مئة وواحد وخمسون مثقفاً عربياً يتضامنون مع الآداب

مئة وواحد وخمسون مثقفاً عربياً يتضامنون مع الآداب
الرابط المختصر

بعد عدة مطالبات عربية بفتح باب التوقيعات على البيان التضامني الذي اصدره مثقفون أردنيون تضامناً مع مجلة الآداب اللبنانية قبل اسبوع، تم تحويل البيان الى بيان عربي، ويطلق اليوم مرة أخرى بعد أن وقع عليه 151 مثقفاً عربياً وكردياً وبعض المؤسسات والهيئات.

وجاءت التوقيعات من مثقفين وفنانين ونشطاء ومؤسسات من الأردن وسوريا ومصر والعراق وتونس وفلسطين والمغرب ولبنان والولايات المتحدة وألمانيا والنمسا والدنمارك والسويد وفرنسا للتعبير عن التضامن مع مجلة الآداب اللبنانية المعروفة، ورئيس تحريرها سماح إدريس، وذلك بعد أن أصدرت محكمة لبنانية حكماً بالغرامة على المجلة ورئيس تحريرها لنشرها مقالاً بقلمه ينتقد فيه المثقفين الذين يبررون للاحتلال الامريكي للعراق ويتعاملون معه ومع السلطة السياسية التي نشأت تحت ظله.

وكانت القضية قد رفعها فخري كريم مستشار الرئيس العراقي في العراق المحتل وصاحب دار المدى ومهرجان المدى الذي يعمل على جمع المثقفين العرب في إربيل تحت رعاية الحكومة العراقية الخاضعة للاحتلال.

واعتُبرت القضية والحكم الناتج عنها ضربة ساحقة لحرية الرأي والتعبير في لبنان والوطن العربي. يذكر أن مجلة الآداب تأسست عام 1953، وتعتبر السجل الأبرز لحركة الأدب والثقافة في العالم العربي حتى اليوم.

وهي منذ سنوات تصدر ست مرات في العام، وتتضمّن ملفات في الفكر السياسي، والشعر، والرواية، والقصة، والسينما، والمسرح، والثقافة العامة.

وتستمر في الصدور برغم حالة الحصار التي تفرضها عليها الرقابات العربية، وأوضاعها المالية الصعبة حيث ترفض المجلة تلقي أي دعم من مؤسسات تمويل أجنبية. للمحافظة على استقلاليتها الكاملة.

وتالياً نص البيان وأسماء الموقعين:

المثقفون العرب يتضامنون مع الآداب: مع الحريّة، ضد الاحتلال وعملائه إنّ تَقَمُّص القتلة دورَ الضحيّة ثنائيةٌ ألفناها جيداً: سواءٌ جاؤوا من خلفِ البحارِ ينْفضون رمادَ حرائقَ لم نشعلْها أصلاً، شاحذين أسنانَهم "الطيبة" لابتلاعِ أرضنا بأكملها؛ أو جاؤوا يَجُرُّون خلفَ دبّاباتهم "تمثال الحرية العظيم من نيويورك" ليزرعوه على أجسادِ أبناء عِراقنا حقولاً للتنقيبِ واستخراجِ  النفطِ وتكريره، ناثرين مع الصواريخ الذكيّة واليورانيوم المنضب أعراسَ المحرَّرين الكاذبة؛ أو جاؤوا ليقيموا الديمقراطية الدموية بالقتل والطائفية والرؤساء والمستشارين الذين يُدارون عن بُعد؛ أو جاؤوا بهيئةِ حكمٍ قضائيٍّ يدين المقاومين النظيفي الأكفّ ويُبَرّئ المتهمين بشتى الشائنات وبالتعامل مع الاحتلال: فيُحكم على مجلة الآداب ورئيس تحريرها سماح إدريس "بالذمّ والقدحِ" لأنهما قالا لا لزمنٍ أصبحتْ فيه الخيانةُ والاختلاس والارتزاقُ مجردَ وجهة نظر... بل بُطولة!  جئنا هنا، كتّاباً ومثقفين من كافة أرجاء الوطن العربي، لا للتضامنِ مع "الآداب"، بل للتخندق معها في الموقع ذاته، مواجهين جميعَ المتقمّصين لدور القاتلِ/الضحيةِ، رافضين صيغة الزمنِ الأمريكي، مُتَبَنّين كلَّ ما ورد في افتتاحية سماح إدريس في العدد 5/6 أيار ـ حزيران 2007، رافعين صوتنا وصوتَ "الآداب"، مطالبين بأن نخضع نحن أيضاً للمساءلة والاستجواب أسوةً بـ "الآداب".

فنحن نرفض الاحتلالَ الأمريكي للعراق، ونشجب العملية السياسية العميلة للاحتلال، وندين ونواجه جميعَ المتأمركين والمتصهينين مواقفَ ومالاً وسياسةً. فإن أردتم أن تُخرسوا "الآداب" عن أداء دور النقد الحقيقي والقاسي، فعليكم أن تُخرسونا أيضاً؛ فـ "الآداب" ليست وحدها في هذه المواجهة. خلفيّة:في 1/3/2010، صدر عن محكمة المطبوعات في بيروت حكمٌ في دعوى القدح والذمّ التي أقامها فخري كريم مستشار "الرئيس العراقي" تحت الاحتلال ضدّ مجلة  "الآداب"، وقضى بتغريم رئيس تحريرها سماح إدريس بصفته مالكاً وكاتبَ مقال، وعايدة مطرجي بصفتها مديرةً مسؤولة، مبلغَ ستة ملايين ليرة لبنانيّة لكلٍّ منهما، وإلزامِهما أن يدفعا بالتكافل والتضامن مبلغ مئة ألف ليرة كتعويض رمزي، بسبب نشر المجلة افتتاحيّة العدد 5 ـ 6/2007 بعنوان: "نقد ’الوعي النقدي‘: كردستان - العراق نموذجاً"، وفيها يفضح سماح إدريس أدعياء اليسار ومبرري الاحتلال ومستشاري السلاطين وأعداء الحرية. لقراءة المقال:http://www.adabmag.com/node/287