قراءة فـي درع اتحاد كرة القدم
خرجت المراحل الثلاثة التي انقضت من عمر بطولة درع اتحاد كرة القدم بتصور اقرب لما ستكون عليه المواجهة النهائية، رغم ان للحديث بقية وقادم المباريات اصعب.
وبعيدا عما الت اليه نتائج المرحلة الثانية والتي تقاسمت فيها الفرق الصدارة بفوارق تهديفية سواء في المجموعة الاولى او الثانية فان المرحلة الثالثة حملت مؤشرات هامة خاصة في ظل وصول الفرق الى النقطة السابعة التي اعلنت الانفراد بالصدارة.
الفيصلي حقق فوزا كبيرا على الحسين 4/1 ومضى يتطلع بشوق للدرع فيما الحسين ظهر في غير وضعه ويحتاج وقتا لترتيب الاوراق، وسقط الوحدات حامل اللقب امام اليرموك بنتيجة 0/1 وبدا ان الاخضر يعاني من التغيير وعدم الثبات في حين اثبت اليرموك انه قادر على لعب دور مؤثر، اما البقعة والكرمل فخرجا متعادلين في مواجهة كان فيها التوازن مفقودا لتكون القسمة عادلة بالنتيجة 2/2.
الفيصلي حلق وحيدا في صدارة المجموعة الاولى بسبع نقاط وتقاسم البقعة واليرموك والوحدات والحسين على التوالي المركز الثاني برصيد 4 نقاط بفارق الاهداف اما الكرمل فيبدو انه ابتعد عن اطار المنافسة فالنقطة لاتروي الظما فنظام البطولة قاس.
اما المجموعة الثانية فحملت فوزا صعبا لشباب الاردن على اتحاد الرمثا 1/0 بقذيفة بعيدة متاخرة فعكست النتيجة حالة من الاستهتار بحاجة الى مراجعة، وخرج الجزيرة بفوز مثير على الرمثا 2/1 في نتيجة لم تعكس المعطيات على ملعب السلط الذي شهد ولادة جديدة للحارس حماد الاسمر، فيما كان كفرسوم يضع اول ثلاث نقاط في رصيده بتغلبه على العربي 2/1 ليضيع العربي فرصة الصدارة.
الجزيرة وشباب الاردن تقاسما الصدارة بسبع نقاط فيما تواجد في المركز الثاني كلا من العربي والرمثا برصيد 4 نقاط لكن فارق الاهداف اوجب الترتيب في حين لكفرسوم 3 نقاط واتحاد الرمثا لم يفتتح الرصيد بعد وهو خارج المنافسة رسميا.
الفيصلي-الحسين
ما قدمه الفيصلي امام الحسين يستحق الذكر، فهو فرض اسلوبه ودرس منافسه عن قرب وحقق الاسبقية باقدام زامبية عبر كوندا ولم يكتفي عند هذا الحد فالحصار كان واضحا والعمليات الهجومية متنوعة ومركز العمليات حيث حسونة الشيخ اثبت حضوره ومارس دوره على اكمل وجه فصنع الفارق وكلل جهوده بهدف.
الحسين لم يحسن التعامل مع المعطيات وبدت خطوطه متباعدة والتنسيق بينها بعيد عن الواقع والعمليات الفردية لم تجد نفعا ووقع الخط الخلفي تحت ضغط المهاجمين وارتكب الاخطاء ومن احدها سجل الفيصلي عبر ركلة جزاء قد تكون وداعية من حاتم عقل قبل الاحتراف الخارجي في السعودية كما زار عبد الاله الحناحنة الشباك وذلك في غضون دقيقتين كان لعنصر المفاجأة فيهما وقعه على الحسين، وللانصاف فان حارسه الشطناوي برز بشكل لافت قياسا بالتهديد المباشر للازرق.
المحصلة النهائية اكدت ان الفيصلي بات يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في العودة للبطولات اعطت مؤشرا على اهمية ثبات التشكيل لكنها لم تمنح الجهاز الفني ثقة في تجربة عناصر جديدة لتأكيد توافر البديل الجاهز، وبالنسبة للحسين فانه ما يزال في طور التحضير وان كان الدرع مطلبا لكن يبدو ان نظرة الفريق مستقبلية بعيدة المدى والهدف الاني هو مايطلق عليه ''الاحلال والتبديل'' وصولا الى التشكيل الامثل خاصة بوجود محترفين بحاجة الى فترة اطول للتجانس مع باقي اللاعبين بذات الوقت.
الوحدات - اليرموك
لا اعذار نجدها للوحدات حامل اللقب فيما قدمه ونرفع القبعات احتراما لليرموك على الواقعية التي دخل بها المواجهة قبل ان يصل لهدفه في وقت قاتل.
