قصة محمد وقطرات المطر

قصة محمد وقطرات المطر
الرابط المختصر

لقطرات
المطر على صفيح الزينكو المتآكل وقع خاص على محمد طوال أعوامه الـ34، هي ليست
بالضرورة "رومانسية".فهذه
القطرات لا تكتفي بطرق السقف الصدئ لبيت محمد في مخيم الحصن، بل تخترقه لتشارك
محمد و بناته الثلاثة فراشهم المتواضع، وتحيل دفء العائلة الى برد لا يطاق.


قصة
محمد مع قطرات المطر لا تختلف عن قصتها مع العجوز أبو قطيش، فكلاهما في الهم سواء.
دخلنا بيت أبو قطيش الذي تسللت له بعض قطرات المطر من الثقوب المنتشرة في السقف،
لم نجد شيئاً نجلس عليه سوى فرشة متواضعة ملقاة على أرض البيت المشققة، أطلت منها
بعض الأعشاب متحدية الأرض الإسمنتية.



المنازل
في المخيمات متلاصقة وتتراوح بين المتشقق جدرانها والآيلة للسقوط و وبعضها مغطى
بصفائح حديدية تشكل كابوسا لساكنيها في فصل الشتاء.


ويعاني
سكان المخيمات في الأردن من سوء الأوضاع الاقتصادي وتدني خدمات البنية التحتية
فيها, وتتسم المخيمات في الأردن بضيق الشوارع والممرات والأزقة وانخفاض نسبة
المعبد منها وانتشار الحفر والقنوات التي تتجمع فيها المياه العادمة وكثرة الشقوق
والبالوعات المكشوفة التي تشكل مصدرا دائما للتلوث وتجمعا للفئران والجرذان
والضفادع وغير ذلك من قوارض وحشرات مؤذية.



وما
زالت حوالي 15% من مساكن المخيمات مسقوفة بالصفيح ( الزينكو)، وبعضها
"براكّيات" مشيدة بالكامل من الصفيح والكرتون المقوى وما شابه .


لكن
ماذا يريد ساكنو المخيمات؟ مطالبهم بسيطة! يريدون غطاء بلاستيكي يحمي منازلهم المتواضعة
من سخط المطر يقول محمد" لم احصل على مشمع يحمي سقف منزلي، ويحمي أطفالي من
البرد لقد توجهت الى لجنة تحسين المخيم التي تقوم بتوزيع هذه المشمعات ولم يعطوني
على الرغم ان العديد من العائلات التي حصلت على هذه المشمعات لم تكن
بحاجتها".


والوضع
ليس بأفضل مع محمود 39 عاما من مخيم حطين الذي منعته الأمطار من السكن في منزله
بعد ان أحالته الى بركة كبيرة من المياه ويقول" إذا أمطرت السماء هذا يعني ان
اترك بيتي واذهب لأنام أنا وزوجتي وطفلي الرضيع عند أقارب لنا، لان الوضع لا يطاق
فالبيت لا يصلح للسكن بسبب مياه الأمطار فصل الشتاء جحيم بالنسبة لنا. والمشكلة أنا
لا املك ثمن مشمع يمنع مياه الأمطار عني".



الجهات العاملة في المخيمات حاولت تبييض صفحتها فيما
يتعلق بتحسين الظروف المعيشية لساكني المخيمات، ويقول مدير عام دائرة الشؤون
الفلسطينية وجيه عزايزه بخصوص توزيع المشمعات " نحن عملنا على موضوع توزيع
المشمعات من سنتين حيث تم بناء كل البيوت الي سقوفها من الزينكو في مشروع بناء
المسكان حيث اننا نقوم ببناء غرفة باطون لكل مواطن غرفته مكن زينكو وأما المشمعات
حل مؤقت لحين ان يصله دور البناء نقوم بتغليف البيت بغلاف بلاستيكي وهذا التوزيع
يكون عن طريق اللجنة أو عن طريق مكاتبنا في المخيمات".




أما عن ظروف
المخيمات في فصل الشتاء يقول "كنت متابع لموضوع المطر في الفترة الأخيرة ولم
تصلنا شكاوي محددة عن أي بيت تعرض للأذى. نحن قبل المنخفض الأخير كان هناك تعليمات
لكل المخيمات كان هناك صيانة لكل المناهل الموجودة.محركات سحب المياه جاهزة احتياطا
لأي منطقة يمكن ان يحدث فيها ارتفاع في منسوب المياه ".


ويتابع "النقود المخصص لدائرة الشؤون الفلسطينية
زيدت الضعف ارتفعت لمليون دينار توزع على اللجان هذه المصاريف لا تشمل البنية
التحتية لأنها تقوم بها دوائر الدولة المختلفة كما مناطق المملكة المختلفة
كالكهرباء والمياه والمجاري وزارةالاشغال
العامة تعاونت معنا في إيجاد خلطات إسفلتية بقيمة 300 ألف دينار إضافة للموازنة
المخصصة وكالة الغوث مسؤولة عن برنامج الصحة والتعليم نحن كدائرة نقوم بالتنسيق
بين كل الجهات المعنية في المخيمات".



وأقام
اللاجئون الفلسطينيون إلى الأردن، قبل إنشاء المخيمات، في الأماكن العامة مثل
المساجد، والمدارس، والكنائس، وفي الكهوف، وعلى جوانب الطرق. وفي عام 1950م بدأت
منظمة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بتقديم خيام إلى اللاجئين نصبت في
المناطق التي أصبحت تعرف باسم "المخيمات الفلسطينية". وقد أقيمت هذه
المخيمات على أراضٍ حكومية أو أراضٍ ذات ملكية خاصة استملكتها الحكومة الأردنية من
أصحابها، ولاتزال تدفع قيمة أجرتها السنوية حتى اليوم من أموال الخزينة العامة.




يوجد
في الأردن اليوم 13 مخيمًا فلسطينيًّا، تقدم وكالة الغوث الدولية خدماتها في 10
منها فقط هي مخيمات: جبل الحسين، الوحدات، الطالبية، الزرقاء، ماركا (حطين)، إربد،
الحصن (الشهيد عزمي المفتي)، البقعة، جرش، ومخيم سوف، في حين تتولى الحكومة
الأردنية مهمة الإشراف بالكامل على المخيمات الثلاثة الباقية، وهي مخيمات: مأدبا
(حنيكين) حي الأمير حسن، ومخيم السخنة؛ كذلك تقدم الحكومة الأردنية خدمات مباشرة
وغير مباشرة في جميع هذه المخيمات.

أضف تعليقك