فيلم "الحارة" عالج ظاهرة مجتمعية في ظل جدل كبير

الرابط المختصر

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في الأردن بآراء وتقييمات تجاه فيلم "الحارة" الأردني، وانقسمت التعليقات والمواقف ما بين مؤيدة ومعارضة لهذا الفيلم. المعارضون عدّوا الفيلم مخالفًا لقيم المجتمع، بدعوى أنه تضمن العديد من المشاهد التي حملت ألفاظًا بذيئة ومشاهد حميمة، والمؤيدون وجدوا فيه عملًا إبداعيًا متميزًا يعالج ظاهرة مجتمعية مؤرقة للمجتمع وهي البلطجة بالإضافة إلى المجتمعات الضَّعيفة والهشَّة اقتصاديًا.

الفيلم حصل على جوائز عديدة منها جائزة الجمهور، وتنويه خاص من مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان الفيلم الدولي الأول في أنوناي بفرنسا، وترشح لأربع جوائز من جوائز النّقّاد للأفلام العربية التي يقدّمها مركز السينما العربية على هامش فعاليات الدورة الحالية من مهرجان كان.

تم إطلاق الفيلم بدايةً في دور سينما عالمية وعربية وعلى منصة مدفوعة، فالفيلم مدفوع الأجر لمن يريد مشاهدته وليس متاحًا للعامة، وقبل إجازة عرضه في دور السينما الأردنية تم حذف كل الألفاظ والمشاهد التي عُدّت خارجة عن قيم المجتمع الأردني.

لاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي اقتطعت مقاطع من الفيلم تحتوي على ألفاظ نابية ومشاهد حميمة، ونشرتها، وبدأت بمهاجمة الفيلم بالتركيز على هذه المقاطع، في حين أن وسائل الإعلام التزمت بالمهنية، ولم تُسهم بنشر هذه المقاطع التي انتُزِعت من سياقها.

وبحسب ما رصد (أكيد) من مواد صحافيّة منشورة، فقد لاحظ أنه قد غاب عن هذه المواد معاينة الفيلم كاملًا، وبخاصةً المقاطع المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي، لبيان رأي محايد بين الطَّرفين المعنيّين بالمسلسل، إنتاجًا وشراءً، وهي ممارسة فُضلى تُحقّق الحياد، وتنهي حالة التَّشويش وعدم الدِّقة.

ويرى (أكيد) أنَّ على وسائل الإعلام في مثل هذه التَّغطيات:

أوّلًا- ضرورة الاستماع للأطراف كافة، بهدف تحقيق التَّوازن، وبخاصّة في القضايا التي يحمل النِّقاش بها لغة اتِّهاميّة وإصدار أحكام.

ثانيًا- يمكن لوسائل الإعلام أن تُحقّق ممارسة فضلى بتناولها قضيّة هذا الفيلم من خلال تحليل محتوى المقاطع موضوع الخلاف والنِّقاش، والبحث عن حقيقة هذا الخلاف وتقديمه لجمهور المتلقّين.