لا حاجة لنا به في عمان
خمسة أيام تفصل بين عودة نتنياهو من القاهرة وزيارته الى واشنطن فهل سيأتي خلالها الى عمان؟! بصراحة لا حاجة لنا بهذه الزيارة، فما لديه قاله في القاهرة وما نريد إسماعه له سمعه هناك, وقد خرج من اللقاء مع الرئيس مبارك وأدلى بتصريحات لم يتقدم فيها خطوة واحدة الى الأمام؛ فاستمر في تجاهل هدف المفاوضات ولم يقل كلمة واحدة عن حلّ الدولتين ولا عن المشاريع الاستيطانية والمخططات الخطيرة بالنسبة للقدس والمستوطنات. ثم بعد ذلك فإن نتنياهو بما يتمتع به من صفاقة ابتكر للصراع في الشرق الأوسط طبيعة أخرى غير التي نعرفها شاطبا قضية الاحتلال من اساسها؛ فالصراع وفقه هو بين المعتدلين والمتطرفين في المنطقة، بين الذين يريدون الحياة والذين ينشرون العنف والموت. وعلى كل حال ضمن هذا التصنيف فإن اسرائيل موجودة في المعسكر المقابل للدول العربية، معسكر المتطرفين, فهي ترفض عروض الاعتدال العربي وتستمر في الاحتلال وتدعم الاستيطان وتزرع الموت والدمار في غزّة. وأخير تدق طبول الحرب على ايران. انها الطرف الأخطر في معسكر التطرف.
ولم يكن تحذير جلالة الملك الذي اطلقه من دمشق عن خطر حرب جديدة في غضون عام مبالغة؛ فاندحار مشروع السلام سيرفع التوتر ويضع في الصدارة قضية المواجهة مع ايران، وسيمعن نتنياهو واليمين المتطرف في الهرب من استحقاقات السلام أو أزمة خانقة لحكومته بحرب جديدة سينشغل العالم بملاحقة تداعياتها, وهناك عدّة جبهات مؤهلة في اي لحظة للانفجار من الضفّة الغربية الى غزّة الى لبنان ناهيك عن ايران نفسها. وقبل ذلك كان الملك في واشنطن قد أوضح أن مفتاح كل الصراعات في الشرق الأوسط هو القضية الفلسطينية, وأن حلّ الدولتين هو الذي يفتح الطريق لمعالجات ناجحة لكل عناصر التوتر في المنطقة وهو نبّه أوباما وفق ما تقول المصادر من أن نتنياهو سيقلب الأولويات فيجعلها أولا ايران وثانيا ايران وثالثا ايران!
لنحتفظ لأنفسنا بورقة اللقاء مرتبطة بالتقدم الذي يجب أن يتحقق، واللقاء في مصر كما هو واضح لم يحقق شيئا على هذا الصعيد وربما كان هناك ملفات اخرى تلح على مصر لبحثها مثل الاتفاق في غزّة وقضية الجندي شاليط، أمّا بالنسبة لنا فلا حاجة لنا باللقاء الا لبحث الحلّ الشامل والدخول مباشرة في مشروع محدد للمفاوضات التي تفضي الى الحل، وتوافق الادارة الأميركية على ان المطلوب ليس إعادة بناء عملية سلام جديدة, ويتفق العالم على أن حلّ الدولتين هو الهدف، واللقاءات مع نتنياهو تخدم الآن سياسته في المماطلة واصطناع حركة مع الأطراف المعنية بينما الحكومة الاسرائيلية الحالية يتوجب حشرها في الزاوية بموقف معلن يرفض اللقاء الا بالإقرار بقضيتين؛ وقف الاستيطان وحلّ الدولتين، ومبدئيا فليذهب نتنياهو الى واشنطن ولنرَ نتيجة لقائه مع أوباما.











































