عشية انطلاق كأس العالم التاسعة عشرة (جنوب أفريقيا2010 ) ومع بدء العد التنازلي لإطلاق شارة البداية لمباراة الافتتاح يوم 11/6/2010 في ملعب سوكر سيتي في مدينه جوهانسبرج في جنوب أفريقيا عمت العالم حمى البطولة الأغلى و الأكبر والتي أصبحت أكبر من مجرد حدث رياضي يتابعه الملايين كل أربع سنوات بل حدثاً سياسياً و إقتصادياً و إعلامياً هو الأبرز بإمتياز .

 وتكتسب البطولة هذا العام طعماً خاصاً و تحدياً كبيراً للقارة السمراء التي ستستضيف الحدث العالمي للمرة الأولى في تاريخها منذ انطلاق كأس العالم للمرة الأولى فى الاوروجواى عام 1930 فلا حديث في العالم و بالأخص في جنوب أفريقيا إلا عن الاستعدادات في البلد التي ارتبط اسمها بالزعيم التاريخي نيلسون مانديلا و مكافحة التمييز العنصري.

  وفي الأردن و بمجرد إسدال الستار عن عملية القرعة التي احتضنتها مدينه كيب تاون عاصمه جنوب أفريقيا في كانون أول الماضي , فقد تحولت أنظار الأردنيين نحو الكأس الذهبية وبالرغم من عدم مشاركة منتخبنا الوطني في أي من البطولات حتى الآن فقد حرص الأردنيون على متابعة كأس العالم منذ بدء بثه على شاشة التلفزيون الأردني في السبعينيات من القرن الماضي ومما يزيد في إضفاء أجواء البهجة والتفاعل مع كأس العالم تزامنه مع حلول فصل الصيف وموسم الإجازات.

 ولأن المونديال بمبارياته و نجومه و أجوائه أصبح محط إهتمام كبرى الشركات والمؤسسات التي تتنافس فيما بينها للحصول على مكاسب اقتصادية من خلال الترويج لخدماتها وسلعها المختلفه و ذلك بإستغلال نسب المتابعة العالية للمونديال من قبل الشعب الأردني, فقد قامت دائرة الإعلام في شركه إبسوس العالمية للدراسات و الأبحاث بإجراء دراسة موسعة لاستطلاع آراء الشعب الأردني عن منتخباتهم المفضله وترشيحاتهم للقب و تحليل تلك الآراء حسب الجنس و العمر و الحالة الاجتماعية و مستوى التعليم. كما شملت الدراسة جميع محافظات المملكه والتي تم تحديد العينات فيها حسب الثقل السكاني لكل محافظه مما وفر قاعدة معلومات إعلاميه و تسويقيه لكل المهتمين من وكالات دعاية و مؤسسات كبرى حيث تمكنهم من ربط نتائج الدراسة بالحملات الإعلانية في وسائل الإعلام المختلفة والمولات الكبرى وخاصه المسابقات والتي قد بدأ بعضها بالفعل وذلك في إطار التنافس المحموم لإستغلال هذه الفرصة التي لن تتكرر إلا بعد أربع سنوات من الآن في البرازيل 2014 .

 وقد كشفت نتائج الدراسة عن أن المواطنيين الأردنيين قد تكونت لديهم ثقافه كروية متميزة تراكمت عبر سنوات من المتابعة للبطولات القارية والعالمية إضافة لظهور قنوات رياضية متخصصة تعتمد في استديوهاتها التحليلية على نخبة من الأسماء في الوطن العربي والعالم.

