في المخيمات: انابوليس..خوف.ترقب
يترقب اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات الأردنية مباحثات السلام الدائرة بين الدول العربية وإسرائيل في مؤتمر انابوليس...
وخصوصا ما قد يخرج من حلول لقضية حق العودة.
وبين خشية البعض من إسقاط حق العودة، ورغبة البعض الآخر بالتعويض المادي عن ما لحق بهم من خسائر بسبب طول سنوات الشتات يلقى مؤتمرا انابوليس متابعة حثيثة من كافة الأعمار في مخيمات اللاجئين إذ أعاد المؤتمر إلى أبناء المخيمات الحديث عن مصير اللاجئين وقضية الحل النهائي.
ويشكك البعض في نوايا وجدوى مؤتمر انابوليس للسلام، ويقول احمد 26 من مخيم البقعة " انابوليس خطوة أمريكية إسرائيلية لتحقيق أهدافهم ومن أبرزها فرض التطبيع بين دول الخليج و إسرائيل لإنعاش اقتصادهم، وثانيا حرق القضية الفلسطينية وتقديم مزيدا من التنازلات".
من جهته يرفض الحاج توفيق 77 عاما من نفس المخيم فكرة إسقاط حق العودة كونه متعلقا بأرضه التي تركها سنة 1948 ويقول " ولا يغادر طيف العودة مخيلة الحاج توفيق 77 عاما الذي يراوده شعور دائم بالحنين لبيارات البرتقال وحقول القمح في قريته الأصلية " بيت محسير" في قضاء القدس ويقول " لا تغادر تلك الأيام مخيلتي فانا في حنين دائم للوطن اشتاق لأرضي التي كنت افلحها وما زلت، لن أتخلى عنها حتى لو بقيت تحت سيطرت اليهود، لن أبيعها بأي سعر ".
بينما يرى علي 39 عاما أن مؤتمر انابوليس صحوة متأخرة للرئيس الأمريكي جورج بوش، وقال:" يريد انجازا جديد يضاف إلى سيرة الرئيس الأمريكي وملفه وتطبيع إجباري للدول العربية المشاركة".
وتزداد خشية بعض اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات من إسقاط حق العودة بعد ما سربته الصحف الإسرائيلية عن اقتراحات التوصل إلى تسوية بشأن قضية حق العودة خلال المباحثات، حيث تنص هذه الاقتراحات بقبول إسرائيل بحق العودة من حيث المبدأ، ولكن في ذات الوقت تقبل عودة عدد محدد من اللاجئين على أن يتم إعادة توطين الباقين خارج إسرائيل بتمويل أميركي وغربي.
وكشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن وثيقة إسرائيلية فلسطينية اقترحت حلاً لمشكلة حق العودة للاجئين الفلسطينيين يتمثل في إسقاط هذا الحق مقابل تعويض اللاجئين بمبالغ تصل إلى 85 مليار دولار.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الوثيقة التي تحمل اسم "إكس آن بروفانس" والتي شاركت في صوغها، فيها مجموعة فلسطينية منها صائب بامية المستشار الاقتصادي للاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، تنفي حق العودة إلى الديار التي هجر منها اللاجئون رغم أنها تدعي أن أي حل يجب أن يستند إلى قرار الأمم المتحدة 194.
واعتبرت الصحيفة أن "الوثيقة محاولة إسرائيلية فلسطينية نصف رسمية من أجل تفكيك حاجز حق العودة إلى مركبات اقتصادية، وعرض حلول عملية. وبحسب الوثيقة فإن «تكلفة حل مسألة حق العودة تتراوح بين 55 إلى 85 مليار دولار، بمعدل 14 إلى 21 ألف دولار لكل لاجئ".
انابوليس والرابح الأكبر.
وقي قراءه لافتتاحية مؤتمر انابوليس يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية غازي السعدي" بداية علينا أن نقول بان الرئيس الأمريكي جورج بوش الرابح الأول في انابوليس الذي نجح بان يشارك فيه وفود عربية وإسرائيلية وفلسطينية ودولية ، أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس يسجل له انه وضع الحجر الأساسي لإقامة الدولة الفلسطينية وأكد على الثوابت الفلسطينية والقرارات الشرعية الدولية واحدا لا يمكن المزاودة عليه.
أما بالنسبة لاولمرت فقد كان خطابه معتدلا ومرننا نسبيا دون إخفاء لثوابت الإسرائيلية، مستفيدا من هذا المؤتمر لاسترجاع شعبيته المنهارة بين أبناء جلدته خاصة في أعقاب تقارير لجنة ذينقراد وتحقيقات التي تجرى معه في عدد من ملفات الفساد، ومن الطبيعي أن نجد بين الفلسطينيين والإسرائيليين من يؤيد ومن يعارض نتائج هذا المؤتمر التي لم تظهر إنما النتائج بالتنفيذ على ارض الواقع".
أما عن قضية حق العودة وعدم تطرق الرئيس ابو مازن و أي طرف للموضوع يقول السعدي " اجتماعات كثيرة جرت في القدس للتوصل إلى وثيقة مشتركة واستأنفوا هذه المحاولات في أمريكا ولم يتم التوصل إلى اتفاق حول هذه الوثيقة ومن أهم هذه الأسباب التمسك الفلسطيني بحق العودة وفقا للقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، لكن علينا الأخذ بالحساب أن الرئيس الفلسطيني كان متمسك في ثوابته في هذا المؤتمر ولكنه كان يخاطب الرأي العام الأمريكي من جهة والرأي العام الإسرائيلي من جهة أخرى لذلك كان علية أن يسير تحت المطر دون أن يتبلل فهذا اعتقد السبب الذي دعا أبو مازن أن لا يذكر بشدة موضوع حق العودة".
