كيف تفهم الأرقام والمؤشرات الاقتصادية؟
لا تستقطب نشرات أخبار الاقتصاد المسموعة والمرئية و المقروءة جمهور القراء أو المستمعين؛ فأخبار الاقتصاد وعلى أهميتها لا تستقطب عامة الناس. إلا أن السوق المالي يسيطر على اهتمام نسبة كبيرة من المواطنين، إذ يقيس مؤشر السوق المالي مستوى الأسعار في السوق، فهو يقوم على عينة من أسهم الشركات التي يتم تداولها، وغالباً ما يتم اختيار العينة بطريقة تتيح للمؤشر أن يعكس الحالة التي عليها السوق.
ويهدف المؤشر إلى إعطاء فكرة سريعة عن أداء السوق والتنبؤ بحالته وتقدير حجم المخاطر؛ ماساً شريحة من الناس ولاعبا بأوضاعهم المعيشية.
أما التقارير السنوية والميزانيات العمومية التي تنشر بالصحف اليومية والمواقع الالكترونية تبين عمليات الشركة عن السنة المنتهية، ويمثل التقرير وثيقة مفيدة جدا لحملة الأسهم، تتيح لهم متابعة أداء الشركة وبالتالي استثماراتهم فيها.
الأخبار الاقتصادية "صعبة وجامدة" ولا تستهدف عامة الناس وفق أكثر من خبير اقتصادي لكنها تحتل مكانا في الوسائل الإعلامية لكونها تحوز على اهتمام الشركات وأصحاب المال والأعمال والمتعاملين مع أحوال البورصة..
ويرى الشاب محمد أن الأرقام الاقتصادية مفهومة "نص نص"، حيث كانت لديه تجربة فاشلة في سوق البورصة، وعند سؤاله عن السبب قال: " سوء حظ"، معتقدا أن البورصة بحاجة إلى المتابعة والفهم قبل الدخول فيها.
في حين خالفه الرأي شادي وقال إن لغة البورصة سهلة التعامل، إلا أنه لم يقدم على الدخول بسبب خوفه من الخسارة "البورصة يوم فوق ويوم تحت".
ان فهم الأرقام الاقتصادية تبدأ هواية ثم تتحول إلى احتراف هذا ما قاله فتحي الذي كانت لديه تجربة بالسوق المالي، لكن سرعان ما أنهى تعامله خوفا من المخاطرة العالية.
ومن وجهة نظر أيمن أن فئة معينة من الناس يستطيعون فهم الأرقام الاقتصادية معتمدين على الدراسة أو على الخبرة العملية في هذا المجال، ولم يكن له تجربة شخصية، إلا أن" بعض أقاربه يقومون بمتابعة مؤشر البورصة وبيانات الشركات ويحللون ا الأرقام ويجنون الأرباح".
استهداف فئة
الخبير الاقتصادي مازن مرجي، يرى أن الأرقام الاقتصادية موجهة للمختصين والمحللين والمسؤولين بالدرجة الأولى، ولا تشكل أكثر من نسبة مئوية للناس، "نسبة الأفراد الذين يفهمون هذه الأرقام لا تتعدى 15%".
ويقول إن "الكثير من أفراد المجتمع الأردني يتوجهون إلى البورصات المالية بناءً على الإشاعات والانطباعات ومحاكاة الآخرين بقاعات البورصة، "أي يتبعون سلوك القطيع بالتهافت على سهم شركة معينة دون الأخرى بمجرد رؤيتهم لقيام أشخاص بشراء هذا السهم، دون العودة والنظر إلى وضع السوق أو القوائم المالية للشركات".
ومن جهة أخرى دعى مرجي إلى ضرورة إيجاد بدائل مبسطة للمصطلحات الاقتصادية البحتة للتسهيل على الناس في فهم المفردات الاقتصادية.
فيما يرى الخبير الإعلامي صالح ماضي أن نسبة الناس الذين يفهمون الأرقام والمؤشرات الاقتصادية، "ضعيفة" لا تتجاوز 20% من أفراد المجتمع الأردني، ويصفها بأنها " أرقاما صماء جامدة".
ثقافة..
ولا توجد وسيلة إعلامية تعمل على تبسيط المعلومة الاقتصادية هذا ما يراه ماضي من خلال عمله بالوسائل الإعلامية "أي أنه يتم نقل الخبر كما يرد إلى الصحفيين أو المذيعين دون تحرير".
واتفق ماضي مع مرجي بأهمية التثقيف الاقتصادي للناس وخلق علاقة بين المجتمع والاقتصاد، من خلال ملاحق أو زوايا اقتصادية توضح المفاهيم والتعبيرات الاقتصادية البحتة بلغة سهلة تقلل الفجوة بين الأرقام والأفراد.