قراءة اولية لشعارات المرشحين : حضور لافت للهم المحلي

الرابط المختصر

تركزت شعارات مرشحي مجلس النواب السادس عشر بمجملها والتي انتشرت منذ الصباح الباكر على الميادين والجزر الوسطية على الهموم والقضايا المحلية والخدماتية وتحقيق العدالة والمساواة. فمن بين يافطات تناولت مجانية التعليم والصحة الى المساواة في الواجبات وصولا الى الاصلاح, ثمة شعارات اولت اهمية قصوى للاقتصاد الاردني والمواطنة والحرية.

وبين اليافطات التي تركزت في شوارع رئيسية وانتفت من الفرعية منها نجد يافطات ارتأى اصحابها من المرشحين ان يكون شعارها (بلا شعارات), اذ عقبت الطبيبة العشرينية اماني شقير على تلك اليافطات بقولها : هذا (اللاشعار) جديد ضمن ادبيات الشعارات الانتخابية السابقة او التي اعتدنا عليها لكنه ربما يعبر عن واقعية المرشح اكثر مضيفة : على أي حال نتمنى ان يكون بالمجلس النيابي المقبل من هو قادر فعلا على خدمة الوطن بعيدا عن المصالح الشخصية.

ومن المرشحين من اختار ان تقتصر دعايته الانتخابية على صورته واسمه ورقم دائرته الانتخابية, فيما اطلق اخر شعار (ليكن صوتك مدويا) مكتفيا به بكل صوره المنتشرة كغيره من المرشحين على الجزر الوسطية والميادين, ومثله فعل مرشحون اخرون حين اكتفوا بتكرار ذات الشعار ومنها (نعم.. الوطن للجميع) و (ارادتك اول التغيير). وفي الوقت الذي اكتفى فيه مرشحون بتكرار الشعار ذاته, عمد اخرون الى اختيار عشرات الشعارات للمرشح نفسه والتي تبدأ بالهم المحلي مثل اهمية (الحصول على المقعد الجامعي) مرورا بالهم الوطني مثل (مواطنة, يدا بيد لصناعة المستقبل) وصولا الى الهم العربي مثل (دعم فلسطين والعراق واجب, وحق العودة مقدس, والعروبة), لتعرج غيرها على الاهتمام بمكانة المرأة وضرورة دعمها, ما يلفت النظر في هذا السياق الى قلة الشعارات التي تولي المرأة عنايتها.

بيد ان الاعلانات التوعوية التي نشرتها وزارة التنمية السياسية اخيرا في شوارع رئيسة ركزت على حق المرأة في الانتخاب من خلال يافطة حملت عنوان (حقك تختاري, حصتك محفوظة). ومن اللافت انتشار اعلانات الوزارة بكثافة في بعض الشوارع وقلتها في شوارع اخرى حيث ركزت على ضرورة محاربة شراء الاصوات والذمم عبر يافطة كتب عليها (عيب والله عيب, لا تكن شريكا في جريمة التزوير, وصوت بنزاهة وشرف), في حين ركزت تلك الاعلانات على اهمية الوحدة الوطنية عبر تعزيز تنوع المشاركة السياسية في الانتخابات.

ومن اللافت ندرة الشعارات الانتخابية التي اطلقها المرشحون اليوم والتي تطالب بمحاربة الغلاء والبطالة والفقر في الوقت الذي طالب به مواطنون ومنهم بسام سعيد, موظف في احدى المستشفيات الحكومية, بان تتركز الشعارات الانتخابية القابلة للتطبيق وفقا له على الهم المحلي اولا والبعد عن الشعارات التي لا يمكن تطبيقها.

ومن بين اليافطات التي تركزت في امكنة من العاصمة وغابت عن اخرى منها هناك يافطات حملت شعارات تطالب بالاصلاح السياسي عبر الممارسة العملية لا ان تبقى شعارا يطرح في كل انتخابات نيابية, اذ يعقب الحاج الستيني ابو غالب على ذلك التوجه بقوله : نتمنى تطبيق ولو جزء يسير مما يتم الترويج له سواء فيما يتعلق بالاصلاح السياسي او الاقتصادي او التنمية الاجتماعية بشكل عام.

واعتلى العلم الاردني خلفيات معظم اليافطات التي انتشرت بشكل متزاحم وبالوان مختلفة اذ ركزت معظمها ايضا على شعار الوحدة الوطنية, والوطن يستحق اكثر, فيما لوحظ وجود يافطات كتبت شعارها الرئيس بخط كبير مقروء عن بعد واعقبتها على اليافطة ذاتها شعارات كتبت بخط صغير غير مقروء. غير ان يافطة كتبت بالخط العريض (الوطن بحاجة الى نائب..) لتختفي بقية العبارة خلف اغصان الاشجار, حيث يشير المحامي حسام صبح 25 عاما الى اهمية تلافي وضع اليافطات خلف الاشجار او في مناطق لا ترى منها او قد تسبب حجب الرؤية للسائقين. وحول مضمون الشعارات الانتخابية في اليوم الاول لانتشارها يقول صبح : اذا انجز نسبة بسيطة من مضمون هذه الشعارات البراقة فنحن على اعتاب مجلس نيابي قوي بالفعل مشيرا الى ان معظم الشعارات هي تكرار لنظيراتها في الانتخابات النيابية الماضية.

بيد ان مواطنين ومنهم فاطمة المومني, ربة بيت, يطالبون بشعارات تلامس واقع حال المواطن اكثر وتولي قضاياه عناية كبرى كمحاربة غلاء الاسعار وارتفاع اسعار الايجارات والمطالبات بتحسين مستوى المعيشة بشكل عام. يقول المواطن رائد الافغاني : نتمنى ان يعي المرشحون ان الناخبين على درجة كبيرة من الوعي السياسي والوعي بحقوقهم وواجباتهم, فلا يعمدون الى وضع شعارات خيالية براقة لا يمكن تطبيقها, وان يركزوا حقيقة على اهمية التنمية باشكالها المختلفة على ان يكون النائب نائب وطن وليس نائب خدمات او منطقة فحسب. وباستثناء يافطة واحدة تكررت في عدد من الشوارع ركزت على الحرية وسقفها غابت شعارات تطالب بالحريات الاعلامية والصحفية.

ومن اللافت انتشار اليافطات المنفذة بطريقة الكترونية, فيما تقل نظيراتها المنفذة عبر خطاطين في اشارة الى تطويع التكنولوجيا في خدمة الدعاية الانتخابية, كما انتشرت اليافطات التي تشير الى المقرات الانتخابية للمرشحين, وبدات الصواوين بالانتشار هنا وهناك. يشار ان امس الاحد هو اليوم الاول لبدء عملية الترشيح لعضوية مجلس النواب السادس عشر والتي ستستمر ثلاثة ايام في جميع محافظات المملكة.

أضف تعليقك