قصص لمعتقلين أردنيين في سوريا ترويها أمهاتهم

قصص لمعتقلين أردنيين في سوريا ترويها أمهاتهم
الرابط المختصر

الحديث عن ابنها يتلازم دوما مع الدموع وتهدج الصوت..كيف لا وابنها يدخل عامه الـ 22 في السجون السورية بدون تهمة.
ذكريات عن أيام ابنها..خرجت من قلب أم عاصرت حدث اعتقاله لسنوات وسنوات.. "يا رب أن يصل صوتي إلى جمال ويدرك مدى المعاناة التي أعانيها بغيابه....لم أر يوما حلوا بعد اعتقاله، لن أنسى فلذة كبدي... جمال...عمري".

جمال وهذه القصة!
جمال محمود تيم، أوسط أخوته، وقد عاش في كنف عائلة مكونة من 6 أفراد، وقد اعتقل عام 1986 من قبل المخابرات السورية، فمنذ تلك السنة وهو لا يزال قابعا في السجون السورية.

22 عاما، كانت كفيلة بحفر اشد وأقصى المعاناة في قلب أم جمال، لعدم معرفتها تفاصيل عنه"..والتساؤلات كانت الحال الدائم لأم جمال.."هل مازال ابني على قيد الحياة؟ هل وافته المنية؟ هل يأكل وينام مرتاح؟"

وتضيف "لا أريد شيئا إلا أن اعرف إذا كان ابني على قيد الحياة أم لا، ويكفينا معاناة... ارحمونا! أريد أن تهدئ النار في قلبي، لو كان عند اليهود واعتقل مؤبد لكان قد خرج وحصلت على أخباره على الأقل".

وتتذكر تلك اللحظات التي رافقت اعتقاله" في آخر سنة دراسية له ذهبنا لزيارته إلى سوريا حيث يدرس هندسة مدنية، فقلت له:يا ابني تعال معنا ويكفيك دراسة، أجابني: لا يا أمي سأنهي دراستي وسألحق بكم عند انتهاء امتحاناتي، وبعد انتهاء الامتحانات، انتظرته طويلا ولكنه لم يأت...وعندها قلبي بدأ يخفق".

"ومن ثم تلقينا خبر من احد أصدقائه أن جمال قد اعتقل".

وتابعت.."ولم اصدق خبر اعتقاله أبدا".

لماذا اعتقل جمال وما هي تهمته؟!
تقول أم جمال: " بحسب ما قيل لي فان جمال قد اعتقل بتهمة إيواء احد أعضاء جماعة إخوان المسلمين في منزله، وهذا مستحيل فان جمال ليس له أي علاقة بالأمر".

زيارة بعد 6 أشهر!
محاولات جاهدة قامت بها عائلة جمال من أجل زيارة ابنها، وبعد المحاولات فقد سمحت المخابرات السورية بزيارة واحد "يتيمة" فقط لا غيرها.

" كل ما أتذكر جسده وآثار التعذيب عليه... لا أستطيع النوم أبدا "..تتابع أم جمال حديثها: " رغم سماعي عن قسوة السوريين كنت مصممة على زيارة ابني، وحصلنا على أذن بزيارته وكان قد مضى على اعتقاله سوى 6 أشهر وعندما رؤيته قلت له: ماذا فعلت لماذا أنت هنا؟ أجابني: لم افعل شيء صدقني".

وتضيف:" قلت له سنحاول زيارتك مرة أخرى في العيد، قال لي وقتها ابني لا داعي سأخرج قبل العيد، مازالت حتى الآن انتظر خروجه".

بعدها تنقل جمال من سجن هناما إلى سجن تدمر، وفي كل عيد تذهب عائلته إلى سوريا وتقف على باب سجن تدمر أملا بخروج ابنهم أو بحلم الزيارة.. "حاولنا أن نحصل على زيارة أخرى فقد حصلت على أذن من محامية بزيارة ابني وقد تمت الموافقة وعندما وصلنا إلى السجن اخذوا جوازات سفرنا وبعد مدة جاؤوا إلينا وقالوا طلبكم مفروض ومنذ ذلك الحين لا أمل بلقائه!".

قصة المعتقلين الأردنيين في سجون السورية واحدة وتتشابه في المعاناة، والسبب الذي يعتقلون لأجله "مجهول"! فهل مازالوا على قيد الحياة!

قصة أخرى!
خالد أبو صبيح أردني الجنسية، اكبر أخوانه وهو من أسرة مكونة 8 أفراد، وقد درس هندسة المعادن في تركيا، واعتقل عندما كان عمره آنذاك 22 عاما سنة 1986 من قبل المخابرات السورية وتنقل من سجن المخابرات إلى سجن المزه ومن ثم إلى سجن صدنايا.

تسرد والدة خالد كيف اعتقل.." ابني قدم إلينا في 18-1-1986 لزيارتنا في 5-2-1986 كانت آخر مكالمة بيني وبين خالد، حيث تم اعتقاله وهو قادم من تركيا عبر الحدود السورية واعتقل في حلب".

أخباره من هنا وهناك
تتابع أم خالد حديثها: " احد الأشخاص المعتقلين مع ابني خرج من المعتقل وعندما علمت بالأمر قررت أن التقي به لأسمع أخبار منه قال لي أن ابني بخير ولا يزال على قيد الحياة".

هذه الأخبار المقتضبة أنعشت قلبها عندما علمت انه مازال على قيد الحياة.

التهمة مجهولة!
تقول: "لا اعرف لماذا اعتقل ابني، وأنا كما اعلم انه ليس لديه أي توجه سياسي، ومنذ لقائه مع هذا الشخص لا املك أي معلومة جديدة عنه إلا انه متواجد في سجن صدنايا".

والدة خالد سعت تعيش على أمل رؤيته يوما ما والأمنية "رؤية ابني الذي حرمت منه 22 عاما"!.
والأمنيات خير جليس للأمهات..وتقول أم خالد :" أتمنى من المسؤولين أن ينظروا بحالنا وما نحن عليه الآن، أتمنى أن يفرج عن ابني لاضمه بين أحضاني ، فانا لن أنسى خالد مهما حييت فهو دائما في بالي".

أم جمال وأم خالد، قصتان للأمهات حرمن من لقاء أبنائهن لأكثر من 22 عاما ، والمئات من العائلات تنتظر أن تفتح السجون السورية أبوابها المغلقة على أبنائهم ويتحرروا من عذابات سنين من الظلم والقهر والسجن بدون سبب وإن كان هناك من أمنية فهي "معرفة أحوالهم إذا كانوا على قيد الحياة" فهل من مجيب لهم؟

أضف تعليقك