فوضى ونقص بالخدمات في مجمع المحطة

ضجيج مركبات وأصوات بائعين ومشاجرات سائقين، مشاهد اعتاد مواطنون رؤيتها لدى دخولهم مجمع المحطة، الذي يعاني تشوهات مرورية، وفوضى عارمة، فضلا عن عدم التزام سائقي الحافلات بمداخل ومخارج المجمع، إضافة إلى وجود بسطات الخردة والخضار بشكل عشوائي وسط المجمع، ما يشكل عائقا لحركة المرور داخله، وفق مواطنين، اشتكوا أيضا من الكلمات "البذيئة"، التي لا تكاد تفارق مسامع المارة تارة من السائقين، وتارة أخرى من أصحاب البسطات.
ويشتكي مواطنون يرتادون المجمع لـ"الغد" من "المشاجرات اليومية بين السائقين، حول "تفليلة" الباص بالركاب، والمزاحمة بين الحافلات للوصول إلى المجمع بشكل أسرع".
ويشيرون إلى المشاكل المتعلقة بالخدمات، حيث يعاني المجمع من نقص بـ"الحمامات النظيفة"، والمظلات أو أماكن الانتظار، التي "تقي الركاب والسائقين برد الشتاء وحر الصيف"، منتقدين إزعاج محلات الأقراص المدمجة "سي دي"، التي دائما ما تقوم بتشغيل أغان بصوت عال، غالبا ما تخالف الذوق العام لـ"اختلاطها بصوت القرآن الكريم".
ويقول محمود نايف، طالب جامعي، إن "الذي يدخل ويخرج من مجمع المحطة يصاب بصداع؛ فالمداخل والمخارج عشوائية وفوضوية، ولا نعلم من أين تدخل وتخرج الباصات والسرافيس، ولا يوجد شواخص تدل على المناطق المراد الذهاب إليها؛ التنظيم غائب والفوضى المرورية موجودة، والمصيبة الكبرى أن المظلات غائبة عن مجمع المحطة"، ملقيا باللائمة على أمانة عمان "والضحية هم المواطنون وسائقو الحافلات والسرافيس".
ويرى المواطن أبو هيثم (45 عاما) أن "الذي ساعد على زيادة الفوضى والازدحام في هذا المجمع هي الأكشاك والبسطات، حيث تحول المجمع إلى سوق شعبي لبيع الخردة والخضار، إذ نواجه صعوبة كمواطنين في السير والوقوف في المجمع"، معتبرا أنه "ليس من المعقول تداخل السيارات والباصات؛ فمثلا السرافيس المتجهة إلى ماركا الشمالية تقوم بالتعدي على مواطنين لأخذ الركاب، ناهيك عن تداخل مسارب الخروج والدخول لحافلات الخطوط الصغيرة، التي تخدم الأحياء القريبة من المجمع".
ويؤكد أبو هيثم أن "المجمع يحتاج إلى إعادة تنظيم من ناحية الهندسة المرورية، التي سقطت وغابت عنها منذ فترة طويلة".
عمر سليمان، مراقب خط (سمسار)، ويعد حلقة وصل بين السائقين والركاب، ووظيفته تنظيم الأدوار والصفوف، يقول إن هناك "فوضى عارمة داخل المجمع، وعدم التزام السائقين بالخطوط والمداخل والمخارج المخصصة لهم، واعتداء الحافلات على مواقع السرافيس"، مضيفا أنه "في أيام فصل الشتاء أذهب مبللا إلى المنزل، لوقوفي لفترات طويلة تحت المطر بدون وجود مظلات تحمينا من مطر الشتاء وحر الصيف".
يوسف العليمي، سائق سرفيس على خط (ماركا الشمالية)، يطالب هيئة تنظيم قطاع النقل العام والجهات المختصة بـ"نقل جماعي" للسرافيس والحافلات إلى مجمع رغدان السياحي، ويقول: "عملت لفترة قصيرة في مجمع رغدان السياحي، إلا أن غياب الركاب من المجمع، أدى بنا، كسائقي سيارات العمومي، إلى الاحتجاج والإضراب لإرجاعنا إلى مجمع المحطة، وتمت الاستجابة إلى مطالبنا".
وحول عدم تقيد السائقين بمداخل ومخارج المجمع يؤكد أن "السبب في ذلك يرجع لوجود حفر ومطبات لم تشهد أية صيانة منذ فترة طويلة"، مطالبا بـ"تعيين أشخاص ينظمون آلية السير داخل المجمع، وبتأمين صحي وضمان اجتماعي للسائقين في المجمع".
ويبدي السائق فيصل المساعيد (خط عمان - المفرق) امتعاضه من عدم وجود مواقف مخصصة لحافلات الخط، ويقول: "العفو العام، الذي صدر منذ فترة، أفرج عن أشخاص لديهم أسبقيات جنائية، خرجوا من السجون ولم يجدوا عملا غير البسطات، وهم يحتلون المواقف المخصصة لنا، ولا نستطيع التحدث معهم باعتبارهم ذوي أسبقيات"، مطالبا دائرة عمليات النقل العام بـ"تخصيص تذاكر لخط عمان - المفرق، لتنظيم عملية صعود الركاب إلى الحافلة، والابتعاد عن الفوضى الموجودة داخل المجمع".
وحول مطالبات سائقي المركبات والحافلات بالنقل الجماعي إلى مجمع رغدان السياحي، يقول مدير دائرة عمليات النقل في أمانة عمان المهندس عبدالرحيم الوريكات إن "مجمع رغدان السياحي لا يتسع للحافلات والمركبات الموجودة داخل مجمع المحطة، فمساحته لا تتجاوز 50 % من مساحة مجمع المحطة".
ووفق الوريكات، فقد أظهرت نتائج استبانة، وزعت على مشغلي خطوط السرافيس لمعرفة مدى رضاهم عن الانتقال إلى مجمع رغدان السياحي بدون الباصات، رفض أكثر من 80 % الانتقال إلى رغدان، لخلوه من الركاب، مؤكدين أن تأثيرات نقلهم ستكون سلبية من كافة الجوانب.
ويبين المهندس الوريكات أن حجم السير في شارع الجيش وسط البلد يعاني من "أزمة خانقة"، وتزداد الأزمة مع انتقال الحافلات والمركبات من مجمع المحطة إلى رغدان.
من جهته، يشير مدير دائرة مجمع رغدان السياحي المهندس أحمد الزريقات إلى أنه يتم حاليا تنفيذ دراسة، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والإدارة العليا، لتخصيص أماكن للبسطات، بعيدا عن الأماكن المخصصة لمواقف الحافلات، متعهدا بدراسة تزويد مجمع المحطة بالمظلات، وإصلاح جميع الحفر والمطبات الموجودة على مداخل ومخارج مجمع المحطة.
يشار إلى أن مجمع رغدان نقل إلى المحطة العام 2005، لإعادة صيانة وتطوير مجمع رغدان، ليصبح سياحيا، لتنشيط الحركة السياحية والتجارية في منطقة وسط البلد.
وتعود تسمية مجمع المحطة نسبة إلى "محطة القطار الحجازي"، الذي يرجع عمره إلى أكثر من 100 عام، ويعاني حتى الآن الكثير من المشاكل البيئية والتنظيمية "والعمل جار على حلها"، بحسب مسؤولين في أمانة عمان.

أضف تعليقك