كلنا عرب....
بهذه الجملة البسيطة لخص صديقي الإعلامي المصري والذي سرد على مسامعى بعض المظاهر التي تجعل كل عربي، أن يشعر بالفخر كونه عربيا أولا، وأنه عاش هذه الفترة الهامة والتاريخية من حياة الوطن العربي ثانيا، وثالثا، شعوره أن هناك أملا في غد أفضل.
وقال الصديق الصحفي المصري الذي كان يداوم في ميدان التحرير رغم علمى بأنه أبعد ما يكون عن السياسه وكل اهتمامه هو القضايا الاقتصادية وشؤون رجال الأعمال وعالمهم المخملي المعطر بأغلى أنواع العطور ..!
ما علينا
المهم أن هذا الصديق قال في معرض ما قاله: إن الفروق بين الشعب المصري قد اختفت بصورة كاملة في ميدان التحرير فلم يعد بالإمكان تقسيم البشر، وفق مكان سكنهم، أو مكان عملهم ، أو وفق دينهم، فالجميع انصهر بالجميع في تلك الثورة (كما فضل الصديق أن يطلق عليها)، وأضاف : تخيل أنه في أوقات الصلاة كان الإخوان من الأقباط يقفون بين صفوف المصلين من أجل أن يكرروا ما يقوله الإمام لمن لم يسمعه لابتعادهم عن الصفوف الأماميه ، يعنى إذا قال الإمام : الله أكبر! يقوم الإخوة الأقباط الذين وقفوا بين الصفوف بالصراخ :الله أكبر! حتى يصل النداء للجميع !! أليست هذه وحدة لا مثيل لها !! ويضيف أن إحدى السيدات وهي قبطية ! قدمت شالها لسيدة مسلمه من أجل الصلاة عليه ..! ماذا تقول عن هذا ؟!، أليست هذه وحدة شعب بغض النظر عن أي شئ آخر ..!! إن الحديث السابق عن توتر بين الأقباط والمسلمين كان مقصودا من قبل جهات حكومية،على مبدأ فرق تسد، ولكن الثورة الأخيرة أثبتت زيف هذا الحديث .
سمعت هذا الكلام، وشعرت فعلا بفخر بهذا الشعب الذي كانت تستهزئ به بعض الشعوب العربية الأخرى لطيبته ولفقره...هذا الشعب بعث الأمل، وأحيى ما كان ميتا في قلوب وعقول الشعوب العربية، وأعادة الاعتزاز بالعروبة والعرب ...رغم محاولات الغرب الحثيثة جعل العربي يؤمن ومن ثم يخجل كونه عربيا رمز التخلف والجهل وعدم القدرة على التفكير البناء وأنه هجمي لا يعيش إلا وفق غرائزة .. أليس هذا ما علمنا إياه الغرب عبر مؤلفاتهم وكتابهم الكبار؟! أليس هذا ما تجرعته الأجيال السابقة مع حليب الأم إن وجد! ومع حليب الوكالة..!! الذي منت علينا به الدول الأوروبية وأمريكا لهذا الشعب والشعوب العربية الجاهلة الجوعى...!
ويصر الصديق الصحفي المصري على نقل الصورة التي اختزنت في ذاكرته، من ميدان التحرير، ومنها مشاهدة سيدة مع رضيعها في ميدان التحرير برفقته جدتها وأولادها وأحفادها كما اختلطت. فتيات من المعادي والزمالك مع فتيات من الزاوية الحمرا والسيدة زينب ، يتزاملن بسهولة إنها الأخوّة.. إنها يا صديقي المقدسي مصر الحقيقية لا تلك التي يسوقها كثيرون ذريعة لبقائهم . كنا نظن الشباب المصريين في عالم افتراضي تشكله وسائل الاتصال الإلكتروني، وفوجئنا بهم في عالم واقعي يهزون نظاماً ظن العالم أنه لا يهتز.
هنا انقطع الاتصال الهاتفي مع الصديق، ويبدو أن كلامه لم يعجب البعض على الخط ...!! انقطع الاتصال ولكن ليس قبل أن يقول يا صديقي يبدو أننا نحن من يعيش في عالم افتراضي يتكون من شعارات صدقناها ودعاية اعتقدنا أنها حقيقية.
وللحديث بقية مع الصديق في ميدان التحرير