للتسول أنواع ومواسم..وشهر رمضان فرصة للمحترفين والهواة

الرابط المختصر

التسول مهنة عند من يحترفها؛ تنشط في شهر رمضان والأعياد بالعموم، ويجد المتسول بهذا الشهر الفرصة الكبيرة لتعاطف المواطنين وتزويدهم بما يريدون من الأموال من باب "الرأفة والصدقة وإطعام الفقراء"، لكن هل هي حرفة يتنافس عليها المتسولون.فارس أبو ليلى، يتحدث عن أسلوب جديد بالتسول تنفذه فتاتين، "رأيتهما يقومان بركن سيارتهما على طرف الشارع ويطلبان من السيارات المارة أن تتوقف وتزويدهما ببنزين، ويكرر العملية أكثر من مرة وأماكن متعددة ويقومان برمضان مع الأزمات".



ويروي راغب العشي، حادثة حصلت معه، "أوقفني شاب يرتدي الملابس المرتبة، وقال لي أنه مقطوع من المال، ويريد أن يذهب إلى إربد، وكان باديا عليه أنه غير سوي، وهذه طريقة بينما الطريقة الأخرى والتي أصبحت دارجة وبكثرة برمضان، هي من يرتدون الملابس الرثة ويشحذون منا ومرات بإلحاح وهم في الغالب أغنى منا".



ويرى أنور عيسى، أن الوضع الاجتماعي هو الذي يفرض على المتسول أن يكون بهذه الصورة، ويقول توفيق عيسى أن التسول مهنة كالإدمان، ويشاطره الرأي علي الرنتيسي، ويقول "هناك حالات ترى أنها بحاجة إلى مساعدة وأخرى تكون مهنة تنشط في شهر رمضان".



استغلال عواطف المواطنين، واللعب على الدين، وطرق أخرى يستغلها المتسول في شهر رمضان، وبالتالي يزداد عدد المتسولين في هذا الشهر، ويتحدث مدير مركز استقبال الأحداث، في وزارة التنمية الاجتماعية، خالد الرواشدة عن أنواعهم، قائلاً "هناك متسولين يمارسون يوميا المهنة إن أصطلح على تسميتها في عرفهم طوال العام، وهناك موسميين، يمارسونها فقط بشهر رمضان مستغلين عطف المواطنين وتبرعهم".



مناشدا الرواشدة المواطنين، "أن لا يعطوا الصدقات لأي كان، فهناك عائلات بأمس الحاجة للمال لا تتسول، ومن خلال عملنا ثبت أن كثير من المتسولين لديهم أموالا كثيرة من وراء التسول".



في شهر رمضان تنظم وزارة التنمية الاجتماعية برنامجا مكثفا لمتابعة المتسولين وملاحقتهم في جميع المحافظات، وخصوصا المناطق التي يتجمعون فيها، مثل المساجد والمراكز التجارية، ومناطق التسوق، والمقابر في الأعياد.



ويشتكي الكثير من المواطنين من ازدياد أعداد المتسولين بهذه الفترة. يجيب الرواشدة "الإجراءات المتخذة بحق المتسولين مهما كانت رادعة إلا أنها تظل ضعيفة ولا تردعهم من التسول"، لافتا "لأن القضاة والحكام الإداريين لا يزالون ينظرون إلى التسول على أنه فقر وحاجة ولا يعتبرونه جريمة، خلافا لأحكام المادة 389 من قانون العقوبات".



ويضيف "العقوبات تترتب عليهم غرامات، لكن بسبب جمعهم للأموال يقومون بدفعها بكل سهولة؛ لأنهم يعوضونها بيوم واحد"، مطالبا الرواشدة بضرورة تعديل الأنظمة والقوانين المتعلقة بعقوبة التسول، لأن العقوبة رقم 389 سنت عام 1960 وبالتالي الأوضاع تغيرت الآن، "فالمتسول منذ الستينات تغير عما نحن عليه الآن؛ فقد أصبح أكثر احترافا وعمله منظما وهناك إساءة للإنسان، فإذ لم تعط المتسول المال سوف يقوم بالضرب وبالصق والتلفظ بالكلمات النابية".



في الأيام الخمس الأولى من رمضان، قامت وزارة التنمية بالقبض على 60 متسولا بين ذكور وإناث بالغين وأحداث، وعن ذلك يقول الرواشدة "الأحداث دون الـ18 عاما، يتم ترحيلهم إلى مركز مخصص لهم، لغاية إجراء الدراسة الاجتماعية ومن ثم تقديهم إلى قاضي الأحداث، وعندها ترتب بحق ذويهم عقوبات رادعة بينما الذين ليس لديهم أهل، يتم تحويلهم إلى قاضي الأحداث ومن ثم تتم معاقبتهم عن طريق حبسهم سنتين أو ثلاثة في مركز الشهيد وصفي التل يتلقون فيه التعليم والتدريب، بينما البالغين يتم تحويلهم للجهات الأمنية".



وعن أكثر المدن انتشارا للمتسولين، يقول خالد الرواشدة أن أكثر المناطق هي العاصمة عمان الزرقاء وإربد.



مجموعة من المتسولين، قالوا لعمان نت أن أوضاعهم "صعبة ولا يوجد عمل غير التسول، وأن شهر رمضان هو أكثر الأشهر الذي يلتفت المواطن إليهم"، كما تحدث متسولين أطفال أنهم تعرضوا للإساءة من أهاليهم الذين يدفعونهم إلى التسول.



الملازم سامية حبوب من إدارة حماية الأسرة، تعلق أن الأطفال هم أكثر فئة تمتهن التسول، لذلك فقد يتعرضوا للاستغلال الجنسي والاعتداء إلى غير ذلك، "دورنا في الأمن العام، يتمثل بالتوعية والإرشاد للأهالي، ومن خلال تعاونا المباشر مع وزارة التنمية الاجتماعية".

أضف تعليقك