كُتاب وتعليقات
منذ بدأت مواقع الصحف وبقية المواقع الإلكترونية تستقبل تعليقات القراء ، بدا أن هناك فئة من المعلقين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في تموز ، ومع ذلك فهؤلاء هم فاكهة المواقع ، ومحركو المياه الراكدة،،
فهؤلاء -وهم قلة والحمد لله - يتربصون بأي كاتب كي ينالوا منه حتى لو وحد الله ، أو صلى على رسوله ، ودورهم هنا هو دور تنشيطي لا غنى عنه ، ويشبه "سنفور معارض" طبعا هذا لا ينطبق على الغالبية الساحقة من المعلقين ، الذين تحمل تعليقاتهم إضافات حقيقية للمقال ، تضيء جوانب من المسألة المعروضة ، ربما غابت بعض جوانبها عن الكاتب ، وربما تكون بعض التعليقات أكثر أهمية من المقال نفسه ، بما تحويه من رؤية جديدة أو معلومة على جانب من الأهمية،
تتحكم السياسة التحريرية لكل صحيفة وموقع ، بكمية ومستوى وسقف التعليقات ، وهذا في الجانب المهني معترف به ، ومفهوم ، غير أن هناك مواقع لصحف ، لا تشترط الرقابة المسبقة على نشر التعليق ، وتترك الحرية الكاملة لأصحاب التعليقات في نشر ما يريدون حتى لو تجاوزوا على القيم والأخلاق المهنية المتبعة ، وعادة ما تعمد هذه المواقع إلى وضع نوع من "الفلترة" على بعض الألفاظ الخادشة للحياء ، وما دون ذلك ، توفر حرية مطلقة للمعلق في التعبير عما يريد ، من جانب آخر ، تعمد بعض المواقع إلى اعتماد وجهة نظر معينة تجاه التعليقات فتحذف كل ما من شأنه أن يتيح قراءة وجهة نظر مغايرة،
ومثلما تحمل التعليقات في بعض المواقع ، حالة قد لا تكون معبرة تماما عن آراء القراء والمعلقين من حيث مستواها ومحتواها ، وكميتها أيضا ، ثمة نوع من الخداع في باب التصويتات ، حيث توجد برامج معينة تمكن الشخص الواحد من التصويت عشرات بل مئات المرات من الجهاز نفسه ، ومن هذه البرامج HistoryKill وهو يعمل على النحو التالي ـ فبمجرد الخروج من متصفح الاكسبلورر او الفايرفوكس ، يتم مسح كل ملفات الكوكيز وملحقاته ومافيه دليل على زيارة سابقة كهاكات كشف العضويات المتعدده الموجودة في بعض المنتديات والمواقع ليتمكن المعلقون والمصوتون من اعادة كتابة تعليق تلو تعليق وباسماء متعدده لتختفي العبارات الموضوعة بالعادة كـ ( لقد تم تصويتك من قبل ) او ( لقد شاركت من قبل ) وغيرها..... وهذا ما يمكن ربما صاحب المقال أو التصويت من قلب الحقائق ، ووضع تعليقات خاصة به ، وبكميات كثيرة ، توهم القارىء أن فكرته لها مؤيدون كثر،
وكما ينشغل بعض القراء بالتدوين والتعليق والتصويت ، بهدف الإيهام باتجاه معين للرأي العام ، ثمة فرق متخصصة بدأت تفرزها بعض المؤسسات والدول ، تتخصص بالتعليق على ما ينشر ، والدفاع عن وجهة نظر ، ومهاجمة وجهة نظر أخرى ، إلى ذلك هناك دول ومؤسسات ترصد التعليقات وتقرأ اتجاهات الرأي العام في مجتمع ما ، وتستخلص منها معلومات وآراء تفيد في معرفة ما يجري داخل هذا المجتمع ، ما يعني أن على المعلقين تقع مسؤولية وطنية كبيرة في عدم نشر ما من شأنه أن يسيء للمجتمع ، أو يشوه صورته ، أو يعكس معطيات غير حقيقية ، مسؤولية المعلق والمصوت لا تقل عن مسؤولية الكاتب ، فقد صدق من قال أن قراءة النص قد تكون أكثر إبداعا من كتابته،











































