لولا الإسكافي لمشيت حافيا

الرابط المختصر

" إذا بدك تصلح كندرتك تفضل هون"عبارة خطها أبو محمد الكندرجي أمام بسطته الصغيرة في وسط البلد عمان، أبو محمد أمضى 35 عاما وراء ماكنة الخياطة يصارع بها الحياة بقليل من المال الذي يعتاش عليه من تصليح الأحذية.ويقول أبو محمد الذي ارتسمت على وجهه تجاعيد الزمن " مضت 35 عام وأنا في هذا الشارع- شارع الملك طلال- لا اعرف الكلل ولا الملل صبرت على الحياة ببؤسها ومصاعبها، أنا أب لعائلة مكونة من سبعة أشخاص اعمل كل جهدي لتوفير لقمة العيش لهم".



ويشكي أبو محمد من ركود العمل " لا اعرف سبب هذا الركود ربما لم يعد الناس يصلحون أحذيتهم، أو يستبدلونها بأحذية جديدة بسبب الموضة الجديدة، حيث سببت ركود دائم في العمل".



مصائب قوم عند قوم فوائد يقول أبو محمد " كثير من الأحيان يتمزق حذائك صدفة وأنت في الشارع وقتها لا تجد وسيلة أخرى غير الكندرجي الذي يسعفك في مثل هذه المواقف، وفي الغالب يعتمد عملنا على هذه الحوادث".



"لولا الإسكافي لمشيت حافيا"، مثل قيل قديما واثبت صحته أبو محمد الذي يقول " مواقف الطريفة كثيرة حصلت معي بهذه المهنة فيأتيني العديد من الأشخاص حفاه تمزقت أحذيتهم صدفة بالشارع وقد قطعوا مسافة كبيرة للوصل إلى الكندرجي لإصلاح الاحذاء".



وعن كلفة التصليح يقول ابومحمد " لا توجد تسعيره ثابته فكل حذاء له حاله خاصة وجهد معين، لكن الأسعار بشكل عام بسيطة جدا وفي متناول الأيدي"، أما الأدوات المستخدمة في التصليح يقول " نستخدم اللاصق والخيط وبعض الآلات الحادة من اجل اخاطة الحذاء في حال عجز ماكنة الخياطة على ذلك".



بقي أن نقول أبو محمد لم يرث هذه المهنة عن احد لكن الحاجة دفعته لتعلمها في سن الشباب لتكون سلاح يواجه به مصاعب الحياة وقسوتها.

أضف تعليقك