مؤرخ التاريخ العمّاني في الأردن.. في ذمة الله
"نذر نفسه لتأريخ المجتمع العماني وتفاصيل تكوين العاصمة ونشأتها" هكذا وصف نقاد وأدباء الروائي الأردني الراحل عن الدنيا، زياد القاسم، والذ خلف ورائه روايات تستحق أن تصبح مناهج دراسية.فبعد مكابدة مع المرض استمرت أكثر من شهر، توفي الروائي الأردني زياد قاسم، وهو الذي كتب رواياته الرائعة "يوميات مدير عام" وسداسيته "الزوبعة" بأجيالها الثلاثة، و"أبناء القلعة" و"العرين" وأخيرا "الخاسرون".
هاجسه العمّاني
ومع وفاته أعتبر كثير من النقاد أن الساحة الروائية الأردنية فقدت أحد اهم أعمدتها، وتحدثت الناقدة رفقة دودين في حديثها لـعمان نت بشهادة نقدية للراحل زياد القاسم قالت فيها "زياد القاسم ابتدأ الكتابة في مرحلة متأخرة، فقد اصدر اول رواية له بعد الأربعين وهي "يوميات مدير عام" فهذه المسألة جعلت كتابة زياد القاسم بوعي المؤرخ فهو لم يسر في الطريق المعتاد للكتاب والمبدعين الآخرين".
واعتبرت دودين ان ذلك يدل على أن قاسم ابتدأ مكتملاً، مضيفة "كان لديه مشروع أراد أن يكمله وهو الكتابة عن عمّان روحا ومكانا ونهضة، فكان هذا الهاجس يؤرق الكاتب زياد بالإضافة الى أن التعددية المثرية لبيئة عمّان وتكوينها ومفرداتها والتي اكملت وأثثت مشهد المدينة العاصمة وكانت هي سر الإبداع وسر جماليات الإبداع عنده، فهو لم يكن معنيا بالتجريب، هو كان معنيا أن يكتب الرواية التي تؤرخ لمدينة عمان تحديدا وكيف ابتدأت وكيف بنيت فانتهى مشروعه بوقت مبكر، بمعنى أنه نذر نفسه لهذا المشروع".
وقد أطل زياد قاسم من خلال عمله الزوبعة على روح المكان وسحره، هكذا قالت الناقدة دودين معلقة "كانت المدن الزاهرة قبل أن تمتلأ بأحزمة الفقراء والمهمشين هي عنوانه الأبرز".
من مؤسسي الرواية الأردنية..
وبرأي الكاتب الصحفي محمود الريماوي فإن زياد القاسم يعتبر من مؤسسي الرواية في الأردن، مشيرا الى انه قد رحل في وقت مبكر وخلّف ورائه إنتاجاً، تميز بروايته أبناء القلعة التي تؤرخ التاريخ الاجتماعي في الأردن وهي من رواياته الكلاسيكية".
ووصف القاسم بانه حافظ على البنية التقليدية للرواية، ورواياته مليئة بالحبكة والشخصيات وبالأحداث وبالتالي فهو أقل تعاطيا مع الحداثة، مؤكداً بانه الآن ترك فراغاً كبيراً لأنه من الروائيين القليلين الذين تفرغوا للكتابة فيما يسمى التاريخ الاجتماعي".
وتابع الريماوي "قاسم هو حنا مينا بالنسبة للأردن، وأشبه بيوسف إدريس في مصر فهو كاتب غزير ومؤثر ويتمتع بمشهد بانورامي كبير في نتاجه".
والآن وبعد رحيل زياد القاسم كما يقول الريماوي "سيفتح الأعين على إنجازه وقد كان يفترض أن يحدث ذلك في حياته لكن يد المنية قطفته قبل ذلك، كان يجب أن يكرم قبل وفاته فهو لم ينل أي تكريم في حياته، والآن لابد من الإلتفات الى إنتاجه ليوضع بين أيدي الأجيال الجديدة لتتعرف على هذا الكاتب الكبير"
رابطة الكتاب الأردنيين نعت القاسم وهو العضو فيها في بيان أصدرته باسم رئيسها وهيئتها الإدارية والعامة، حيث جاء في البيان "إن الرابطة وهي تنعى الروائي زياد قاسم تستذكر مبدعاً ومثقفاً حقيقياً صاحب مواقف وطنية وقومية عبر عنها عملاً وروحاً من خلال أعماله الإبداعية التي وثّق فيها لعمان وللمكان الأردني وللعمق القومي بأسلوب إنساني راقٍ".
كان زياد القاسم ما يزال يحضّر لأكثر من عمل منها رواية "الوريث" ومسلسل "قارئة الفنجان" الذي كان ينوي أن ينتجه عصام حجاوي.
وقاسم ولد في العام 1945، ودخل الجامعة الأردنية في العام 1965 من القرن الماضي، وأصيب بالجلطة الدماغية نهاية حزيران الماضي حيث دخل الى مدينة الحسين الطبية وتوفي هناك مساء الجمعة الـ 3 من آب 2007.











































