أظهر الإصدار الخامس من تقرير مؤشر تدخل صناعة التبغ في سياسات الصحة العامة تحسناً ملحوظاً في أداء الأردن، حيث تقدم ترتيب المملكة ليصل إلى 80 نقطة مقارنةً بـ 82 في التقرير السابق، ما يعكس خطوات إيجابية في الحد من تأثير صناعة التبغ على السياسات الصحية.
الدكتورة لريس الور، أمين سر جمعية لا للتدخين، أوضحت أن هذا التقدم يعود إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ 2024 – 2030، والتي تعد خطة وطنية عابرة للوزارات وليست مقتصرة على وزارة الصحة فقط، إضافةً إلى تعزيز الالتزام بالبند 5.3 من الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، الذي يركز على الحد من تدخل شركات التبغ في صناعة القرار.
وأكدت الور أن مصالح شركات التبغ تتناقض جذرياً مع الصحة العامة، مشددة على ضرورة أن يكون التعامل مع تلك الشركات بالحد الأدنى وبشفافية كاملة، سواء من قبل المؤسسات الحكومية أو الهيئات المرتبطة بها. وأضافت: "صناعة التبغ ليست كأي صناعة أخرى، فهي تقتل واحداً من كل اثنين من مستخدميها، ولو كان هذا منتجاً دوائياً لما حصل على ترخيص منذ البداية".
وشهد إطلاق التقرير حضوراً واسعاً ضم وزراء ومسؤولين وممثلين عن الجامعات والبلديات والأمن البيئي، إضافةً إلى رعاية سمو الأميرة دينا مرعد، ما يعكس تزايد التعاون بين الجهات الرسمية والأهلية لمواجهة تحديات التدخين.
وحول الخطوات المقبلة، شددت الور على أهمية توقيع مدونة سلوك تشمل جميع الموظفين العموميين وأعضاء مجلس الأمة للحد من تدخل صناعة التبغ، إلى جانب رفع الوعي العام بخطورة منتجاتها، وحماية الشباب على وجه الخصوص من مبادرات "المسؤولية الاجتماعية" التي تستخدمها الشركات كأداة تسويق وتطبيع لمنتجاتها.
وختمت بالتأكيد على أن تحسين مؤشرات الأردن لا ينعكس فقط محلياً بل يضع المملكة تحت الضوء العالمي كنموذج إيجابي في مكافحة التبغ، ضمن التزاماتها الدولية بالاتفاقيات الصحية.











