الوحدات بدا هزيلا من حيث الاداء وافتقد ميزته المعهودة بالحماس والروح القتالية والاندفاع والقوة الهجومية الفاعلة فالتشكيل غريب والتبديل ضعيف والمراكز جديدة والخطوط فيها تقاطع: الردايدة في الميمنة ويستبدل بالشاطر ''حسن'' في وقت منتهي وذيب في غير موقعه أرهق في سعيه لتعويض الفراغات وعبد الحليم يحاول ايجاد المساحات للتسديد وهو بعيد عن مركزه وهي نقطة يتحملها الجهاز الفني فالفريق الذي كان يسجل ويضيع العديد من الفرص في وقت مضى عجز عن التهديد وايجاد الحلول.
اليرموك كان واقعيا ومنطقيا واستخدم اسلوب ''الكر والفر'' في التعامل مع قوة الوحدات ''المفترضة'' وهاجم من الاطراف مستغلا سرعة البرغوثي وبراعته في المواجهات الفردية والعمليات في العمق كانت تسير كما يشتهي الفريق بوساطة سعيد وكلما مضى الوقت كان التوتر يظهر على الاخضر فيما الهدوء والانضباط بات ملازما لليرموك ويسجل لعبد الكريم نجاعة التبديلات التي ادخرها لوقتها فهو استهلك قوى الوحدات ودفع باسماعيل ومن قبله هاني والابرز ياسين البخيت الذي شكل كلمة السر فالسرعة كانت مطلوبة في النهاية وهو ما فعله ''القناص'' في توقيت صعب فدخل من قلب الميسرة وسدد بالشباك هدفا احرج به حامل اللقب وتركه وانصاره في حيرة وبالمقابل كسب اليرموك نفسه واعلن حضوره فالنتيجة هي الفيصل في النهاية.
البقعة - الكرمل
الاداء الهجومي حينما يقترن بالتسجيل تكون الاثارة حاضرة وهو ما قدمه البقعة والكرمل على ستاد البتراء.
تقاسم الفريقان السيطرة وساعد احدهما الاخر، البقعة استلم المبادرة وسجل هدفه الاول والكرمل انطلق في الثاني وسجل هدفين عادل بهما الكفة بعد ان كان البقعة يعزز تقدمه بالثاني ايضا.
عمليات البقعة فيها ثقة وجراة وقدرة على التكيف مع المنافس واللاعبون يملكون حماسة كبيرة لكن دون ثبات فالفريق اكد علو كعبه في 45 دقيقة وشكل اسامة ابو طعيمة والهداف محمد عبد الحليم عامل تفوق فكانت زيارة الشباك قادمة لامحالة وحدثت في موقفين احدهما من ركلة جزاء اثارت العجب، لكن البقعة تراجع ومنح الكرمل فرصة التقدم والتسجيل مرتين وبذات الاسلوب حيث جاء الاول من ركلة جزاء ايضا للعباسي في حين سجل توهان التعادل ولو قدر للاجواء ان تكون مناسبة لخرج الكرمل فائزا في الوقت المبدد!
الكرمل وقياسا بما قدمه في النصف الثاني فانه اعطى ملامح واضحة على التشكيل الامثل ليكون حاضرا في مقتبل المباريات فالموسم في بدايته والقيادة الفنية حديثة والاسماء فيها تحديث لكن الفريق يعاني من انخفاض منسوب اللياقة البدنية وهو امر بحاجة الى مراجعة قبل ايلول ونقصد انطلاقة كبرى البطولات - دوري المحترفين-.
النتيجة التي الت اليها المواجهة عادلة ومنصفة ومؤثرة خاصة للبقعة الذي يطمح بالوصول الى المشهد النهائي، اما الكرمل فانه نال نقطة من فريق ليس بالسهل واثبت انه قادم فلننتظر.
الجزيرة - الرمثا
فعل الرمثا كل شيء وسجل لكن دون نقاط وقدم الجزيرة ما في جعبته وسجل مرتين وكسب النقاط الثلاث.
الكرة انتقلت بين اقدام لاعبي الرمثا كما لم تنتقل من قبل والحماس كان واضحا والاندفاع الهجومي هادر والروح المعنوية عالية وهنا يحسب للمدرب محمد الخزعلي اخراج اللاعبين مما فعله المدير الفني ''بيجا'' بالمغادرة فكانوا عند الثقة والمسؤولية الملقاة على عاتقهم وان لم يحققوا الفوز فانهم قدموا اداء عال المستوى اكدوا فيه ان الرمثا عائد بثوب ''ايطاليا'' وهو اللقب المحبب للفريق وانصاره.
سرعة الاداء الرمثاوي شكلت مفتاح التفوق لكن الحارس حماد الاسمر كان في قمة حضوره الذهني ومنح الجزيرة ثقة كبيرة في التقدم فجاء التسجيل عكسي بكرة ثابتة كسرت المصيدة ''التسلل'' وسقطت على رأس عمران الى الشباك، فتنفس الجزيرة الصعداء وعمد الى التغطية وتأمين المنطقة الخلفية.
