لقاء بلديات أردنية وإسرائيلية لبحث مشاريع سياحية في الباقورة

لقاء بلديات أردنية وإسرائيلية لبحث مشاريع سياحية في الباقورة
الرابط المختصر

عقد صباح أمس الأربعاء في منطقة الباقورة لقاءاً مشتركاً
بين رؤساء بلديات أردنيين ونظرائهم الإسرائيليين، وذلك وفق ما قاله لـ(عمان نت) رئيس
إحدى البلديات الذي شارك في الاجتماع.

وأضاف رئيس البلدية، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن اللقاء يهدف إلى "وضع إستراتيجية أردنية إسرائيلية مشتركة لإعادة إحياء وتأهيل منطقة الباقورة, وذلك من خلال إقامة مجموعة من المشاريع السياحية الممولة من الاتحاد الأوروبي, والتي سيكون لها أثرها الكبير في انتعاش هذه المنطقة على الصعيد الاقتصادي في المستقبل".
وحسبما ذكر رئيس البلدية أن "رؤساء ثلاث بلديات أردنية من منطقة الشونة الشمالية، وهي بلديات معاذ بن جبل وطبقة فحل والكريمة، التقوا وفدا إسرائيليا يمثل رؤساء بلديات إسرائيلية في منطقة الأغوار المحاذية للحدود الأردنية الإسرائيلية, وذلك بحضور ممثلاً عن الاتحاد الأوروبي الراعي لهذا اللقاء المشترك".
وأشار إلى إن هذا اللقاء هو "الأول من نوعه على هذا المستوى, وسيتبعه مجموعة من اللقاءات الأخرى الساعية إلى التقريب بين وجهات نظر الطرفين, وإيجاد آلية مشتركة لإحياء هذه المنطقة"، مؤكداً أن "اللقاء اقتصر على وضع الخطوط العريضة والتعارف بين أعضاء الوفدين, حيث لم يتم الحديث عن ماهية المشاريع المزمع إقامتها".
من جهته نفى أمين عام وزارة البلدية جمال أبو عبيد في حديث لـ(عمان نت)، حدوث مثل هذا الاجتماع, معتبراً أن "الوقت غير مناسب لإجراء لقاءات أردنية إسرائيلية".
غير أن أبو عبيد أكد وصول وفد إسرائيلي إلى الأردن صباح أمس الأربعاء يمثل عدد من رؤساء البلديات الإسرائيلية قائلاً "إن الوفد جاء بدعوة من احد الجمعيات الأهلية الناشطة في مجال السلام, وان الوزارة ليس لها أي علاقة بدعوته", مؤكدا أن رؤساء البلديات لم يلتقوا هذا الوفد أو غيره".
في حين أكد منقذ مهيار مدير منظمة أصدقاء الأرض الشرق الأوسط، الجهة المنظمة للاجتماع، أن "رؤساء البلديات المحاذية لنهر الأردن وقعوا على اتفاقية تفاهم بعنوان "مشروع المياه والجيرة الحسنة" تحفظ حقوق البلدين في مياه نهر الأردن ويمنع بموجبها تلويث مياه النهر".
وقال مهيار "إن الاجتماع ركز على وضع الآليات الكفيلة بإعادة تأهيل نهر الأردن المهدد بالجفاف بسبب الاستخدام الخاطئ من قبل الجانب الإسرائيلي له، ومنع انسياب المياه العذبة من مياه بحيرة طبريا إلى مجرى النهر، خاصة بعد بناء سد ترابي، إضافة إلى بناء سد اليرموك الذي حرم النهر من مصادر المياه مما يهدد على المدى البعيد بجفاف النهر".
وأضاف: "بحث المشاركون في الاجتماع الوسائل والطرق الكفيلة لمواجهة حالة التلوث التي يتعرض لها النهر بسبب رمي النفايات في مجراه، خاصة المياه العادمة وقيام الجانب الإسرائيلي بتحويل المياه المستخدمة في ري الأراضي الزراعية إلى مجرى النهر والتي تحمل معها كميات كبيرة من المبيدات الحشرية والملوحة".
"وحضر الاجتماع، وفقا لمهيار، عن الجانب الإسرائيلي رئيس بلدية بيسان ورئيس بلديات وادي الأردن, وعن الجانب الأردني رئيس بلدية معاذ بن جبل ورئيس بلدية شرحبيل ابن حسنة ومتصرف الشونة الشمالية عصام الشرع وعدد من المهندسين وأصحاب القرار في المنطقة من الجانبين"، مضيفاً إن المشاركين في اللقاء "خصصوا جانب من الوقت لبحث العديد من المشاريع السياحية المشتركة التي يعتزم الجانبين إقامتها في منطقة الغور".
وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد أفادت صباح أمس بأن اجتماع أردني إسرائيلي عقد في مدينة الشونة على الجانب الأردني بين عدد من رؤساء البلديات الأردنية ورئيس المجلس الإقليمي غور الأردن يوسي فاردي ورئيس المجلس الإقليمي غور بيت شان داني تماري.
وذكرت الإذاعة أن الجانبين سيوقعان اتفاقاً لإقامة متنزه سياحي مشترك في ملتقى الحدود بين البلدين في منطقة "نهارايم".
بدورها، رفضت لجنة حماية الوطن ومجابهة التطبيع النقابية الحزبية الاتفاقية التي وقعها رؤساء البلديات أمس. ودعت الحكومة، في بيان لها، إلى "إعادة" منطقة الباقورة إلى "السيادة الأردنية الكاملة".
وقال رئيس اللجنة حمزة منصور في رسالة وجهها إلى وزير السياحة والآثار أسامة الدباس إن هذا المشروع "يصب في خدمة الكيان الصهيوني ويمده بأسباب القوة لمواصلة تآمره على الأردن وعدوانه على أشقائنا في فلسطين ولبنان وسورية", واصفاً المشروع بأنه "يهدف إلى تغيير صفة استعمال منطقة الباقورة من زراعي إلى سياحي"
يشار إلى أن منطقة الباقورة الأردنية، شمال غرب المملكة، التي احتلتها إسرائيل عام 1967، أعيدت رسميا إلى السيادة الأردنية عام 1994 بعد توقيع اتفاقية وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي منها.
إلا أنه وبموجب ذات الاتفاقية استأجرت إسرائيل منطقة الباقورة لمدة ثلاثين عاما، وبقيت منطقة زراعية يستثمرها إسرائيليون. الأمر الذي دفع المعارضة الأردنية للتشكيك في عودة سيادة الباقورة للأردن.
وأيد حزب جبهة العمل الإسلامي في بيان له موقف لجنة مجابهة التطبيع، وأعرب فيه نائب أمينها العام رحيل غرايبة عن رفض الحزب للوضع القائم في منطقة الباقورة، وقال إن وضع هذه المنطقة "غير عادل فهي لم تحرر بالفعل من يد الصهاينة".

أضف تعليقك