ليس اقل من ان نتبرع لغزة

الرابط المختصر

ليس اقل من ان نتبرع لغزة كي يصل منا شيء الى اخواننا المحاصرين تحت مرمى النيران الصهيونية ، وكل عائلة اردنية صارت ملزمة اخلاقياً بتقديم ما تستطيع ولو كان شق تمرة ، ويمكن ان يساهم الجميع في فك الحصار ، وعدم الاكتفاء بمجرد العواطف على اهميتها ، والمطلوب توسيع عملية جمع التبرعات كي تصل لكل شبر اردني ، وليتحرك الجميع ما دامت عملية جمعها ليست مقتصرة على جانب بعينه ، وانما هنالك الى جوار التحرك الرسمي على هذا الصعيد الجهات الحزبية ، والنقابية لمن يرغب بإرسال تبرعاته عبرها.

 

 

المهم ان يحدث التداعي الشعبي المطلوب لنصرة الاهل في غزة ، وان يشعر كل اردني انه قدم شيئاً في هذا المعركة ، مهما قل شأنه ، وباستطاعة وجهاء العشائر ان يخاطب كل منهم ابناء عشيرته باستخدام الاتصال الهاتفي ويدعونهم الى التبرع ، وكل عشيرة ، او حارة او حي تعمل لها مشاركة خاصة في هذا الجهد الخير ، والتبرع يمكن ان يشمل كل بيت اردني ، فكل عائلة او مجموعة عوائل بامكانهم تقديم كرتونة تحتوي على مواد غذائية ، وكل حارة تقدم عدداً من الكراتين ، وفي الاحياء تتوسع العملية ، والتجار مطلوب منهم ان يتبرعوا ، وكل محل تجاري يستطيع ان يساهم بهذه الحملة الخيرة ، وكذا الدواوين ، والجمعيات ، والنوادي الرياضية ، ومقرات الاحزاب ، ومنظمات المجتمع المدني وخطباء المساجد ، والشخصيات الدينية والوطنية فكل هذه الاطر يمكن ان تساهم في انجاح الحملة وتوسيعها ، وعلى من لهم صوت مسموع ان يشجعوا المتبرعين ، ويستخدموا نفوذهم المعنوي في نصرة اهلهم ، وكل القرى ستساهم ، والمحافظات فما من اردني يطلب منه شيء لغزة ويلوذ بالاعتذار ، ولا يلزم سوى مخاطبة الناس بشكل مباشر ، ويمكن لرؤساء الجميعات ان يشكلوا اللجان التي تقوم بطرق ابواب البيوت لتقديم ما تجود به الانفس ، والحركة التجارية والصناعة ، عليها ان ترقى لمستوى الواجب القومي ، والديني لانجاح الحد الادنى لنصرة المجاهدين الصامدين على ارض غزة.

وكذا الموظفون في القطاع الخاص ، والعام بامكانهم ان يقتطعوا اختيارياً جزءًا ولو قل من رواتبهم لنجدة اخوانهم.

والاغنياء ، والاثرياء ، وحملة الارصدة ، ودفاتر الشيكات ، وأصحاب الرواتب العالية لا يليق بهم التنصل من مسؤولياتهم ازاء شعبهم المحاصر ، وليس من الحق ان تكون اموالهم اغلى عليهم من شلال الدم في القطاع ، ولنتذكر جميعاً ان الصهاينة يحظون بدعم يهود العالم ، وان اثرياء اليهود وظفوا ملياراتهم في خدمة الحركة الصهيونية حتى استولت على فلسطين ، ونحن قبل ان نحمل المجتمع الدولي المسؤولية علينا ان نتأكد من قيامنا بواجباتنا وأقلها ان لا نكون بخلنا بإمداد اهلنا الذين يتعرضون للمجازر بالمال والغذاء.

المطلوب في هذه المرحلة ان يتداعى الجميع لتقديم العون المادي للاخوة المحاصرين ، وذلك لن يريح ضمائرنا فالواجب الشرعي اكبر.

تقديم الاغذية ، والبطانيات ، والادوية ، والملابس ، وبعد فك الحصار - ان بقي شيء غزة - يأتي واجب اعادة اعمار القطاع ، وبناء البيوت المهدمة ، وكفالة الايتام ، وإعادة تحريك الحياة الاقتصادية في شرايين المدينة. ذلك ان اتخاذ مواقف ترقى الى المساهمة الفعلية ولو كانت بالحد الادنى خير من البقاء في الحالة الشعورية ، وان كانت المشاعر عميقة ولا تقل اهمية وقد عبرت عن نفسها بالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات وكافة اشكال التضامن ، امام صمت رسمي عربي لا يليق بالامة العربية وتاريخها ، وحضارتها.

وقد تتطور الحالة الشعبية الى ما هو اكبر من العون المادي اذا اتيحت الظروف لا سيما مع تعمق الصراع ، وقد تتغير موازين القوى التي تحكم المنطقة بالترافق مع حالة نهوض لم يشهدها الشارع العربي من قبل ، فقد اعتدنا تاريخياً ان تستنهض القيادات الشعوب وغالباً ما يتركونها في مواجهة قوى البغي غير ان التاريخ العربي الحديث يشهد حالة مغايرة تماماً ، وربما تستجيب لها الانظمة السياسية وتتخذ مواقف اكثر جدية ، وقد اصبح كثير منها في خطر ، وخوف حيال المستقبل مع استمرار الجرائم الصهيونية ، وبشاعتها.