لطفاً: ممنوع الزيارات... (لدينا توجيهي)!!

لطفاً: ممنوع الزيارات... (لدينا توجيهي)!!
الرابط المختصر

ممنوع الزيارات.. ممنوع فتح التلفاز.. ممنوع
الصراخ أو اللعب أو الكلام.. لطفاً (لدينا طالب توجيهي)!!

هذه هي حالة وأجواء الأهالي والأبناء في فترة
امتحانات الثانوية العامة، والتي تمرّ على الأهالي بثقل وهمّ، فهل من مفرّ من أن
يمر ّ إبنك أو ابنتك من سنة (التوجيهي)؟

اكتئآب!

سالم مصلح طالب التوجيهي دخل حالة من الاكتئاب منذ
بداية العام وزادت مع فترة الامتحانات، قال "في بداية السنة كنت متفائل، الآن
صار التفاؤل يتلاشى شيئاً فشيئاً خاصة بعد تقديم كل امتحان، أعتقد أنني سأصاب
بنوبة كآبة لا تنتهي حتى بعد انتهاء كابوس التوجيهي".

والدة سالم اعتبرت أن التوجيهي "مصيبة تحلّ
على العائلة" ولأن سالم أول ابن يتقدم لامتحان توجيهي لديها، فقد زاد هذا من
أجواء الشحن في البيت، و"اخوته أعلنوا حالة الإضراب منذ أول يوم في
السنة".

سنة ورا سنة ورا سنة... !

أبو أحمد فرج ومنذ ثلاث سنوات وأبناؤه يقدمون
توجيهي واحد وراء الآخر، أحمد ثم أميرة ثم محمد هذه السنة، ولهذا اعتادوا الأبناء
على التوتر والقلق والضغط النفسي أيام الامتحانات.. ويقول أبو أحمد "صار
الأمر بالنسبة لي مرض مستمر، أرق في النوم بسبب تفاوت مواعيد استيقاظهم، وتوتر ما
قبل وما بعد تقديم الامتحان، وضغط انتظار النتائج، لن أصدق حينما ينهي محمد
التوجيهي، واعتقد أنني سأفكر في عدم تقديم ابنتي الأخيرة للتوجيهي، ربما سأقدم أنا
عنها... أو أؤجل امتحاناتها.. لا أدري".


مراقبي الامتحانات= توتر!

وأرجعت غادة عويس التوتر لمراقبي المتحانات
أكثر فهي تقول "في البداية كنا خائفين، فلم نعرف كيف هو التوجيهي وهل تختلف
حالته عن باقي الصفوف الأخرى، الآن ارتحنا أكثر من البدايات، لكن في الامتحانات
المراقبين يزيدونا توتراً ويضغطون على اعصابنا أكثر".

وتتفق أسيل نزّال مع غادة بأن التوتر في
الامتحانات يأتي من المراقبين أنفسهم لأنهم "يصنعون رهبة للامتحان وهو أمر
عادي، فهم يعيشونا في جو مشحون ويخوّفونا باقتراب الوقت على الانتهاء وهكذا".

ممنوع الزيارات.. ممنوع الطلعات..

"نعم.. مُنعت الزيارات ومنعتُهم من التنفس
في البيت، وممنوع على العائلة الخروج أيضاً" تؤكد غادة بفرض أجواء التوجيهي
على كافة أفراد العائلة، وتضيف "فترة الامتحانات أكثر فترة تتوتر فيها
الأجواء، لكن في الأيام العادية يخف القلق والتوتر".

فيما تقول أسيل "ممنوع أن يأتي أبناء
أخوتي الذين يسكنون معنا في العمارة للعب عندنا، وممنوع أن يزورنا أحد، إضافة الى
أنني جعلتهم يقلقون أكثر لأنني مللت وأثَرت عليهم من طول الفترة التي قضيتها في
الدراسة، فأنا أدرس منذ الصيف".

كلنا توجيهي..

والدة أسيل وصفت التوجهي بالأرق "الموضوع
ليس سهلا أبداً، هو أرق في أرق، الجميع على أعصابه وكلنا ندرس مع أسيل وهم أيضاً
وصلوا الى مرحلة الملل من الدراسة ومن الامتحانات، فقد طالت مدتها كثيراً".

وعن نظام العائلة في الامتحانات تقول "لا
يأتي أحد للزيارة ولا نحن نذهب الى أي أحد، وحتى ممنوع أن يلعب الأطفال عندنا إلا
يوم عودتها من الامتحان ولمدة ساعات قليلة حتى ترتاح هي وتأخذ حماماً وهكذا".

وعند سؤالي إن كان في الأمر مبالغة، قالت أم أسيل
"ليس مبالغة أبداً، هو النظام الذي يجعلنا نتوتر، تخيلّي أن ابنتي جاءت
مستغربة من وجود سيارة شرطة عند المدرسة التي تمتحن بها؛ فنظام التوجيهي كله
متأزم".

التوجيهي: دلع طلاب

استاذ الاجتماع مجدي الدين خمش نظر الى الأمر
على أنه مبالغ فيه "لا نريد أن نبالغ في مقدار التوتر والحالة التي يعيشها
الأسر والأفراد، فامتحان التوجيهي تجربة عادية واعتدنا عليه جيلا بعد جيل،
فالمفروض أن لا تثاركل هذه الضجة حول الامتحان".

وفي الحديث عن الدلال قال الدكتور خمش
"بعض الطلبة مدلل أكثر من اللازم، وهذا جزء من العملية التربوية، الطالب يجب
أن يمرّ بامتحانات وهي قليلة بالأردن ومتوسطة الصعوبة، في اليابان لديهم امتحانات
شاقة ومتكررة بكل مرحلة ولذلك تنتج أفراد منجزين ومنتجين بالفعل".

وبرأيه فإن الحالة النفسية تعود الى أن "أغلب
الطلاب المستعدين بشكل جيد للامتحان لا يشعرون بالتوتر ولا حتى الأهل، أما الطلاب
الذين اهملوا ولم يدرسوا فإنهم يتحايلون بإظهار هذا التوتر والحالة النفسية وتحاول
الأسرة التعاطف معهم".

وتابع "صار هناك جيل يريد أن ينجح بدون أن
يدرس، والحل لتجنب توتر التوجيهي بالاستعداد الجيد قبل الامتحان".

الامتحان ليس انعكاساً..

لكن رأي عضو مجلس التربية والتعليم السابق
الأستاذ حسني عايش في نظام التوجيهي جاء مختلفاً تماماً فهو قال: "نتائج أي
امتحان لا تعكس مقدار التعلم أو القدرة على التعلم؛ بل على جودة التعليم وبخاصة في
مرحلة التعليم العام أي حتى نهاية المرحلة الثانوية وإذا كان من عيب أو تقصير في
تحصيل الطلبة أو أي طالب سوي أو عادي فيجب أن يدان نظام التعليم وليس الطلبة".

...... كل التوفيق لطلبة التوجيهي في كل عام،
لعلنا يوماً ما نستبدل هذا النظام بآخر لا يكون مصدر قلق وتوتر نفسي واجتماعي لكل
عائلة أردنية.

أضف تعليقك