في الرمثا تجار خضار يرفضون قرار البلدية اخلاء السوق

الرابط المختصر

لم يلق قرار بلدية الرمثا الجديدة بنقل سوق الحسبة القديم الواقع بوسط المدينة لموقع آخر قبول التجار الذين أكدوا رفضهم واستيائهم من القرار كون الموقع الجديد بعيد عن وسط المدينة .وطالب التجار رئيس البلدية بصيانة السوق الحالي عوضاً عن نقله لاعتبار أن موقعه استراتيجي ، قريب من سوق الرمثا ، و من مجمع السفريات هناك  ، مؤكدين في الوقت نفسه أن السوق لم يشهد أي أعمال صيانة فيه منذ ثلاثين عاماً. إذ أكد التجار على أنهم طالبوا مراراً بتحسين وضع السوق ،  و رفده بالخدمات الضرورية إلاّ أن مطالباتهم لم تلق إيّ أذنٍ صاغية .
 
       و أوضح زاهي عرسان النصر ، أحد تجار السوق ، أنّ "  أية فكرة حول نقل السوق من موقعه الحالي ، أو إنشاء سوق بديل له بمكان آخر بعيداً عن وسط البلد  مرفوضة لأنه سوق مركزي " .
 
وبيّن أنه باستطاعة البلدية إنشاء سوق للخضار و الفواكه في الساحات القريبة من السوق الحالي والتي تقع في مجمع السفريات هناك، معتبراً المكان مناسباً للتجار كونه يبقى ضمن وسط المدينة.
 
وأوضح التاجر عبد الله الزعبي أن السوق يلقى إقبالاً كبيراً من المواطنين لطبيعة موقعه الحالي ضمن السوق الرئيسي لمدينة الرمثا ، لافتاً إلى أهمية بقائه بمكانه مع إنشاء أسواق أخرى للخضار والفواكه في مختلف مناطق المدينة .
 
وأضاف أن فكرة الانتقال للموقع الجديد أصبحت بمثابة " التحدي ما بين التجار والبلدية "، مؤكداً أنّ التجار " لن ينتقلوا للعمل في السوق الجديد حال البدء فيه " وأنهم  سيبقون  بالسوق الحالي على الرغم من قرارات البلدية " .
 
وتتمثل أبرز حاجات السوق – بحسب التجار – في تبليط أرضيته أو العمل على تعبيدها ، و تحسين مستوى النظافة فيه للحد من انبعاث الروائح الكريهة منه  وانتشار القوارض  ، و العمل على سقفه و تزويده بخدمة الإنارة ، فضلاً عن إعادة تأهيل المرافق الصحية التي لا تزال مغلقة منذ 15 سنة .
 
 من جهته أكد المهندس حسين أبو الشيح ، رئيس بلدية الرمثا الجديدة على أنّ سوق الحسبة قديم يعود لأكثر من أربعين عاماً ، مشيراً إلى أن بنائه أصبح قديماً ،  وغير مؤهل لخدمة عدد سكان المدينة بالوقت الحالي ، مؤكداً على عدم جدوى القيام بصيانته .
 
وبيّن أن وقوع السوق بوسط المدينة خلق أزمات مرورية هناك ، خصوصاً بعد أن انتشرت عربات و بسطات الخضار و الفواكه بالقرب منه ،  و لافتقاره لمواقف المركبات الأمر الذي زاد من أهمية نقل السوق لموقع آخر .
 
وأوضح أبو الشيح أن " البلدية استطاعت تخصيص موقع مناسب لنقل السوق إليه يقع على شارع العشرين الذي يعتبر ضمن وسط المدينة "، لافتاً إلى أنّ " الموقع الجديد مؤمن بالمواصلات وقريب من بعض الدوائر الرسمية هناك ".
 
وأكد على أن الموقع الجديد يخدم اتجاهات المدينة المختلفة ( الغربية و الشمالية والجنوبية ) ، وأنه يحظى بحركة مرورية  ، كونه لا يبعد عن موقع الحسبة الحالية سوى ( 2 كيلو متراً ) فقط .
 
وأشار إلى أن مشروع الموقع الجديد سيكون نموذجياً يلبي احتياجات المدينة و السكان، لافتاً إلى أن البلدية تتبنى فكرة إنشاء أسواق للخضار و الفواكه في مختلف المناطق تسهيلاً على المواطنين.
 
وحول رفض تجار السوق فكرة الانتقال للعمل في الموقع الجديد حال الانتهاء منه ، أكد أبو الشيح أن ذلك عائد للأجور المترتبة عليهم ، حيث أن الأجور الحالية التي يدفعها التجار مناسبة لهم  كونها لا تتجاوز " 300 دينار " سنوياً ، وأن رفضهم  " لا علاقة له بمسألة بُعد أو قُرب الموقع " بحسب أبو الشيح .
وأوضح أنّ أجور الموقع الجديد ستكون " منطقية بحيث تتراوح ما بين 1200 دينار سنوياً إلى دينار 1600 "، تتناسب مع واقع المدينة، واعداً تجار السوق بمراعاتهم في عملية النقل عبر تخفيض  الأجور الجديدة لهم ،  إذ سيتم إعفائهم من دفع " بدل الخلو " لضمان عدم تأثرهم من الناحية الاقتصادية .
 
وبيّن أنّ  إنشاء السوق الجديد جاء مكرمة ملكية خلال زيارة جلالة الملك مؤخراً  لمدينة الرمثا ، حيث سيكون المشروع نموذجياً يضم مجمعاً تجارياً يحوي بالإضافة إلى سوق الحسبة محلات تجارية لتقديم خدمات متكاملة للمواطنين .
وتبلغ مساحة الأرض التي سيتم  إقامة المشروع  عليها حوالي سبع دونمات  ، ستضم  65 محلاً تجارياً ، و ستين موقفاً ، و سيباشر العمل في المشروع خلال الأشهر المقبلة ، إذ أكد أبو الشيح على أنّ البلدية قامت بتسليم مخططات الموقع  اللازمة و دراسات المشروع لرئيس الوزراء على أن يتم بعد ذلك القيام بإنشائها .