قطاع الاتصالات .. اين خدمة الجيل الثالث؟

الرابط المختصر

امام ما تحقق وما نطمح اليه يبرز السؤال الذي تؤسس له المقارنة.

 

اين وصل التطور في هذا المجال؟ وبحكم متابعاتي المستمرة لقطاع الاتصالات ونشاطاته، يمكن القول أن هنالك حراكاً نشطاً يتم حالياً للانتهاء من ترخيص خدمات الجيل الثالث من الاتصالات المتنقلة من خلال إما التوصل إلى صيغة مناسبة و متوازنة لعوائد ترخيص هذه الخدمات مع الشركات القائمة لإدخالها للمملكة بأقرب فرصة ممكنة، أو إعادة طرح لعطاء الجيل الثالث بصيغة جديدة تضمن مشاركة عدد لا بأس به من الشركات المحلية و الإقليمية.

وبكل الأحوال ، فإن هنالك تصميماً واضحاً لدى هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بأن يتم ترخيص هذه الخدمات في أقرب فرصة ممكنة ووفق عملية شفافة و واضحة تحظى باحترام الجميع.

على أنه من المناسب الإشارة هنا أن الهيئة، كانت قد بدأت بإجراءاتها لترخيص هذه الخدمات منذ حوالي سنتين، وقد شملت هذه الإجراءات الترتيبات اللازمة لإخلاء حزم الترددات المعنية من استخداماتها الحالية و إجراء دراسات اقتصادية للوقوف على قدرة السوق لاستيعاب مشغلين جدد، إلا أن الطلبات المتكررة لتمديد فترات الاستشارات العامة المتعلقة بالعطاء وطلبات تأجيل طرح العطاء الواردة من المعنيين في القطاع و تجاوب الهيئة مع تلك الطلبات و ما صاحب ذلك من أزمة مالية واقتصادية عالمية أدى إلى تأخير ترخيص هذه الخدمات.

وعودٌ على نشاط القطاع والذي يلقى اهتمام وتوجيه جلالة الملك المعظم، فالتقرير السنوي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات لعام 2008 و التقارير و البيانات و الإحصائيات الأخرى التي تصدرها الهيئة بين فترة و أخرى تشير إلى تسجيل نمو سنوي وانجازاتٍ لم تأت من فراغ، فالمتابع للأرقام و الحقائق يلاحظ أن إيرادات الخزينة من هذا القطاع كانت عام 2005 حوالي 260 مليون نمت عام 2006 لتصل إلى 290 مليون و إلى 320 مليون دينار عام 2007 و وصلت عام 2008 إلى ما يزيد عن 365 مليون دينار وبنسبة نمو بلغت 40% خلال 3 أعوام، أما أجمالي إيرادات القطاع فقد نمت من 755 إلى 1008 مليون دينار بين نفس العامين (2005-2008) ونسبة نمو بلغت 34% أيضاً.

اما الحديث عن نسبة انتشار خدمات الاتصالات المتنقلة فقد ازدادت من 57% إلى 91% وكذلك نسبة انتشار خدمات الانترنت التي ازدادت من 13% إلى 26% بين نفس العامين، إضافة إلى انخفاض ملحوظ على اسعار خدمات الانترنت و انخفاض أكبر على اسعار الخدمات المتنقلة لا مجال لاستعراضها.

أما الحديث عن ادخال خدمات جديدة و بيئة تنظيمية جاذبة فقد تجلت وكما أشارت نفس التقارير إلى إدخال خدمات ما يسبق الجيل الرابع (الوايماكس) و دخول خدمات الصوت عبر برتوكول الانترنت والتشريعات اللازمة لدخول مشغلين افتراضيين، حيث كان الاردن الاسبق عربياً في التعامل مع هذه القضايا كافة، إضافة إلى زيادة مستوى المنافسة وعدد المتنافسين في مجموعة من الخدمات أهمها مزودي السعات الدولية لشبكة الانترنت ومقدمي الاتصالات الدولية ومزودي خدمة الانترنت وغيرها.

وبالرغم من تلك الأرقام و الوقائع التي تتحدث عن نفسها فإن لغة الرضا عن الذات هي لغة غير مستخدمة في تلك التقارير والبيانات في حين أن هنالك استخداما واضحا للغة التخطيط والتنفيذ بوتيرة عالية وبنبرة هادئة لجملة من المشاريع الهامة والطموحة أبرزها تحقيق نسبة انتشار عالية للإنترنت تصل وتزيد عن 50% خلال العامين القادمين من خلال إجراءات ستساهم وقبل نهاية العام في انخفاض اسعار الإنترنت للمواطنين لتصل إلى عدة دنانير فقط وخاصة للسرعات الدنيا إضافة إلى مجموعة من المشاريع الاستراتيجية للعامين المقبلين تتعلق بالحيادية التقنية و اعادة استخدام الترددات و الاعداد لتقنيات الجيل الرابع من الاتصالات المتنقلة و الانتقال إلى البث الرقمي للمحطات التلفزيونية والإذاعية والاندماج ما بين الخدمات وغيرها من المشاريع وفق أفضل الممارسات العالمية وبشكل يزامنها أو يتبعها بفاصل زمني مدروس.

و قد لا يستطيع من لا يتابع مثل هذه التفاصيل أن يرى الصورة بجمالية المتابع القريب بعينه المجردة.