كرة القدم الكويتية على حافة الهاوية
يبدو أن أمجاد الكرة الكويتية التي صنعها باقتدار جيل السبعينات، وأكملها أبناء الثمانينات ستغدو أثراً بعد عين، وذلك بعدما قرر الاتحاد الدولي "الفيفا" تعليق الأنشطة الدولية للاتحاد الكويتي إلى أجل غير مسمى.
وأرجع "الفيفا" قراره بتجميد عضوية الاتحاد الكويتي نتيجة عدم التزام
الأخير بدعوة جمعيته العمومية للانعقاد من أجل إجراء انتخابات وفق نظامه
الأساسي المعتمد من الاتحاد الدولي، بسبب تدخلات الهيئة العامة للشباب
والرياضة في عمله.
ومن المقرر أن يشمل قرار الاتحاد الدولي حرمان جميع المنتخبات والفرق
الكويتية من المشاركة في المنافسات الدولية، كما سيحرم الاتحاد أيضًا من
إقامة المباريات الدولية على ملاعبه إلى جانب عدم تمويله من المخصصات
المالية التي يحددها الفيفا للاتحادات الوطنية.
وينتظر أن تطول تلك العقوبات أيضًا الأندية واللاعبين والحكام وكافة
التابعين لكرة القدم الكويتية، حيث سيترتب على ذلك عواقب وخيمة أبرزها
استبعاد الأندية الكويتية من المشاركة في كافة البطولات القارية، وهو ما
سيقذف بها فى عالم النسيان ليمحو آثارها الجميلة التى صنعتها فى السبعينات
والثمانينات.
يشار إلى أن الاتحاد الدولي سبق وأن أعطى مهلة لنظيره الكويتي من أجل
إجراء الانتخابات مطلع العام الماضي إلا أن الحال ظل على ما هو عليه دون
أن يلتزم الجانب الكويتي بما أسماه "الفيفا" بـ "خريطة الطريق".
من جانبه، برر الاتحاد الكويتي تعذره فى إجراء الانتخابات خلال المهلة المحددة له بسبب تزامن هذا المو
عد مع انتخابات الأندية الكويتية إلى جانب إتاحة الفرصة لمجلس الأمة
"البرلمان" لمراجعة القوانين الرياضية وتطابقها مع اللوائح الدولية.
وكان جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي قد صرح فى مؤتمر صحفي عقد بالاردن
أن رفع تعليق عضوية الاتحاد الكويتي مرهون بالتزامه بخريطة الطريق التي
وضعناها معا والكرة الآن في مرماهم.
يذكر أن فصول القضية تعود إلى الحادي عشر من شهر فبراير عام 2007، عندما
أصدرت الهيئة العامة للشباب والرياضة في البلاد، قراراً بحل اتحاد كرة
القدم بناءً على استقالة عدد من الأعضاء، وتعيين لجنة مؤقتة لإدارة شئون
الاتحاد.
وفور علم "الفيفا" بذلك أرسل لجنة لتقصي الحقائق، وبناءً عليه أصدر توصيات
بإعادة تشكيل لجنة مكلفة بإدارة شئون الاتحاد، بدلاً من رئيسها سليمان
العدساني، كما أصدر قرارًا أيضًا باقتصار عدد أعضاء مجلس الإدارة على
خمسة، وتشكيل لجان مساندة للمجلس.
ولم تلق تلك التوصيات قبولاً كبيراً بين أطراف نيابية وشعبية فى البلاد،
حيث اعتبروا ذلك تدخلاً في السيادة الكويتية، نظراً لأنه يتنافى مع
القوانين الصادرة عن مجلس الأمة والحكومة، وقاموا بإجراء انتخابات أسفرت
عن الاتحاد الحالي.
ولم يأخذ التدخل الحكومي بيد الكرة الكويتية نحو تصحيح مسارها واستعادة
بريقها المفقود على كافة الأصعدة خليجيًا وقاريًا، وإنما جاء وبالاً عليها
حتى أصبح المنتخب الأول خارج التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس
العالم بجنوب أفريقيا 2010.
ويؤكد القرار أن المسئولين في الكويت لم يتعلموا من دروس الماضي بعد مرور
21 عامًا، حيث اتخذ الاتحاد الدولي قرارًا مماثلاً عام 1986 بإيقاف النشاط
الكروي بالكويت، بسبب التدخل الحكومي الذي اتخذ قرارًا بحل الاتحاد
المنتخب برئاسة الشهيد فهد الأحمد وتعيين مجلس إدارة جديد برئاسة
عبدالعزيز المخلد واستمر عمل المجلس المعين عاما قبل انتخاب مجلس جديد.
وفي المقابل وصفت الأوساط الرياضة الكويتية القرار بأنه مخطط يهدف لتدمير
كرة القدم في الكويت لتصبح خارج عالم الكرة، حيث أكدت صحيفة "الجريدة"
العام الماضي أن هذا القرار يشبه الجريمة المنظمة للقضاء على الكرة في
البلاد.
يشار إلى أن كرة القدم الكويتية احتكرت بطولة الخليج في سبعينات وثمانينات القرن الماضي برص
يد 6 ألقاب من أصل ثماني بطولات، أعوام 70، 72، 74، 76 ، 82، 86 ، وتوجت
بكأس الأمم الاسيوية عن جدارة واستحقاق في عام 1980، وتأهلت الى نهائيات
كأس العالم 1982 باسبانيا وظهرت بمستوى جيد.
فى التسعينات لم تظهر بالشكل المستحق في النهائيات الآسيوية باستثناء ثلاث
ألقاب لكأس الخليج أعوام 90، 96، 98، بعد ذلك ومع مطلع الألفية الجديدة
بدأت مرحلة التصدع والانهيار بعدما ابتعدت عن منصات التتويج في بطولة
الخليج، وباتت مهددة في كثير من الأحيان بالخروج من النهائيات القارية.











































