لا لبرجوازية التعليم !!!

الرابط المختصر

انطلاقاً من مقولة : (أن التعليم لا يتوقف عند مرحلة معينة بل إنه عملية مستمرة .. )

 
ولما للتعليم من منافع ايجابية على الفرد والمجتمع فقد غدى تعليم الكفاءات هو الثروة الأساسية في الأردن ، فإتاحة فرصة التعليم والتدريب المهني _ الغير الأكاديمي _ لإعداد الأيدي العاملة الفنية ورفع كفايتها في مختلف التخصصات والمستويات  يساعد في مواجه المشكلات والصعوبات التي يعاني منها الأردن لتعزيز الاقتصاد الوطني في حين أننا نعتبر بلد فقير الموارد .
 ولا يتم ذلك ما لم يحترم المجتمع مثل هذه الحرف والمهن الغير أكاديمية عن طريق فتح باب التعليم العالي لها وتغذية أصحاب هذه المهن بالثقافة الجامعية العليا فيتخرج حرفيون يحترمون مهنتهم ويخلصون لها فيحترمهم مجتمعهم ويكونون بالمستوى الثقافي والاجتماعي الذي يوازي أصحاب التعليم الأكاديمي .

ومن ناحية أخرى نلاحظ النقابات للمهن الأكاديمية والغير أكاديمية منتشرة كصوت مسموع تعبر عن مطالب واحتياجات المنتسبين لها ، ولكن نجد مهنة التعليم لا نقابة لها ...!! رغم أنها من المهن الأساسية في مجتمعنا تلقى إقبالا شديداً عليها من كافة طبقات المجتمع ، وهذا المعلم الذي يبني المجتمع وينشيء الأجيال التي هيا عماد هذا الوطن هو الأحق بالنظر بحقوقه ومطالبه ورفع مستواه المادي ، كذلك يجب مراعاة أسس وقواعد معينة لتعيين معلمين ومعلمات يمتلكون القدرة على الأخذ بأيدي أبنائنا ، فتأهيلهم لاستخدام الأساليب المناسبة للتعامل مع فلذات أكبادنا يجب أن يؤخذ على محمل الجد ، ففي بلاد الغرب على سبيل المثال نجدهم يؤهلون كل من يدخل في سلك التعليم ليكون قادراً على تطوير الطلبة ومراعاة طرق وأساليب التعامل معهم ثم يمنحون رخصة للمعلم ليتمكن من مزاولة هذه المهنة الجليلة .
 والأردن قبل عشرين عاما كان يسمى بالبلد المواجه لخط النار حيث كان يجد شبابه الدعم المادي الكامل للتعليم الجامعي من خلال السفارات والجمعيات الخيرية المختلفة والمنظمات المتعددة كمنظمة التحرير الفلسطيني على سبيل المثال .

 واليوم وبعد توقيع معاهدة السلام نجد أن الشاب الأردني الذي قد فقد هذا الدعم ، رغم الجهود العظيمة والمشكورة للقائمين على التعليم العالي والديوان الملكي لتغطية التكاليف لدعم الطالب المادي وبذل الجهود لذلك ولكن للأسف لا يغطي ما كان متوفراً له قبل معاهدة السلام ، والطالب مازال يتطلع من خلال انتسابه للجامعة لتحقيق آماله ونجاحاته في الحياة ، ولكنه يجد أحلامه قد تحطمت على باب ارتفاع الأقساط الجامعية التي في تزايد مستمر ،فحرمت العديد من الطلبة الحاصلين على معدلات عالية من الانتساب للجامعة، وما زاد الأمر سوءاً هو فتح باب الموازي للدراسة الجامعية وكأن التعليم العالي أصبح حكراً على الطبقة البرجوازية ، فأفقد ذلك الأمل نهائياً للطالب الفقير بحقه في التعليم العالي...!!!
 لست ضد رفع الرسوم الجامعية وخاصة مع موجة الغلاء التي تلف أجواء البلاد ، ولكن أرى أن يطال الرفع الطلبة الأجانب والعرب المنتسبين لجامعاتنا فقط وعمل الدعاية الإعلامية اللازمة لجذب الطلبة العرب والأجانب للانتساب لجامعاتنا فنحقق الدخل المادي الذي يمنح الطالب الأردني التعليم المجاني في بلده لأن التعليم المجاني هو من أبسط حقوق المواطن الأردني ليحصل من خلاله على العلم والثقافة فيرتفع به مستوى البلد ثقافياً واقتصادياً فسلاحنا الوحيد هو التعليم لكافة فئات الوطن الغالي  .
 فلماذا لا نضع نصبَ أعيننا توجهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين _ حفظه الله ورعاه _ للاهتمام بالمواطن وتأهيله ليصبح فرداً منتجاً وفعالاً في المجتمع مشاركاً في التقدم  عن طريق التسلح بالعلم والمعرفة والشهادات العليا التي تفتح الأبواب المغلقة أمام جيل الشباب المتحمس الذي هو أمل الوطن وقائدهُ .