تحذيرات من إسقاط حق العودة
من جهتها حذرت اللجنة العليا للدفاع عن حق العودة في الأردن من التفاوض على حق العودة الذي اعتبرته حقا وليس خيارا ويقول أمين سر اللجنة طلعت أبو عثمان أن " حكومة العدو الصهيوني في حواراتها التحضيرية مع الفريق الفلسطيني ركزت على الحل الأمني وعلى الاشتراط الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية مما يعني شطب حق العودة ، يعني في لقاء انابوليس من خطبة اولمرت ومن موقف الإسرائيلي ومن تصريحات المسئولين الصهاينة اشترطوا العودة الى خارطة الطريق وبالذات الجانب الأمني منها والمتعلق بمحاربة للمقاومة الوطنية الفلسطينية، والانتقال الى انجاز اتفاق مبادئ إلى إطار مبادئ الذي يتضمن قضايا جوهرية ومحددة بقضايا الحل النهائي اللي هو موضوع اللاجئين وموضوع القدس وموضوع الحدود.
وهذا يعني أن العدو الصهيوني يشترط الاعتراف بيهودية الدولة بهدف التنصل من مسؤوليته المباشرة عن التسبب في تشريد اللاجئين الفلسطينيين واعتبار ان هذا احد نتائج الحرب الذي شنها الكيان الصهيوني عام 1948 لتشريد الفلسطينيين،هذا يترتب عليه عدم اعتراف الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني من العودة والتعويض حسب قانون الدولي، من ناحية أخرى العدو الصهيوني الآن يحاول بمباركة أمريكية بتزاز الفلسطينيين بدعوتهم من التنازل بحق العودة الى مدنهم وقراهم المحتلة من عام 1948 ، واحلال مفهوم بان إسرائيل هي الوطن القومي لشعب اليهودي وهذا ركز عليه اولمرت في المؤتمر وهذا يعني ان شطب حق العودة للاجئين بشكل نهائي".
ويتابع ابو عثمان " هناك عدة بدائل للمشروع االامريكي الصهيوني كان يعتبر ان قضية اللاجئين انها قضية انسانية ويجب حلها بحل إنساني وان قضية عودة اللاجئين إلى ومدنهم قراهم سنة 1948 المحتلة معناها قضاء على الكيان الصهيوني وخلخلة التركيب الديمغرافية لهذا الكيان، لذلك هناك اجماع إسرائيلي على حل المشكلة وطبعا بتأييد ومباركة أمريكية أوروبية على حل قضية اللاجئين بتوطينهم في الدول التي يتواجدون بها وتعويضهم وهذا الحل المقترح ومطروح منذ وقت طويل منذ مؤتمر اوسلو ".
ونحن نقول كلجنة للدفاع عن حق العودة ان التعويض حق للاجئ الفلسطيني وليس خيارا يفاوض عليه ويزيد "حق التعويض منصوص عليه بالقرار 194 الذي ينص على حق العودة والتعويض والمقصود بالتعويض عن المعاناة لكل لاجئ فلسطيني عن ما خسره ماديا ومعنويا طوال سنوات النكبة، أما بالنسبة للتعويض عن الوطن اللاجئون الفلسطينيون يرفضون هذا النوع من التعويض لان الوطن لا يعوض".
ويعرف أبو عثمان هذا حق العودة ويقول "هو حق كل فلسطيني طرد أو اخرج من موطنة لأي سبب عام 1948 وفي أي وقت في العودة إلى الديار أو الأرض أو البيت الذي كان يعيش فيه حياة اعتيادية قبل عام1948 وهذا الحق ينطبق على كل فلسطيني وهذا الحق ينطبق على كل شخص رجل أو امرأة وينطبق على أولادة من بعده مهما بلغ عددهم وإمكان تواجدهم أو مكان ولادتهم أو ظروفهم السياسية أو الاجتماعية".
وجاءت كلمة الرئيس الأمريكي جورج بوش مخيبة لآمال الفلسطينيين الذين يرفضون الاعتراف بإسرائيل كـ"دولة يهودية" لأن ذلك سيمثل إلغاء ضمنيا لمطالبتهم بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
وبعد أن افتتح الاجتماع بتلاوة البيان، قال بوش إن الاتفاق المرجو للسلام في الشرق الأوسط سيؤدي إلى خلق دولة تكون "وطنا للفلسطينيين" بما يسمح لإسرائيل بأن تكون "دولة يهودية".
ويقيم في الأردن وحسب إحصائيات وكالة الغوث الدولية 1,639,718 لاجئ فلسطيني حتى تاريخ 31 كانون الأول 2001 وهي آخر لائحة إحصائية رسمية صادرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير منهم 287,951 لاجئ يقيمون داخل عشر مخيمات تعترف بها المنظمة الدولية.
إستمع الآن











































