كلينتون: الأردن شريك أساسي في عملية السلام
أجرى الملك عبدالله الثاني ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم الخميس محادثات تناولت الخطوات اللازم اتخاذها من أجل ضمان تحقيق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة تقدما ملموسا نحو حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وفي سياق إقليمي يضمن التوصل إلى السلام الشامل في المنطقة، كما تناولت المحادثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفيما يتعلق بالجهود السلمية، أكد الملك خلال المحادثات أن حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفي سياق إقليمي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وشرط الوصول إلى السلام الشامل الذي تنشده مبادرة السلام العربية.
ووضعت وزيرة الخارجية الأمريكية الملك في صورة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة التي جرت في مدينة شرم الشيخ المصرية الثلاثاء الماضي وتوبعت في القدس يوم أمس، وأطلعته على نتائج المحادثات التي أجرتها مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال اليومين الماضيين.
وثمن الملك عبد الله الثاني الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل المساعدة في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والوصول إلى حل الدولتين، لافتا إلى أهمية استمرار الولايات المتحدة في القيام بدور قيادي في المفاوضات، وإلى ضرورة تكاتف جميع الجهود من أجل ضمان وصولها إلى هدفها في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
كما التقت وزيرة الخارجية الامريكية في عمان عصر اليوم بنظيرها الأردني ناصر جودة الذي قال في مؤتمر صحفي مشترك إن الأردن يبذل جهوده لإنجاح المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين وصولا إلى اتفاق يضمن حل الدولتين، مؤكدا أن السلام مصلحة للعالم وليس لدول المنطقة فقط، مشددا على أنه لابد أن تقترن الكلمات بالأفعال، بل وبالأفعال الحاسمة، لضمان النجاح بمساعدة كافة الأطراف، وبأهمية إعادة أجواء الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
فيما شددت كلينتون، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية، على متانة العلاقات بين الولايات المتحدة والأردن الذي وصفته بأنه "شريك أساسي في العملية السلمية".
وقالت إن الأردن دولة قد لا تكون كبيرة الحجم إنما هي دولة لديها التزام نحو التميز في مجالات مختلفة ومتعددة.
العلاقات الأردنية الأمريكية:
أكد الملك وكلينتون خلال اللقاء حرص البلدين على تطوير آليات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وخصوصا الاقتصادية منها.
وأبلغت كلينتون الملك قرار ممثلي مجلس تحدي الألفية تقديم منحة للأردن بقيمة 275 مليون دولار لتمويل مشروعات في قطاع المياه في محافظة الزرقاء، وسيعتبر القرار ساريا بعد مرور15 يوما لإطلاع الكونغرس الأميركي عليه وإقراره، ليصار بعد ذلك إلى توقيع اتفاق للبدء بعملية التمويل والتي ستستمر لمدة خمس سنوات اعتبارا من العام المقبل.
وأعرب جلالته عن تقديره للولايات المتحدة لتقديم هذه المنحة للأردن، وعن شكره على المساعدات التي تقدمها إلى المملكة لتنفيذ برامجها التنموية.
وأكد وزير الخارجية ناصر جودة خلال المؤتمر الصحفي المشترك، أن هذه العلاقات الاستراتيجية بين البلدين تصبح أقوى وأقوى، وأعرب عن شكره للولايات المتحدة على دعمها للأردن على كافة المستويات، مشيرا إلى المباحثات التي أجراها أخيرا مع نظيرته الأمريكية والتي ركزت على العديد من القضايا على رأسها اتفاقية التعاون النووي بين البلدين الصديقين والتي هي الآن تحت النقاش.
وحضر لقاء الملك وكلينتون رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة، وعن الجانب الأميركي مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان والسفير الأميركي في عمان ستيفن بيكروفت وأعضاء الوفد المرافق للوزيرة.
وبعد انتهاء المحادثات الرسمية، أقام الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله مأدبة غداء خاصة في بيت الأردن تكريما للوزيرة كلينتون.
ماذا تركت كلينتون خلفها:
بهذه الزيارة، تختتم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ثلاثة أيام من المحادثات في شرم الشيخ المصرية والقدس، جددت بعدها عن آمال الولايات المتحدة في أن تمدد إسرائيل وقف البناء الجزئي في المستوطنات الذي ينتهي يوم 30 أيلول.
لكن إسرائيل أكدت مجددا أن التجميد الذي استمر عشرة أشهر في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة سينتهي في الموعد المقرر، الأمر الذي يثير التهديدات الفلسطينية بالانسحاب من المفاوضات إذا استؤنف البناء.
وقال مسؤولون قريبون من المحادثات إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض اقتراحا مصريا بتمديد وقف البناء لمدة ثلاثة أشهر، وفقا لما ذكرته وكالة "رويترز".
وفي تقييم متفائل لاجتماعاتها مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين قالت كلينتون لشبكة "ايه.بي.سي" في القدس يمكنني القول إن المحادثات في مسار بناء وهذا شيء مطمئن جدا بالنسبة لنا."
غير أن المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة أوضح أن الفلسطينيين لم يتخلوا عن مطلبهم بأن يستمر وقف البناء في المستوطنات على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وهي الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
وأوضح أبو ردينة، بحسب "رويترز" أن الرئيس عباس أبلغ مجددا وزيرة الخارجية الأمريكية بالموقف الفلسطيني فيما يتعلق بمتطلبات استمرار عملية السلام وتحديدا قضية تجميد المستوطنات وإنهاء الاحتلال.