لا مركز صحي في أم عياش

الرابط المختصر

منذ خمسة عشر عاما وأهالي بلدة أم عياش في لواءِ دير علا البالغ عددهم حوالي 2000 نسمة يضطرون  للسير على الأقدام

لمسافات طويلة تستغرق من الوقت أكثر من ساعة وربع ذهابا وإيابا  للوصول إلى المركز الصحي الفرعي المستأجر خارج البلدة  بحوالي 2كيلو متر.
 
و في الكثير الأحيان لا يتمكن الأهالي من الوصول للمركز أثناء أوقات الدوام الرسمي للطبيب، مما يضطرهم للذهاب  إلى  المركز الصحي الأولي في منطقة البلاونة الذي يبعد عن أم عياش حوالي 2 كيلو ونصف، مشددين على  ضرورة تحويله من مركز صحي فرعي  إلى أولي، مطالبين بتوفير جميع المستلزمات الطبية  المطلوبة في  المراكز الصحية في أللواء.
 
وأكد عادل العطيان مدرس في احدى مدارس المنطقة  بأن طبيب المركز يقوم بالعمل بمعدل ثلاث ساعات  مقسمة على ثلاث أيام وأضاف بأن بُعد المركز  يشكل عائقاً كبيرا أمام سكان المنطقة وخاصة أن معظم السكان من كبار السن  ومن أصحاب الأمراض المزمنة.
 
أما المواطنة نسرين المشاهرة أُم لثلاثةِ  أطفال  تتحدث عن سوء الخدمات المقدمة من المركز الصحي الفرعي في المنطقة وأضافت بان الطبيب لا يقوم بفحص   المرضى،" الطيب في المركز الصحي الفرعي  يكتب الوصفة الطبية بناء على الأسئلة التي يطرحها على المراجعين بدون تشخيص للحالة المرضية".
 
المواطن على محمد احد سكان المنطقة   وصف معاناة  المواطنين  بحر الصيف وبرد الشتاء   لعدم توفر مواصلات لنقل المواطنين من بلدة أم عياش إلى المركز الصحي الفرعي ،" في معظم الأحيان  لا يتمكن المرضى من الوصول إلى المركز الصحي في أوقات الدوام الرسمي، وخاصة تحت أشعة شمس الصيف ، وأمطار الشتاء."    
 
الدكتور محمد الدوجان  مدير مركز صحي البلاونة الأولي  أكد بان غالبية مراجعي المركز  من سكان منطقة  أم عياش وخاصة في الأيام التي لا يتواجد فيها طبيب في المركز الصحي الفرعي  بحيث يصل عددهم شهريا إلي 400 مراجع من جميع الفئات، وأكد الدوجان على ضرورة بناء مركز صحي أولي في المنطقة ،"لأن عدد سكان المنطقة وحجم المراجعين للمركز  كبير، وعدم توفر مواصلات  لنقل المواطنين من الأسباب الرئيسة الداعية لبناء مركز صحي وخاصة إن   الأوضاع الاقتصادية  لا تسمح للسكان باستئجار وسائط نقل خاصة ".
 
وتحدث خليفة الديات  رئيس بلدية دير علا الجديدة عن نتائج المسح الميداني الذي قامت به وحدة التنمية المحلية في البلدية  ،وقال الديات أن المسح الميداني اظهر وجود أعداد كبير من المواطنين يعانون من الأمراض المزمنة وأكد المسح أيضا بان المركز الصحي الفرعي الموجود لا يفي بالغرض ولا تتوفر فيها الأدوية المطلوبة  كما في المراكز الصحية الأخرى .
 
وقامت  مديرية متابعة الفقر والأمن الاجتماعي في وزارة التنمية الاجتماعية في عام 2002 بعمل  دارسة في منطقة أم عياش للإطلاع على  الخدمات الصحية المقدمة للأهالي ،حيث أظهرت الدارسة أن المنطقة بحاجة ماسة لتحسين الخدمات الصحية المقدمة ، وتم توجيه  كتاب رسمي  إلى وزارة الصحة للنظر في تطوير المركز الصحي الفرعي  في المنطقة . 
 
ورغم المخاطبات الرسمية  التي توجهت  بها مديرية  صحة لواء دير علا   في حينه إلى وزراه الصحة إلا أنها  لم تنفذ على ارض الواقع، وذلك بسبب عدم توفر قطعة ارض   لبناء المركز الصحي الأولي لمنطقة أم عياش  ، وفي عام  2007 فقد تم  إزالة العائق أمام وزارة الصحة  بتوفير قطعة ارض من غور البلاونة والبالغة  مساحتها دونمين ، بموافقة مجلس الوزراء  لصالح وزارة الصحة لغاية  أقامة مركز صحي أولي عليها. 
  
بدوره مدير مديرية صحة محافظة البلقاء الدكتور خالد الحيارى قال ان لا نية  لبناء مركز صحي أولي في منطقة أم عياش  لانه  في القريب العاجل سيكون هناك سياسة دمج للمراكز  الصحية في منطقة البلاونة وأم عياش وخزمة في مركز صحي  واحد شامل تتوفر فيه جميع الاختصاصات وتكون ساعات الدوام فيه اكثر، ويقدم خدمة للمو اطنين  أفضل مما هي عليه  الان.
 
وبالنسبة لتوفير الطيب بشكل دائم في المركز الصحي الفرعي في منطقة  ام عياش فيقول الحيارى ،" إن نقص الكوادر الطبية هي المشكلة الوحيدة أمام وزارة الصحة لتوفير طبيب دائم في جميع المراكز الصحية الفرعية في محافظة البلقاء ."   
 
ويناشد أهالي بلدة أم عياش وزارة الصحة أدراج مشروع بناء مركز صحي أولي  على موازنة وزارة الصحة  لعام 2009.