الرمثا بقي صاحب المبادرات والجزيرة يلعب على الاخطاء وكان لابد من التسجيل للتعديل وتمكن الرمثا من تحقيق هدفه الاولي واعاد المباراة الى نقطة الصفر لكنه سرعان ما عاد للتأخر بهدف في اقل من دقيقة واحدة عبر محترف الجزيرة السوري ''العمير'' في دلالة على فقدان التركيز في لحظة مؤثرة.
النتيجة النهائية تلونت بالاحمر على عكس المجريات، ان صح التعبير، وقدمت الرمثا بثوب جديد سيكون له وقعه في قادم الايام واعطت مؤشرا على ان الجزيرة ما يزال يحتاج للمزيد في ظل قيادة فنية حديثة، وان كان النقاط هي الاهم فان التحضير للقادم هو الاهم.
شباب الاردن- اتحاد الرمثا
لم يكن يدرك شباب الاردن ان مهمته ستكون صعبة امام اتحاد الرمثا، ولربما مسحة من الثقة تسربت الى نفوس اللاعبين على اعتبار ان المنافس غير متمرس، وهذا ليس انتقاصا من اتحاد الرمثا بل وصف لواقع لكن اتحاد الرمثا اثبت العكس واكد ان لا كبير وصغير في عالم الكرة المستديرة وان العطاء داخل المستطيل الاخضر له الحكم النهائي حتى وان كان الشكل الدفاعي هو الغالب.
اندفع شباب الاردن وتدخل القائم امام الصيفي الذي حاول جاهدا التسجيل قبل المغادرة الى اليونان في تجربة خارجية، لكن الفريق بشكل عام افتقد للاسناد وحين اقترب من المنطقة المحرمة كان الزيود والمدافعين بالمرصاد.
اتحاد الرمثا كان يعلم قوة المنافس وهو اعد الخطة المناسبة واغلق دفاعاته وعمد الى استهلاك الوقت في التمرير العرضي قبل المغامرة على فترات في العمليات الهجومية العكسية وانتهى المشهد الاول دون ان تهتز الشباك وهذا ما اراده اتحاد الرمثا دون ان يعجب الامر شباب الاردن فاخذ يهاجم دون تركيز وكان التسديد العشوائي حاضرا في ظل نجاعة التغطية الدفاعية لاتحاد الرمثا الذي كان قريبا من الخروج ولو بنقطة تغذي الرصيد لكن حارسه الزيود لم يحسن التعامل مع قذيفة الشرايدة فاخذت يديه واستقرت في الشباك.
في اروقة اللقاء دلالات على ان اللاعبين لم يدخلوا بعد في جو المنافسة وهذا ما يخص شباب الاردن على عكس اتحاد الرمثا الذي ظهر بشكل مقبول مبدئيا بانتظار تنظيم الصفوف لدخول معترك المنافسات القادمة.
كفرسوم - العربي
التكافؤ عنوان المواجهة والاداء فيه فاعلية وانفتاح دون قيود والعزم بدا واضحا على التسجيل منذ البداية.
كفرسوم كان اجرأ وبدت خطوطه متناغمة وان لم يصل الى المستوى المامول بعد، وفي تحركات لاعبيه نشاط ملحوظ خاصة من الاطراف لكن العودة للتغطية الدفاعية مصدر قلق.
العربي بدا في غير وضعه قياسا بما قدمه سابقا واوراقه تبعثرت فغابت الجماعية واقتصرت الامور على محاولات فردية لم تحدث اثرا وفي الدفاع خلل واضح جراء تقدم الظهيرين.
بين طيات اللقاء وضح ان لياقة المنافسات ما تزال في بداياتها وهنا فان كفرسوم تعامل وفق توزيع الجهد فسجل بالاول، وواصل نشاطه على فترات في الثاني الذي ظهر فيه العربي كمن استوعب الدرس فضغط وتقدم واجبر كفرسوم على التراجع قبل ان يتراجع هو نفسه بعد احرازه التعادل لتعود الامور كما كانت عليه واحدثت التبديلات تحسنا في كفرسوم خاصة من قبل ثابت عبيدات في الوقت الذي ارتبك الخط الخلفي للعربي، وارتكب اخطاء فتعددت الكرات العرضية، ومثلها الانطلاقات العميقة ومنها جاء الحل عبر ركلة جزاء نفذها عبيدات، وطار بنقاط ثلاث هي الاولى لكفرسوم فيما فوت العربي فرصة الصدارة.
الفريقان قدما اوراق اعتمادهما في الدرع عبر ثلاثة مراحل وهما ينظران الى البطولة بمثابة التحضير الحقيقي قبيل الدوري، وان كان هذا حالهما فانهما سيلعبان دورا مؤثرا بالتأكيد لكن شريطة تنظيم اكبر للصفوف والتاكيد على ضرورة الانضباط التكتيكي والابتعاد عن حالة الشرود الذهني خاصة في الحالة الدفاعية مع ضبط الاعصاب.











































