ليل المغربيات في الأردن..قاسٍ وطويل

الرابط المختصر

لم تكن المغربية هبه 18 عاما تعلم أنها ستجد نفسها واحدة من ضحايا شبكة دعارة في الأردن...

بعد أن غادرت بلدتها في المغرب متوجهة إلى الأردن للعمل كمضيفة استقبالات في أحد الفنادق الفاخرة، ملخصة قصتها لصحيفة محلية مغربية.

وتستطيع ان تلمس في الملاهي الليلية التي تنتشر في عمان الواقع المرير الذي تعيشه العاملات في هذا القطاع من جنسيات مختلفة.

 دخلنا ما يقارب خمسة ملاهي تتفاوت من حيث الخدمة التي تقدمها ومن حيث نظام العمل أو كما يطلق عليه العاملون في الملهى "السستيم"، وأخيرا استقر بنا المقام في ملهى معظم العاملات به مغربيات الجنسية، ويبدأ نشاط هذا الملهى بعد الثانية عشر من منتصف الليل.
 
و يتطلب دخول هذا الملهى ان تدفع 60 دينار في البداية ما يسمى "فتحة الطاولة" التي يقدم عليها عدد من المشروبات والمكسرات وتشاهد عرضاً راقصا تقوم به أكثر من 20 فتاة مغربية شبة عارية تتراوح أعمارهن من 18-30 سنة.
 
لكن لحظة! لن تكون الـ60 دينار نهاية المطاف، فهناك مصاريف أخرى ستدفعها لم تكن بالحسبان، فلا تتفاجأ ان جلست بجانبك إحدى الفتيات "للتسرية عنك" مقابل 5 دنانير، وقد يمتد الأمر الى "طلبية خارجية" أي تخرج مع الفتاة لوحدكما وهذا يكلفك 100 دولار.
 
 
وتشرح هبة" بعدما توسطت أحدى السيدات في الحصول علي عقد عمل مقابل 20 ألف -درهم 2000 دولار- لتجد نفسها عند وصولها إلي الأردن مطالبة بأعمال غير تلك التي جاءت من أجلها، ومطالبة بتسليم جواز سفرها لمنعها من الهرب". 
 
ومن الملفت في هذه الملاهي أن عمر بعض الفتيات دون السن القانوني إذ يجبرن على العمل في ممارسة الدعارة، ومن هؤلاء الفتيات "سمر" وهو الاسم الذي يطلق عليها في الملهى" قدمت الى الأردن للعمل كنادلة في احد المقاهي لكن القدر ساقها الى هذا العمل" على حد قولها، ومن خلال حوارنا مع "سمر" تبين أنها "حضرت الى الأردن لتعيل عائلتها وتساعد إخوتها في أكمال تعليمهم".  
 
وحسب سمر فأن صاحب الملهى الليلي يقوم بحجز جواز سفرها خوفا من ان تهرب، كما لا يسمح لها الخروج كما يحلو لها من الشقق الفندقية التي تستأجر لهن، فإذا أرادت إحدى الفتيات الذهاب الى السوق فيجب ان يكون معها شخص مرافق.
 
 
وفي العودة لـهبه فإن السيدة التي قامت بإكمال إجراءات سفرها الى الأردن-مطلوبة للقضاء المغربي الآن بتهمة إدارة شبكة دعارة- تقنع الفتيات بإيجاد عمل شريف لهن في إحدي الدول العربية براتب مجز (ألف دولار في أغلب الأحول أو أكثر)، مقابل ألفي دولار فقط يدفعنها ثمنا للعقد و200 دولار مكافأة لجهود السيدة في تحصيل العقد. وغالبا ما  تتم العملية بعد إجراءات معقدة، إذ تطلب المتهمة من ضحاياها الالتقاء بشخصين في الدار البيضاء لوضع ترتيبات السفر .
 
  إلا أن هبة بمجرد وصولها تبين لها أن الأمر مريب، ولم تستغرق فترة طويلة لتكتشف الحقيقة، بعد أن طلب منها مستضيفوها بدء عملها بالرقص وتسلية الزبائن في أحد البارات. هناك التقت بفتيات مغربيات أخريات غُرّر بهن فسلمن بالأمر الواقع. هي حاولت الفرار، غير أنها عانت طويلا قبل أن تتمكن من الوصول إلي المغرب.
 
وفي مدينة مكناس شرق المغرب ألقت شرطة الأخلاق القبض علي شخص أردني (م.ح)  متزوج من مغربية ويقيم بالإمارات العربية المتحدة، بتهمة الفساد والنصب والاحتيال وممارسة "القوادة" والتشجيع علي الدعارة.
 
وكان المتهم اتخذ احد من أحد فنادق مكناس نقطة لاستقطاب الفتيات لتهجيرهن للعمل بالدعارة في الإمارات المتحدة، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 30 ألف و40 ألف درهم (3000 إلي 4000 دولار). وتحدثت مصادر إعلامية عن أن عدد ضحاياه تجاوز سبع فتيات، بينما لاتزال الوسيطة المتهمة بمشاركته أعمال النصب في حالة فرار.
 
 
وحسب احد رواد النوادي الليلية في عمان "ان من الأساليب المتبعة في استقدام المغربيات ان يذهب صاحب النادي الليلي إلى المغرب. وهناك يقوم بالزواج بعقود شرعية وموثقة من أربع فتيات مغربية (وفقا للشريعة الإسلامية) ثم يسهل أذونات الدخول لهن إلى الأردن. وبالتالي تشغيلهن في أعمال مختلفة، حيث وضعت التعليمات الجديدة الزوج مسؤولا بالكامل عن تصرفات الزوجة وفي حال قيامه بتطليقها عليه أن يسلم جواز سفرها إلى السلطات الأمنية التي ستقوم بدورها على الفور بإبعاد الزوجة".   
 
 
ووفقا لإحصائيات غير رسمية نشرت على الانترنت فإن عدد المغربيات اللواتي يعملن في الأردن قد فاق 15 ألف فتاة، الآلاف منهن تحت مسمى (فنانات) يقمن بالغناء والرقص في الملاهي الليلية التي أخذت بالانتشار بشكل كبير في الأردن خلال السنوات الماضية في ظل مجتمع أردني محافظ، إلا ان هذه الملاهي تشهد إقبالا كبيرا من كافة فئات العمر ومن الذكور تحديدا.
 
وتعاني العمالة الوافدة وخصوصا الفتيات من الإهمال من قبل منظمات حقوق الإنسان التي استهوتها قضايا السياسة على حساب القضايا العمالية، والسبب يعود حسب بعض المنظمات الى عدم وجود شكوى مباشرة من هؤلاء الفتيات، أو للإمكانيات المادية المتواضعة؟
 

أضف تعليقك