فلسطين دولة معترف بها وعضو في الأمم المتحدة

الرابط المختصر

فكرة مثيرة تلك التي طرحها بيان الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بدولة فلسطينية تحصل على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وحسب تصريحات سولانا فإنه يجب وضع مهلة زمنية محددة اذا لم يتم التوصل خلالها الى السلام يقوم مجلس الأمن بفرض حل  يتبنى كل عناصر التسوية, الدولة الفلسطينية والحدود والقدس واللاجئين والأمن. الأمم المتحدة  اتخذت قرار التقسيم الذي يقرر وجود دولتين وقد تم الاعتراف بإحداهما وقبول عضويتها في الأمم المتحدة ومن المنطقي استكمال النصف الثاني للقرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعضويتها الكاملة حتى لو كانت تحت الاحتلال.

لم تحدث ردود فعل مهمة على البيان الأوروبي باستثناء رفض اسرائيلي حاد من وزير الخارجية العنصري ليبرمان، وترحيب مبدئي من نائب الأمين العام للجامعة العربية وتعليق فلسطيني يعيد التركيز على متطلبات المضي في عملية السلام وعلى رأسها وقف المستوطنات. ويبدو أن الجميع مهتم الآن بما يجري على الأرض وما يجب عمله غدا وبصورة خاصّة خطة أوباما،  أمّا التصورات الذهنية المسبقة للمستقبل على طريقة الأوروبيين فلا تثير كما يبدو كثيرا من الاهتمام الآن، وربما هناك بعض الخشية  أن الهروب الى تصورات مستقبلية بناء على احتمالات فشل عملية السلام يؤدي الى تنفيس الضغوط الجارية من أجل خطوات ملموسة الآن.

جيد. الشيء الرئيس الآن هو خطّة أوباما لاستئناف المفاوضات وفق آليات ومرجعية لم يظهر منها  حتّى الآن غير مطلب وقف الاستيطان الذي ترفضه اسرائيل، وفي الوقت نفسه تحاول تعديل الموقف الأميركي منه. لكن في الحقيقة من الصعب التفاؤل بفرص أوباما. نحن طبعا لا نبشر سلفا بالفشل لأن هذا يساوي إعفاء الولايات المتحدة والعالم من مسؤولياتهما فاذا كان الفشل مؤكدا سلفا فلماذا المحاولة أصلا. انما  مع اعطاء الأولوية لما يمكن عمله الآن فإن المقترح الأوروبي يعطي افقا مختلفا وجديدا لما بعد الفشل المحتمل للمفاوضات.

اذا فشلت المفاوضات فإن مجلس الأمن لن يتمكن في كل الأحوال من فرض الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي المحتلة 67، وهذا مع افتراض أن الولايات المتحدة ستمرر الاقتراح بمشروع كامل للحلّ يتبناه مجلس الأمن، لكن ليس بالأمر البسيط أن تكسب فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة والشرط الأهم أن يُعتَرف بها على كامل الأرض المحتلة 67 فهذا يؤكد لا شرعية الاحتلال ولا شرعية المستوطنات ولا شرعية ضمّ القدس، ويصبح وراء ظهرنا تماما الحديث الاسرائيلي عن أراض متنازع عليها. وستصبح السلطة الفلسطينية في وضع اقوى وسوف يعترف العالم بجواز السفر الذي تصدره ويحصل عليه الفلسطينيون في كل مكان. وبالاجمال سيكون الفلسطينيون في وضع افضل لمواصلة كفاحهم لكنس الاحتلال.

الاقتراح يستحق المساك به ونسج تفاهم  بل اجماع دولي حوله بوصفه البديل المقرر اذا لم يحدث حلّ ضمن سقف زمني معين. وهو بذلك يكون ايضا سيفا واداة ضغط على الجانب الاسرائيلي وإسنادا للجانب الفلسطيني.