لماذا لا يحب البعض المدرسة؟

لماذا لا يحب البعض المدرسة؟
الرابط المختصر

قد لا تعتبر المدرسة بالنسبة للجميع مكاناً ممتعاً، ويحاول الكثير من الطلبة التملص من الذهاب إلى المدرسة، أو يذهبون إليها مضطرين، لتمر عليهم ساعات الدوام المدرسي ثقيلة بطيئةويرجع هذا بحسب علماء النفس التربوي إلى عوامل عدة ليس أقلها أهمية مدى احترام المعلم لكرامة طالبه واستخدامه لأساليب حضارية في التعامل معه.

رؤى ذات الستة عشر ربيعاً، تقول أن ما تستعمله إحدى معلماتها من أساليب مهينة في تعاملها مع طالباتها سواء من خلال نعتهم بصفات غير لائقة، أو الصراخ عليهم يؤثر على مدى حبهم للمادة، وبالتالي للمدرسة.
 
ويوافقها تامر الذي يؤكد أن طريقة تعامل المدرس مع طلابه يؤثر بدرجة كبيرة على درجة تعلق الطالب بالمدرسة والمواد الدراسية.
 
ويأمل كل من تامر ورؤى أن يتعامل أساتذتهم معهم باحترام وتقدير وأن يعاملوهم كأصدقائهم ويتفهموا حاجاتهم.
 
ويؤكد تامر أنه لا يقبل أن يتم الإعتداء عليه أو على زملائه بالضرب " الطالب لم يأتي إلى المدرسة ليضرب وإنما ليتعلم" وعلى الرغم من أن قوانين وزارة التربية والتعليم قد أصدرت قوانين تمنع الضرب في المدارس إلا أن إهانة الطالب تأخذ أشكالاً أخرى غير الضرب بحسب محمود الذي يعتبر صراخ الأستاذ عليه أو تعته بصفات سيئة إهانة كبرى له.
 
الغريب في الأمر أن بعض الأهالي يقبلون تعرض أبنائهم للضرب مبررين ذلك بأن نوعية الطلاب هذه الأيام تدفع المعلم إلى فقد السيطرة على نفسه واستخدام أساليب الصراخ والضرب.
 
وتقول أروى التي تعمل مدرسة في أحد المدارس أنها نتيجة لدراستها تخصص معلم صف في المرحلة الجامعية تلقت خلال دراستها أسس التعامل مع الطلبة نفسياً وتربوياً وهو ما ساعدها في علاج كثير من المواقف التي تمر بها في مهنتها دون اللجوء إلى الإهانة أو التجريح.
 
وتؤيد أروى تدريب المعلم على مهارات التعامل مع الطلبة وفهمهم، إذ تلاحظ أن زملائها الذين جاؤوا من تخصصات أكاديمية غير تربوية يلجؤون لها لمعرفة سبل معالجة المواقف المختلفة.
 
المحلل النفسي باسل الحمد يرى أن علاقة المعلم بطالبه وأثرها على تقبل الطالب للعملية التعليمية، تتألف من عناصر متكاملة تحكمها الفلسفة التربوية التي تتبعها المؤسسة التعليمية.
 
ويرى الحمد أنه لكي يحب الطالب المدرسة لا بد للمعلم أن يوفر له بيئة نفسية آمنة " لا بد أنيعامل المعلم مع طالبه بعدالة، وأن يكون هناك نظام متوازن للمكافآت، كما ان العقاب يجب أن لا يعتمد على قرار المعلم وإنما يكون محدداً من قبل إدارة المؤسسة التعليمية"
 
ولا يؤيد الحمد الذي يرى أن المعلم يمثل شكلاً من أشكال السلطة الإعتماد على مهارات المعلم الإتصالية في تواصله مع طلبته دون اخضاعه لتدريب.
 
ويؤكد الحمد أن المعلم الناجح هو الذي يستطيع أن يحافظ على علاقة احترام بينه وبين الطلبة، مع ضمان أن تتضمن هذه العلاقة شكلاً من أشكال الصداقة أو الإهتمام المشترك.