس في مقابلة مع صحيفة كورمسانت الروسية أن استعمال مصطلح إبادة جماعية مبرر فقال: “نعم، أعتقد أن مفهوم الإبادة الجماعية بحق الشركس يعد أمراً مبرراً. لتفهم لماذا نتحدث عن إبادة جماعية يجب أن تلقي نظرة على التاريخ. لم يَطرد الجنرالات الروس خلال الحرب الروسية القوقازية الشركس فحسب بل تعداه الأمر ليصل إلى تدميرهم جسدياً. لم يقتلوهم في ساحات القتال وحسب ولكن حرقوا مئات القرى بمن فيها من مدنيين. لم ينجو الأطفال ولا النساء ولا كبار السن. 

 

وقد أحرقت حقول المحاصيل الناضجة بأكملها، وقطعت بساتين الفاكهة، بحيث لم يتمكن الشركس من العودة إلى مساكنهم. أليس تدمير السكان المدنيين على نطاقٍ واسع إبادةً جماعيةً؟”.

 

ويُعد الشركس من شعوب بلاد القوقاز، ويحد بلادهم من الشمال روسيا، ومن الجنوب تركيا، ومن الغرب البحر الأسود، ومن الشرق بحر قزوين. وقد أدى موقع هذه المنطقة الفريد إلى وقوعها منذ القدم تحت تأثير إمبراطوريات متنافسة.