 البرازيل في المقدمة و إسبانيا المفاجئة

 ما تزال البرازيل هي المنتخب المفضل لدى الأردنيين , فبحسب الدراسة أعلن 21.5% من الأردنيين نيتهم تشجيع منتخب السامبا البرازيلي كما توقع 26.6% منهم فوز البرازيل باللقب السادس بعد فوزهم به اعوم 2002,1994,1970,1962,1958 فيما احتل المنتخب الأزرق إيطاليا (حامل اللقب الحالي) المركز الثاني بنسبه 11.5 %  من المشجعين و توقع 11.6% من الأردنيين أن يفوز المنتخب الإيطالي باللقب الخامس بعد أربع ألقاب عالمية أعوام 2006,1982,1938,1934 وكانت المفأجاة التي كشفت عنها الدراسة أن المنتخب الأسباني والذي تخلو خزائنة من أي كأس عالم حتى الآن قد تحول إلى حصان البطولة الأسود بالنسبة للأردنيين فقد احتل المركز الثالث بنسبة المشجعين بحصوله على 8.1% و احتل المركز الرابع بترشيحات الحصول على اللقب بنسبه 7.7% وذلك في ظل الطفرة التي يشهدها الماتادور الأسباني بعد نشوة الفوز بكأس أوروبا 2008 على يد أبرز لاعبيه أمثال إنييستا و فيرناندو توريس وغيرهم, كما دلت نسب المتابعة العالية والاحتفالات التي أعقبت لقاء الكلاسيكو في الدوري الإسباني بين النادي الملكي ريال مدريد و النادي الكتالوني برشلونه على مدى الشعبيه التي تملكها الكرة الإسبانيه في الأردن.

  عمان الغربية لها رأي آخر

 أما منطقة عمان الغربية حيث تتركز دوائر الأعمال والمال في المملكه فقد كان لهم رأي آخر حيث احتل المنتخب الألماني العريق والحائز على ثلاثة ألقاب عالمية صدارة إهتمام فئة الشباب من 15-24 عاماً من الذكور في منطقة عمان الغربية حيث أبدى 31.6% من شباب عمان الغربية لفئة 15- 24 عاماً دعمهم للماكينة الألمانبة ويبدو أن نجاح أي حملأ ترويجيأ ستتوقف على آراء هذه الشريحة الهامة من شباب عمان الغربية الذين يبدوا انحيازهم واضحاً للمانشفت الألماني حتى أن بعض المقاهي و بالذات في منطقه الرابية قد أصبح أماكن مخصصة لالتقاء عشاق و أنصار ألمانيا.

 كما و أثبت المنتخب الأرجنتيني بقيادة الأسطورة مارادونا ونخبة من أبرز نجوم العالم على رأسهم ميسي أفضل لاعب في العالم لعام 2009 إنه ما زال يحتفظ بقاعدته الجماهيرية في الأردن و بالذات عمان الغربية بعد أن حقق المركز الثاني بالنسبة للفئة العمرية 15-24 عاماً بـ 15.8% متساوياً مع البرازيل وانجلترا .

النساء يفضلن بلد الموضه

 و من اللافت أيضاً أن كأس العالم قد أصبح بالنسبة للفتيات وبالذات في عمان الغربية طقس احتفالي أكثر منه رياضي فما إن تبدأ مباريات المونديال حتى تمتلئ مقاهي عمان الغربية بالمشجعات من الفتيات واللتي يضفين أجواء مختلفة من التشجيع و الحماسة على التشجيع في المباريات, ومازالت إيطاليا بلد الموضه و الجمال المنتخب المفضل لدى فتيات عمان الغربيه للفئه العمريه من 18-24 عاماً حيث بلغت نسبه مشجعات الازرق الإيطالي 42.9% ليحتل المركز الاول كما انه تصدر ترشيحات الفتيات في عمان الغربيه للفوز باللقب بنسبه 37.5% بالتساوي مع البرازيل.

