كيف غطى الإعلام العربي والمحلي أحداث غزة؟
لا شك أن الإعلام العربي عموماً، والأردني خصوصاً تعاطى بشكل كبير جداً مع أحداث الهجوم الصهيوني الهمجي على قطاع غزة. إلا أن الملفت أن تبايناً حاداً في تغطية الأحداث طفى الى السطح وبشكل مؤسف. فمن " تلطيف" في وصف الجريمة النكراء، الى تجاهل تام لكل ما يجري وكأن شيئاً لم يحدث في بعض المحطات الفضائية والراديو، إلى تغطية على مدار الساعة في مواقع أخرى.
فضائية العربية اتبعت سياسة "تلطيف" المصطلحات الوصفية في تغطيتها المستمرة لأحداث العدوان الصهيوني الهمجي، فعناوينها تذهب إلى وصف قصف الطائرات الصهيونية على أنه قصف لمنازل حماس . وكأن هذه الحماس ليست من الشعب الفلسطيني او كأنهم يعيشون في دائرة معزوله عن شعبهم أو أن غزه ومخيماتها يقع فيها البيت بعيدا عن البيت الجار بحوالي كيلوا متر . ولا تريد العربيه ان تعرف المشاهد ان اكثر بقعه في العالم اكتظاظا بالبشر هي غزه . وأن قصف بيت فيها يعني دمار عشرات البيوت بجانبه . ويعني مقتل المئات من الأبرياء واكثرهم من الأطفال والنساء . ثم الا تعرف هذه القناة اللبيراليه الجديده أن حماس لم تات إلى الحكم إلا عن طريق انتخابات حره ونزيهه كانت تحت أعين العالم أجمع . وان الالة العسكريه الصهيونيه لا تفرق بين فلسطيني من حماس أو غيرها . فتارة تذهب العربية الى وصف العدوان الهمجي "بالهجوم"، وتارة تصر على تسمية العمليات الاستشهادية "بالانتحارية" متجاهلة بذلك كل عواطف ومشاعر وشعائر الشارع العربي والمسلم. وفي تقارير مراسليها تصر على أن من مات في هذا الهجوم من أهل غزه إنما هم "قتلى"، ولا تقول شهداء.
وفي نفس السياق تذهب قناة W .T.V الأردنية إلى ما هو أبعد من ذلك. فقد شذت عن قاعدة الإعلام الأردني الرسمي و الخاص حين تجاهلت بشكل مستفز ما يجري من مجازر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فقد انشغلت هذه القناة و منذ بداية مجازر غزة ببث مسابقة تدعى Top 3 و هي مسابقة روجت لها القناة على مدى الاسبوع الفائت لاختيار ثلاثة فنانين من اصل اسماء 12 فنان اردني كمسابقة لمن يحصل على اصوات اكثر من الاخر .
و ببهرجة لا تخلو من الاستهجان تبث قناة W T.V اسماء الفنانين الثلاث على شاشتها الرئيسية و توجت تلك الشاشة بعبارة "مبروك" في الوقت الذي خلت فيه جميع برامجها و حتى الرسائل التي تبثها من الاشارة من قريب أو بعيد الى المجازر الاجرامية التي تحدث على أرض غزة و التي أشغلت العالم و هيجت مشاعر الأردنيين الوطنية و التي توجت بتبرع جلالة الملك و جلالة الملكة بدمائهما لأبناء غزة الجريحة في الوقت الذي خرج فيه الشعب الاردني بكوفياتهم الحمراء و الزرقاء تندد بمجازر غزة و تلعن الألة الاسرائيلية الهمجية في لوحة وحدة وطنية تعبر عن مشاعر الاردنيين تجاه اشقائهم في غزة.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد. فهناك من الكتاب الصحفيون العرب من يسيء وبشكل فاضح لما يجري في قطاع غزة، بل وأنه يسخر من شهداء المقاومة والصمود. فؤاد الهاشم يسخر من الشهيد الريان قائلا في أحد مقالاته: "كيف يمكن لرجل كهذا أن يجد وقتا للنضال بينما هو غاطس بين أفخاذ ثمانية من ''نسائه" ضارباً عرض الحائط مشاعر الملايين من العرب والمسلمين والأحرار في العالم.
بعيدا عن هذه الصورة الهمجية والقاتمة للإعلام العربي، نجد أن الفضائيات العربية، ومحطات الراديو، ووكالات الأنباء الإلكترونية غطت أحداث العدوان الصهيوني الهمجي على غزة بشكل منقطع النظير. على المستوى المحلي غطى "راديو البلد" بمهنية عالية كل مظاهر الاحتجاج الأردني الشعبي والرسمي في مختلف محافظات المملكة، إذ يغطي مراسلوه احتججات الأردنيين في مختلف أماكنهم، وعمدت إدارة المحطة الإذاعية إلى فتح موجات وبرامج خاصة لتغطية أحداث الجرائم بحق أبناء قطاع غزة، وتغطية نشاطات الشباب الأردني في تضامنهم مع أهل غزة.
إلى ذلك أيضاً المحطات الفضائية الأردنية: تلفزيون بترا و قناة نورمينا و قناة سفن ستار و قناة A1 T.V و جميع الزملاء في المواقع الالكترونية و الصحف اليومية و الاسبوعية و حتى الاعلام الرسمي الذين وقفوا جميعا وقفة رجل واحد خصصت حلقات باكملها لمتابعة مجريات ما يحدث في غزة الجريحة. إذ أوقف معظمها البث العام لها لتغطي أحداث العدوان الصهيويني الوحشي على قطاع غزة كما تفعل فضائية نورمينا، إذ تتنقل كاميرتها من موقع إلى موقع لتغطية الفعاليات الشعبية الاحتجاجية.











































