"شح الدعم الفني المُقدم من قبل الهيئات المعنية كدارات الفنون أو بازارات عرض الفنون اليدوية يراجع من قيمة التراث وتقديره"، تبدأ ليان منصور حديثها عن شح الدعم المُقدم لدعم المواهب التي تحيي التراث وتحاول إبرازه بصورة حديثة تتناسب مع جيل اليوم.
توظّف منصور خيوط المكرمية بطريقة تحيي الجدران والأطباق ومرافق البيوت والمكاتب بطريقة راقية، وتعلّق "هذه الخيوط قادرة على خلق روح جديدة في البيوت من خلال ألوانها وتشكيلاتها المؤنسة".
تخرجت منصور بتخصص الإنجليزي التطبيقي في جامعة العلوم والتكنولوجيا وبرزت لديها هذه الموهبة في نسج الخيوط أثناء سنتها الأولى في الجامعة "عائلتي تعيش في السعودية لذا كانت بيئتي الجامعية خالية من تواجد عائلتي برفقتي، وإثر ذلك لجأت لتوظيف وقتي في ملأ البرود الذي يعشش في البيوت والجدران والسيارات لتعلّم فن لا يعرفه إلا القليل"، وتعتبر أن زملائها في الجامعة كان لهم أثر كبير في تعزيز أعمالها اليدوية، والنشر عنها على نطاق أوسع.
تشير منصور قائلة "خيوط المكرمية التي أشكلّها بيدي قادرة على أن تؤنسني وتصنع لي مصدر دخل بسيط من خلال بيعها لأقراني في الجامعة، عدا عن نشر ثقافة العمل اليدوي الذي طمسته الحداثة بين طلبة الجامعات".
فن العقدة أو الدانتيل ..فن عربي انتشر بعد ذلك لدى الغرب
"فن المكرمية" فن عربي أصيل، بدأ عند النساج العرب في القرن الثالث عشر وانتشر بعدها في إسبانيا وإيطاليا وكافة أنحاء أوروبا، عُرف "بفن العقدة أو الدانتيل وهو أحد الفنون اليدوية العربية القديمة" تستحدثه ليان منصور ليشكل انطلاقة لبيئة خصبة تمزج بين عراقة الماضي ومرونة الحاضر".
تعزز ليان بموهبتها فكرة "التعلم الذاتي" ومؤكدة "تدربت على نظم الخيوط بطريقة عصرية لوحدي وعبر الإنترنت، وصنعت قطعاً فنية تبرز هذا الفن لأكثر مما هو معروفاً عنه، فاعتاد الناس على صنعه كإطار للنباتات أو المرآيا"، أما منصور فكان لها لمسات خاصة بتوظيف المكرمية للاستخدام اليومي كالحقائب أو الملابس، مما يمكنها من تسويق الفكرة بطريقة أبسط، وأن ما يميز إتقانها لفن “المكرمية” هو ندرة شاغليه في هذا الوقت.
خيوط المكرمية قليلة في الأردن وهذا سبب لتراجعه
تلفت إلى أن من يشغل هذا الفن في الأردن يعاني قلة موارده، فحتى نوع الخيوط التي تنسج هذا الفن غير موجودة إلا في محال قليلة في وسط البلد في عمان وغير متوافرة بكل الألوان، وتضيف سافرت إلى تركيا لاقتناء جميع الألوان والمعدات التي يجب أن أعمل بها.وتضيف أن "الجهد المبذول في خيط المكرمية قد يبدو عادياً للآخرين لكنه يحتاج وقتاً وجهداً طويلاً لإتقان القطعة المشغولة"، ومن جهتها تعتبر أن عاتق دعم المشاريع والحرف اليدوية يقع على عاتق كل من هو قادر على دعم هذا الفن وكل من هو ساع لإحياء التراث.