 تحالف الإعلام و الرياضة في المونديال

ليس من الصدفه أن الاتحاد الدولي لكره القدم (الفيفا ) هو من أغنى مؤسسات العالم ويرى المراقبون أن كلمة السر هي الاعلام, فحقوق الرعايه و البث للمونديال اصبحت صناعه قائمه تدر المليارات على خزائن الاتحاد الدولي, بل يكفي القول ان عدد القنوات التي نقلت مونديال عام 2006 في المانيا بلغ 376 قناه حول العالم (في 214 بلد) وبلغ عدد المشاهدات مجتمعه 30 مليار مشاهده في القارات الست أي ما يقارب خمسة أضعاف عدد سكان الكرة الأرضية. ومعنى ذلك أن خلال ثلاثون يوم من نهائيات كأس العالم، تشاهد المباريات بمعدل خمس مباريات لكل أنسان على الكرة الأرضية.  وقد كان للمباراه النهائيه وحدها نصيباً بلغ 750 مليون متفرج وهي نسبه مشاهده خياليه توفر فرصه غير مسبوقه  للمؤسسات الكبرى ووكالات الدعايه و الإعلان لإبراز خططها التسويقيه وحملات الرعايه , وقد جاءت هذه الدراسه لتساعد الشركات الاردنيه على اللحق بركب نظيرتها في العالم للاستفاده من هذا الحدث بناءاً على احدث الاساليب العلميه في مجال التسويق في ظل تنامي نسب الانفاق الاعلاني في الاردن خلال الاعوام الماضيه.

 البرازيل تغرد خارج السرب في عمان الشرقيه و المحافظات

 وبحسب الدراسة، انفرد المنتخب البرازيلي بالصدارة في منطقة عمان الشرقية والمحافظات الأخرى في المملكة حيث احتل المركز الأول في عمان الشرقية بـ 24.8%  متفوقاً عللى أقرب منافسيه إيطاليا التي سجلت 11% كما كانت البرازيل اولاً من حيث الترشيحات للقب ب 26.9% كما إحتوت الدراسه على نسب المحافظات الاخرى و التي اكدت سطوه البرازيل في جميع المحافظات حيث حصدت البرازيل المركز الاول من حيث نسبه المشجعين في إربد 19% والزرقاء 21.3%  و البلقاء ب 22.5% و المفرق 22% و جرش 26.7% و محافظات الجنوب 13.3% ولم تشذ عن القاعده سوى محافظة عجلون التي حققت فيها فرنسا المركز الاول ب 15% ومحافظة مادبا التي جاءت فيها الارجنتين اولاً ب 25%.

تعاطف مع ممثل العرب الوحيد في المونديال

 لم تؤثر الاحداث المثيره للجدل التي رافقت مباراة المنتخب الجزائري و شقيقه المصري في تصفيات كأس العالم على دعم و تعاطف الاردنيين مع منتخب الخضر في ظهورهم الثالث بعد مونديال 1982 في اسبانيا و 1986 في المكسيك وفوزهم التاريخي عام 1982 على المانيا الغربيه 2/1 فما زالت الصوره المشرفه التي رسمها  محاربو الصحراء حاضره في أذهان من عاصروا الجيل الذهبي امثال الاخضر بللومي و رابح مادجر وهذا ما يبرر الشعبيه الجارفه للمنتخب الجزائري للفئه من عمر 45-55 فما فوق حيث حلت الجزائر ثانياً يعد البرازيل بنسبه تشجيع بلغت 7.9% بل ان شعبيه الجزائر بلغت اوجها لهذه الفئه العمريه في محافظات الجنوب ( معان, الكرك , الطفيله, العقبه) حيث حلت اولاً بنسبه بلغت 14.3%.

ومن الجدير بالذكر ان شركه إبسوس العالميه للدراسات و الابحاث التسويقيه تعد من الشركات الرائده على مستوى العالم في مجال الدراسات و الابحاث حيث تعمل من خلال مقرها في العاصمه الفرنسيه باريس و مكاتبه المنتشره في 65 بلد في العالم والشرق الاوسط ومن ضمنها الاردن على تفعيل نظم إتخاذ القرارات و الخطط التسويقيه بناءاً على اساليب إحصائية متطورة إضافه لما تقوم به دائره الاعلام من دراسات سنويه و دوريه لقياس اراء و إتجاهات الشعب الاردني في وسائل الاعلام ونسب المتابعة و المشاهدة و مدى تفاعل الجمهور مع وسائل الاعلام المحليه و العربيه.